إيران: مداهمة منزل أرفع معارض لـ «الولي الفقيه»
أنصار الشيرازي يتهمون الحكومة بمنعهم عن «أربعين الحسين»
قامت القوى الأمنية الإيرانية بمداهمة منزل المرجع الشيعي الإيراني صادق شيرازي، مساء الأحد الماضي، في قم، وقامت بمصادرة جميع الكتب والمنشورات والمخطوطات في بيته، وتعدت بالضرب على بعض من كانوا داخل المنزل.وقال أحد المقربين من شيرازي لـ "الجريدة" إن القوى الأمنية أمطرتهم بوابل من الإهانات وكسرت باب البيت للدخول إليه وسط مقاومة من الحضور.وقامت وزارة الثقافة والارشاد بمنع جميع الصحف ووسائل الإعلام في البلاد من نشر أي خبر عن مداهمة منزل شيرازي بأي شكل من الأشكال.
ويعتبر شيرازي من أرفع المعارضين لنظام "الولي الفقيه" ويتزعم تياراً شيعياً متشدداً معارضا في طهران، ولديه عدد كبير من المناصرين في إيران والعراق وباكستان وعدد كبير من الدول التي يتواجد بها اتباع المذهب الشيعي.وتقوم وسائل الإعلام الإيرانية التابعة للحكومة بمهاجمة شيرازي وتتهمه بالانحراف عن التشيع الصحيح، واصفة اتباعه بـ"شيعة لندن"، بسبب وجود بعض الفضائيات الشيعية المتطرفة التي تعمل من العاصمة البريطانية. واشتد الصراع بين اتباع شيرازي والحكومة الإيرانية اثر تحدي اتباع رجل الدين لتعليمات الأخيرة بشأن طقوس إحياء ذكرى عاشوراء هذا العام، إذ إن الحكومة قامت بمنع بعض الأعمال التي اعتبرتها خارجة على التشيع مثل التطبير والإدماء (الضرب بالسيف على الرأس)، لكن اتباع الشيرازي تعمدوا التطبير ما اعتبر تحديا لتعاليم وتوجيهات النظام.وما زاد الطين بلة أن الحكومة الإيرانية حاولت السيطرة على الجموع التي تعتزم المشاركة في مراسم الأربعين بمدينة كربلاء العراقية من هذا العام، عبر تنظيم المسيرات بواسطة منظمة الحج والزيارة الإيرانية، لكن اتباع شيرازي قاموا بتوزيع منشورات تتحدى برامج الحكومة، معتبرين أنها تحاول منع الشيعة من المشاركة في "أربعين الحسين" وترفع تكلفة حضورهم من خلال برامجها لحثهم على عدم السفر.وعلى الرغم من أن بعض كتب شيرازي كانت مرخصاً لها مسبقاً للنشر في إيران فإن السلطات قامت بمنع نشر هذه الكتب وتوزيعها خلال الأعوام السابقة، وهو الأمر الذي تحدته بعض دور النشر التي قامت بطباعة الكتب والمنشورات في السر.