لعل أكثر ما يعجبني في النائب السابق والمرشح الحالي صراحته المطلقة، حتى إن كانت صراحة لا تستدعي التقدير، فقد اشتُهر بأنه صاحب الطرح الفذّ ذلك الذي يقع ضمن خطط التنمية للبلد.يظن صاحبنا أن رياضة "الكروس فت" هي أساس الفساد، ويجب على الدولة أن تترك جميع مشاريع التنمية والاستثمار والبنية التحتية لتتفرغ لموضوع هذه الرياضة، والنوادي المختلطة، صاحبنا يتناقض كلامه مع أفعاله، وهو صاحب المغامرة الأشهر في شاطئ كنكون، والذي تم إنقاذه بواسطة سيدة حينها لم يمانع من الاختلاط، وهو نفسه من قام برحلة بحرية، وكانت النساء معه في الرحلة نفسها وأخذ معهن الصور وكانت معهم صحافية أشادت بتعاونه معها، والذي لم يبد أي مشكلة من الاختلاط حينها.
المشكلة يا سيدي ليست في الاختلاط، المشكلة دوما في عدمه، سنّة الحياة الاختلاط، سواء في العمل ومن المفترض بالدراسة، الاختلاط يهذبك ويجعلك معتادا على الجنس الآخر أيا كان دون النظر إليه بشهوانية.الشعب الكويتي أكبر من أن يتم الوصاية عليه بالمنع، يمكن للمتدين أن يختار عدم الاختلاط، ويمكنه أيضا غض النظر، ولكن المنع القسري من خصوصيات السجون لا الدول، لا سيما أن الكويت هي عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2016، وستكون عاصمة للشباب في عام 2017، وهي في ازدهار وتنور لولا أفواه المتخلفين والرجعيين، الذين يبثون سمومهم في أي حدث ثقافي للبلد، لعل آخرها الحملة الشعواء على مركز جابر الأحمد الثقافي الذي كان بارقة أمل من جديد في أن تستعيد الكويت مكانها ثقافيا وإعلاميا.أتمنى من جميع الوزراء أن يتمتعوا بقليل من القوة، وألا يجزعوا وأن يحتذوا برجالات الكويت في قديم العصر، أولئك الذين لم يخافوا على مناصبهم، وقالوا كلمة الحق غير عابئين بالكرسي وامتيازاته المادية التي جعلتكم ذليلين خائفين من أي تهديد أو تهويش أو حتى تصريح.يؤلمني أن أجد الناس تنقاد وراء نواب "الكروس فت"، ونواب التصريحات "الهايفة"، ويؤسفني أكثر خضوع الوزراء لهم وخوفهم الدائم على مناصبهم، فذلك الذي جعل أغلبهم جبناء ليستمروا بالمنصب مدة أطول.ونحن هنا لا نعرف ماذا نفعل مع نواب مغالين في تشددهم، وحكومة تغالي في خوفها، لذا يجب علينا اختيار دماء جديدة تمثلنا في المجلس القادم لعل وعسى أن يمتلكوا شيئا من الشجاعة التي امتلكها السابقون.
قفلة:
ولأننا في بلد الألف مفتي، نجد سيدة تمارس سلطتها على وافد آسيوي هندوسي قام بإحدى الممارسات الشعائرية لدى طائفته على شاطئ البحر، فقدت أعصابها واتصلت على "الداخلية" وسمحت لنفسها بتصويره وهي تنهاه عن هذا الفعل، وظهرت في مقابلة تلفزيونية وكأنها رافعة راية الإسلام في الأندلس، وغيرتها على الدين فاضت وطفحت. لو تعلمنا فقط احترام الآخر لما استنكرنا ما يفعل، فالدين الإسلامي قال "لكم دينكم ولي دين" ولم يحرض على العنف مع الأديان الأخرى، ولكن بسبب انتشار "دواعش" صغار في كل بيت وشارع انتشر التعصب الديني.