حتى وقت قريب، كان ظهور الممثلين ونجوم الغناء على كرسي المقدم التلفزيوني أمراً نادراً، أو حالةً خاصة، إلى أن بات ظاهرة واسعة الانتشار يراها البعض نتيجة للتنافس بين القنوات لجذب المعلنين ومن ثم المُشاهدين، لأن الفنان نجم جاهز لا يحتاج إلى وقت ليتعرف الناس إليه.

اللافت أن معظم أفكار هذه البرامج مكرر غالباً، أو مستوحى من برامج أخرى، وتدور غالبيتها حول التسلية والضحك، من دون أن تسعى إلى تقديم قيمة، أو إيصال معلومة، وينصبّ الاهتمام على النجم نفسه وشعبيته من دون المضمون، فهل الهدف تعزيز شهرته فحسب؟

Ad

تنضم شيرين عبد الوهاب إلى لائحة فنانين كثيرين في هذا المجال خاضوا تجربة التقديم، ففشل بعضهم بينما حقق بعضهم الآخر النجاح، وبدأت تتحضّر لتقديم «شيري أستديو» على قناة DMC المصرية.

المشروع الذي ينطلق تصويره أواخر الشهر الجاري، ينتجه جمال سنان (صاحب «إيغل فيلمز») في أوّل تجربة له في عالم إنتاج البرامج. قالت شيرين في تصريحات تلفزيونية إنها تبحث في هذه الخطوة عن تعزيز خبرتها في هذا المجال عبر الاحتكاك المباشر بالنجوم والمُشاهدين، موضحة أن البرنامج سيكون مختلفاً في طرحه ومضمونه، كذلك طالبت جمهورها بمساندتها في هذه التجربة الجديدة».

وعلى النهج نفسه تشارك الفنانة رجاء الجداوي الإعلامي عمرو أديب في برنامجه «كل يوم» على قناة «ON E»، حيث ستظهر يوم الأحد من كل أسبوع، بالإضافة إلى تقديم حلقة أسبوعية يوم الخميس من كل أسبوع.

وتقدم الجداوي فقرة «اسألوا رجاء» تجيب فيها عن أسئلة المشاهدين في نواحي الحياة العامة والاجتماعية، وكل ما يهم أفراد الأسرة.

في هذا السياق، قالت الجداوي لـ«الجريدة» إنها سعيدة للغاية بوجودها في قناة ON TV، خصوصاً مع أديب ونجاحاته وقاعدته الجماهيرية العريضة، مضيفة أنها تتعلم منه ومن خبراته في هذا المجال، مؤكدة أنها كانت قلقة بشأن أول حلقة بسبب النجاح الكبير الذي حققه أديب في حلقاته الأولى، فضلاً عن الجماهيرية العريضة للقناة ومخاطبتها الطبقات والمستويات كافة، واستقطابها الجمهور من مختلف الفئات، على عكس القنوات المشفرة.

الأكيد أن تجربة تقديم البرامج تشكّل سلاحاً ذا حدين للنجم، فهو رغم نجاحاته على صعيد الفن ربما يتعرّض للفشل فلا يجد قبولاً لدى الجمهور مثلما حدث أخيراً مع النجم محمد سعد الذي توقف برنامجه «وش السعد» نتيجة لعدم تحقيقه نسب المُشاهدة المطلوبة.

كذلك لازم الفشل تجربة هشام عباس «أحلى مسا» مع فيفي عبده وتوقف قبل انتهاء المدة المحددة لتراجع نسبة المشاهدة، وانتقلت النجمة إلى Ten لتقديم «5 أمواه» الذي لم يحقق النجاح المطلوب أيضاً. كذلك أخفق عباس في «ساعة لقلبك».

رأي النقد

قالت الناقدة ماجدة موريس إن ثمة نجوماً نجحوا في تقديم البرامج فيما أخفق بعضهم لعدم قدرتهم على عرض أي جديد أو فقدانهم ملكة التقديم، كذلك يسقط كثير منهم في فخ التسويق للقنوات الفضائية لكسب جماهيريتهم واستغلال حب الناس لهم، والقناة هي المستفيد الوحيد من الإعلانات. كذلك أشارت إلى أن هدف بعض الفنانين الحصول على المال بسبب تراجعه في الغناء أو قلة اختياره أدواراً تمثيلية.

وأكدت أنها لا تمانع تقديم النجوم برامج تلفزيونية ما دامت الأخيرة تحترم عقلية الجمهور، وليس الهدف منها ظهور النجم فحسب والاعتماد على شعبيته، لأنه في هذه الحالة يفقد جزءاً من الشعبية مع الوقت مثل محمد سعد في «وش السعد».

ويرى الناقد طارق الشناوي أن أي فنان ينوي تقديم البرامج يجب أن تتوافر فيه الموهبة وشخصية التقديم المناسبة، وأن تكون فكرة برنامجه مستقلة وجديدة، وهو أمر فشل فيه كثر من النجوم، فالبرنامج إما أن يزيد من قاعدة الفنان الجماهيرية أو يسحب البساط تماماً من تحت قدميه، لذا عليه أن يكون على علم بالمحتوى، والتأكد من أن حضوره سيضيف إلى التجربة، أو أنها هي ستضيف إليه إيجاباً؟ من هنا يكون القرار بخوضها أو الابتعاد عنها.