انتخابات تاريخية توصل امرأة أو رجل أعمال شعبوياً إلى البيت الأبيض

نشر في 08-11-2016 | 23:31
آخر تحديث 08-11-2016 | 23:31
No Image Caption
أقبل الأميركيون بأعداد كبيرة الثلاثاء للمشاركة في انتخابات رئاسية ذات أبعاد تاريخية يتنافس فيها الجمهوري الشعبوي دونالد ترامب مع الديموقراطية هيلاري كلينتون التي تحظى بفرص جيدة لتصبح أول امرأة رئيسة للولايات المتحدة.

وتختتم انتخابات اليوم حملة طويلة اتسمت بمستوى غير مسبوق من العنف والهجمات التي وصلت إلى حد البذاءة، ويترقب العالم بأسره نتيجتها بتخوف وقلق، لشدة ما يتعارض المرشحان في رؤيتيهما لمستقبل القوة الأولى في العالم.

وتخرج البلاد من هذه الانتخابات منقسمة للغاية، بعد ثماني سنوات من انتخاب باراك أوباما أول رئيس أسود للولايات المتحدة، على رسالة أمل نقلها إلى الأميركيين.

وفي مؤشر إلى مستوى الانقسام الذي تثيره هذه الانتخابات، استقبل دونالد ترامب بصيحات الاستنكار صباح الثلاثاء حين توجه للادلاء بصوته في مدرسة بمانهاتن في نيويورك، فهتف له بعض الناخبين والمارة «نيويورك تكرهك».

وتشكلت غالباً صفوف انتظار طويلة الثلاثاء أمام مكاتب التصويت في جميع أنحاء البلاد، على ما أفاد صحافيو وكالة فرانس برس، ولن يعرف اسم الرئيس الجديد قبل الساعة 3,00 ت غ الأربعاء.

وفي نيويورك، في قلب جزيرة «ستاتن آيلند»، الأكثر ميلاً إلى الجمهوريين بين دوائر نيويورك، كانت حركة كبيرة تعم مركز التصويت الذي أقيم في مدرسة «توماس دونغان» عند الظهر.

هنا صوتت كاتي كوب الشابة الشقراء البالغة من العمر 19 عاماً لأول مرة، وتقول «كنت متحمسة كثيراً» وهي تشير باعتزاز إلى الملصق المعلق على سترتها وعليه «أدليت بصوتي»، وهي تعتبر نفسها جمهورية «إلا في المسائل الاجتماعية»، وصوتت لدونالد ترامب.

وأوضحت «كنت مترددة قليلاً بين الأثنين، لكنني لا أثق بهيلاري، وهذا ما رجح الكفة».

وأدلت هيلاري كلينتون بصوتها باكراً بعيد الساعة 8,00 (13,00 ت غ) في مدرسة قريبة من منزلها في تشاباكوا في ولاية نيويورك، برفقة زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وكان حشد من نحو 150 شخصاً ينتظرها بحماسة كبيرة.

وتبقى الأنظار موجهة بصورة خاصة إلى بعض الولايات الأساسية التي قد تحسم نتيجة الانتخابات، وفي طليعتها فلوريدا، تقول ليونور بيريز (74 عاماً) وهي تصوت لكلينتون في مدينة هيالي قرب ميامي «حان الوقت لترتدي امرأة بزة القيادة».

لكن ينبغي أيضاً متابعة الوضع في أوهايو وكارولاينا الشمالية، وبنسيلفانيا، وبعض الولايات الأخرى التي قد تحسم النتيجة.

وأدلى نحو 42 مليون أميركي من أصل حوالي 225 مليون ناخب مسجلين على اللوائح الانتخابية، بأصواتهم في عمليات تصويت مبكر، لتفادي صفوف الانتظار يوم الانتخابات.

