يشارك في «معرض الخريف» فنانون تتراوح أعمارهم بين 22 و82 عاماً، وتشمل أعمالهم: لوحات، رسومات، منحوتات، خزفيات، ملصقات، أعمال حفر، تطريز وزخرفة، غواش، نقش تظليلي، كولاج، تصوير فوتوغرافي، تجميع، تجهيز، فيديو.

الدورة الأكثر تميزاً انعقدت عام 1965، إذ بدت الخطوات نحو التجربة واضحة وجلية، منذ ذلك الحين يجمع «معرض الخريف» فنانين ونقاداً وجمهوراً فنياً عريضاً يلتقون حول نقاشات وسجالات حيوية تتناول حال الفن في لبنان.

Ad

يعقد صالون الخريف فعالياته مرة كل سنتين كجزء من برنامج متحف سرسق المتضمن ثلاثة معارض رئيسة في كل عام، تلقي الضوء على آخر الابتكارات على صعيد الفن التشكيلي في لبنان وتوفر فرصة للفنانين الناشئين لتقديم أعمالهم في معرض رئيس في المتحف.

تشدد في الاختيار

لم يكن اختيار الأعمال المشاركة في المعرض من بين 300 عمل بالأمر السهل على لجنة التحكيم التي تألفت من الفنانين: ريم فضة، وليد صادق، رشا سلطي، هند الصوفي، كايلن ويلسن- غولدي.

اجتمعت اللجنة في أواخر سبتمبر، بعد شهر كامل من مراجعة التفاصيل في كل عمل، واختارت أعمالاً أقل في العدد من الدورات الماضية، ما يشكل تخفيضاً لحجم المعرض، آخذة في الاعتبار اتساع الفرص المتاحة للفنانين من خلال المعارض التي تنظم في أنحاء البلاد.

يقدم المتحف في كل عام جوائز عدة: «جائزة متحف سرسق»، «جائزة الفنانين الشباب المبدعين» تقدمة هند سنو لمن يُظهر في مطلع مسيرته الفنية تميّزاً واضحاً، وأضاف المتحف هذا العام للمرة الأولى «جائزة إعجاب الجمهور»، إذ يمكن اختيار العمل الذي يفضله الزوار عبر الإدلاء بأصواتهم في المكان المخصصن قبل مغادرة المتحف.

تأمل اللجنة أن يمثّل المعرض فرصة تتيح الدعم للرؤى الجديدة التي تجسد الدقة ولا تخلو من اللعب وتنتهج المقاربات النقدية، وهو يشرع في زمن تتناهى فيه إلى السمع أصوات جديدة في بيروت. اللجنة على يقين بأن التزامها كهيئة تحكيم، قصيرة مدته، إلا أنها تأمل في إطلاق حوار يمتدّ خلال هذه الدورة من المعرض وفي الدورات المقبلة...

لجنة التحكيم

ريم فضة: عملت منسّقة لفنون الشرق الأوسط في متحف غوغينهايم أبو ظبي (2010-2016)، شغلت منصب مدير للرابطة الفلسطينية للفن المعاصر (2005-2007)، تولت إدارة الأكاديمية الدولية للفنّ في فلسطين وساهمت في تأسيسها في 2006، عيّنت عام 2012 منسقة فنية للجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في بينالي البندقية الخامس والخمسين، وتولّت في الفترة الأخيرة التنسيق الفني لبينالي مراكش السادس الذي عقد بين فبراير ومايو 2016.

وليد صادق: فنان وكاتب مقيم في بيروت. رصدت أعماله الأولى أثر الحرب اللبنانية في الكيانات العائلية، قبل أن ينتقل في ما بعد وعبر نصوص نظرية إلى طرح السبل لفهم إشكالية النزاع الأهلي المستمر في حقب من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي النسبي. سعت كتاباته لاحقاً إلى بناء نظرية لمجتمع شهد حرباً، وشرّعت أعماله الفنية والكتابية في الآونة الأخيرة في اقتراح بعد شعري لحالة اجتماعية محكومة بمنطق حرب أهلية مرجأة، وفي البحث عن منطلق نقدي راهن لمقارعة ذلك الإرجاء، وهو أستاذ في كلية الفنون الجميلة وتاريخ الفن في الجامعة الأميركية في بيروت.

رشا سلطي: منسقة فنية وكاتبة، تولت مهام وضع البرنامج الدولي لمهرجان تورنتو الدولي للسينما، وسبق أن برمجت مهرجان أبو ظبي للسينما، وشاركت في وضع برامج لمهرجانات السينما في أنحاء العالم، وفي تنسيق الدورة العاشرة لبينالي الشارقة في 2011. تعاونت مع كريستين خوري في تنسيق المعرض الوثائقي والأرشيفي حول فلسطين، وقدّم في متحف الفن المعاصر في برشلونة في 2015، كذلك تعاونت مع زياد عنتر في معرض ومنشورات «بيروت: العمارة المتروكة وخارطة الهجران» (2007).

هند الصوفي: حائزة دكتوراه في علوم الفن ودراسات معمقة في العلوم الاقتصادية في جامعة السوربون/ باريس. لها أبحاث في مجال الفن الحديث والمعاصر. استاذة محاضرة في الجامعة اللبنانية وتشرف على أطروحات دكتوراه. رسامة تشكيلية ورئيسة سابقة لجمعية الفنانين للرسم والنحت.

كايلن ولسون- غولدي: نشرت كتاباتها في صحف ومجلات ومنشورات وكتب وهي تتمحور حول الصوفية، والسوريالية، والنسوية والشكلية، والموسيقى والتجريب نتاج الفيديو، والفضاءات العامة في لبنان بعد الحرب، وأعمال فنانين من بينهم: إيتيل عدنان وسلوى روضة شقير، وربيع مروة... حازت منحة في 2014 من برنامج كتّاب الفن، وتمارس التعليم في كلية الفنون الجميلة وتاريخ الفن في الجامعة الأميركية في بيروت، وفي كلية الفنون البصرية في الأكاديمية اللبنانية للفنون.

احتفاء بالحيوية

أكدت اللجنة في رسالة لها إلى المعرض أن «تجاوب الفنانين مع دعوة متحف سرسق المفتوحة أتاح تنوّعاً كبيراً في الإجابة عن مسائل تتعلق بالأسلوب، والخبرة، والانخراط السياسيّ والتطلعات الفنية... وفوجئت اللجنة بالوفرة الهائلة في ميدان الرسم، كذلك تأثر أعضاؤها بما بدر من توجهات تجريبية في مشاريع توسّلت الخزف والصور الفوتوغرافية المتسلسلة».

تضيف اللجنة في رسالتها: «يود اختيارنا الإضاءة على هذه الحيوية وأكثر، أن يحتفي بها. فقد أسرتنا تلك الأصوات الجديدة والاتجاهات المختلفة، وتكوين الأعمال الراهنة مع السبل الماضية التي انتهجها فنانون محترفون في أعمالهم، وأمام الملامح الواعدة، تحديداً في أعمال الفنانين الأصغر سناً وتجربة. وقد صرفنا النظر، على نحو حاسم وفي معظم الأوقات، عن نماذج نمطية، وتناغمنا على نحو خاص مع الأعمال ذات الحدّة العاطفية، والإلماحات، والاهتمام المفعم باللون والبنية، وتلك التي تميل إلى التفكير في ظروف حياة والمدينة وسكانها».