ورغم تقلص الفارق بين المرشحين خلال الأسبوع الأخير، كانت كلينتون الثلاثاء تتصدر التكهنات، وتوجهت الأسواق بشكل واضح إلى الارتفاع منذ الأثنين مع ارتفاع حظوظ كلينتون، وهي تفضل الاستمرارية التي تمثلها المرشحة الديموقراطية على المجهول الملازم لترامب.

وتأمل هيلاري كلينتون (69 عاماً) في أن تدخل التاريخ كأول رئيسة للولايات المتحدة بعد 44 رئيساً منذ جورج واشنطن في 1789.

وهي تعتزم الحكم في استمرارية لعهد الرئيس الديموقراطي باراك أوباما الذي قدّم لها دعماً قوياً، مسلحاً بنسبة شعبيته المرتفعة، وضاعف التجمعات الانتخابية تأييداً لها.

وكلينتون الموجودة على الساحة السياسية منذ 25 عاماً، لا يحبها نصف الأميركيين ويشككون بنزاهتها، وهي زوجة الرئيس الأسبق بيل كلينتون (1993-2001) وكانت على التوالي السيدة الأولى لولايتين وعضواً في مجلس الشيوخ عن نيويورك ووزيرة خارجية في عهد اوباما، وهي في غاية الانضباط والمثابرة، تعرف جميع الملفات بشكل معمق، لكن شخصيتها لا تثير حماسة كبرى.

مفاجأة

أما دونالد ترامب (70 عاماً) الذي يعتز بأنه دخيل على السياسة، فيأمل في أن يحقق مفاجأة كبرى كما حصل عندما صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، خلافاً لتوقعات استطلاعات الرأي.

بنى ترامب، الملياردير النيويوركي ذو الأطباع الحادة، حملته على انتقاد النخبة السياسية التي يتهمها بأنها «نزفت البلاد»، وهو الذي لم يسبق أن شغل أي منصب منتخب، قدّم نفسه على أنه رجل التغيير الذي سيتصدى للفساد الذي يتهم به النخب، وصوت المنسيين الذين وعدهم بأن «يعيد لأميركا عظمتها».

والملياردير الأقل شعبية من منافسته (62%)، وهو مقدم سابق لبرنامج «ذي أبرانتيس» من تلفزيون الواقع، هو صاحب شخصية فظة استغل مشاعر الغضب والخيبة التي تحرك الطبقة الوسطى من الأميركيين البيض التي تواجه بقلق تبدلات العالم من حولها.

كانت الحملة الانتخابية طويلة ومضنية وانحدرت إلى مستويات من البذاءة والاهانات لم تشهدها البلاد من قبل، وقد عبّر 82% من الأميركيين عن اشمئزازهم منها في استطلاع للرأي نشر مؤخراً، كما تابعها العالم بترقب وقلق.

وصرّح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء أنه «يثق بالشعب الأميركي» للقيام بخيار مطابق لـ«قيمه».

ويصوّت الأميركيون الثلاثاء أيضاً لتجديد 34 من مقاعد مجلس الشيوخ المئة ومقاعد مجلس النواب الـ435، ويأمل الديموقراطيون في الحصول على غالبية في مجلس الشيوخ الخاضع حالياً لهيمنة الجمهوريين مثل مجلس النواب.

وتنتخب 12 ولاية من أصل 50 حاكماً جديداً كما تنظم عشرات الاستفتاءات المحلية في 30 ولاية حول مسائل تتفاوت بين تشريع استخدام الماريجوانا وصولاً إلى الغاء عقوبة الإعدام، كما تجري آلاف العمليات الانتخابية المحلية لاختيار قضاة ومدعين ومسؤولين محليين آخرين.

وينتهي اليوم الانتخابي بسهرتي «نصر» ينظمهما المرشحان في نيويورك.

وبعيداً عن هذه البلبلة، قام اوباما الذي أدلى بصوته قبل أسابيع في شيكاغو، بلعب كرة السلة مع أصدقاء له، عملاً بعادة درج عليها أيام الانتخابات.

back to top