ترامب يحقق مفاجأة مزلزلة ويفوز برئاسة أميركا

• الرئيس الـ 45 يدعو إلى التصالح في خطاب النصر ويعد بملايين الوظائف ويتعهد بتعزيز العلاقات مع العالم
• كلينتون المصدومة تعرض خدماتها على الرئيس... وأوباما يدعوه إلى زيارة البيت الأبيض

نشر في 10-11-2016
آخر تحديث 10-11-2016 | 00:05
مخالفاً كل استطلاعات الرأي، تمكن قطب العقارات الجمهوري دونالد ترامب من الإطاحة بمنافسته الديمقراطية القادمة من حياة مهنية حافلة في السياسة الديمقراطية هيلاري كلينتون، والفوز برئاسة أقوى قوة عسكرية وسياسية واقتصادية في العالم. وخلافاً لخطاباته الاستفزازية خلال الحملة الانتخابية، دعا ترامب أمس في خطاب النصر إلى التوحد والمصالحة لتحقيق شعاره وهو "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً"، وإلى تعزيز العلاقات مع دول العالم، واعداً الأميركيين بتحسين الاقتصاد.
فاز الملياردير الأميركي قطب العقارات دونالد ترامب، الذي لا يملك أي خبرة سياسية، أمس في الانتخابات الرئاسية، في زلزال سياسي غير مسبوق أغرق الولايات المتحدة والعالم في مرحلة غموض قصوى.

وبذلك يكون ترامب الرئيس الخامس والأربعين الذي حاز تأييدا عبر كافة الولايات من أناس ضاقوا ذرعا من المؤسسة الحاكمة ووسائل الإعلام والسياسيين. وقد لا ينسى الأميركيون هذا اليوم الذي صادف 9 -11 ويشابه إلى حد كبير ذكرى اعتداءات 11- 9.

وحصد ترامب 288 من أصوات الهيئات الناخبة في مقابل 218 لهيلاري كلينتون التي خسرت السباق الرئاسي أمام نظيرها الجمهوري على عكس استطلاعات الرأي التي أظهرت تقدمها خلال الأشهر السابقة. كما لم تتمكن من التمسك بائتلاف الرئيس الحالي، باراك أوباما، الذي كان جزءا كبيرا من خسارتها. وكان التصويت في ولاية بنسلفانيا الأميركية حاسما في السباق الرئاسي الحالي، بحيث تمكن ترامب من الحصول على 274 من أصوات المجمع الانتخابي، بعد فوزه في بنسلفانيا بـ 20 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي، بعد حصوله على نحو 48.8 في المئة من أصوات الناخبين في هذه الولاية، مقابل 47.7 في المئة لمنافسته هيلاري كلينتون.

وضمن حصول ترامب على 274 من أصوات المجمع الانتخابي فوزه في الانتخابات الرئاسية، لأن تحقيق الفوز في الانتخابات يتطلب الحصول على 270 صوتا على الأقل.

يذكر أن مرشح الحزب الجمهوري فاز في ولايات فلوريدا بـ 29 من أصوات المجمع الانتخابي وأوهايو بـ 18 صوتا، وكارولينا الشمالية 15 صوتا، وهي أهم الولايات الأميركية المتأرجحة، بما سمح له بتحقيق التقدم الكبير على منافسته قبل حسم السباق الرئاسي نتيجة فوزه في بنسلفانيا.

فشل كلينتون

كما فشل الناخبون الأميركيون الأفارقة واللاتينيون والشباب في الذهاب إلى صناديق الاقتراع بأعداد كافية، أمس الأول، لدفع كلينتون لتصل إلى البيت الأبيض.

وأقرت كلينتون بخسارتها في السباق عبر مكالمة هاتفية أجرتها مع ترامب، وقبل إغلاق مراكز الاقتراع كانت حملتها واثقة بالنصر. في النهاية، خسرت حتى في بعض الولايات التي ظنت أنها ستنتخبها، مثل ولاية ويسكونسن، وتأخرت في ولايات أخرى، مثل بنسلفانيا وميشيغان.

وفي حين فازت بالانتخاب وسط المجموعات الرئيسة التي استهدفتها حملتها، إلا أن أداءها كان دون المستوى الذي حققه أوباما، حتى في أوساط النساء، وفقا لبيانات الاستطلاع.

ولم تحظ كلينتون أيضا بنفس الشعبية بين الناخبين البيض كما حظي أوباما، إذ فازت بنسبة 37 في المئة فقط من أصوات البيض. والمثير للدهشة، أن ترامب حصل على حصة أصغر قليلا من المرشح الجمهوري السابق ميت رومني في 2012، إذ استولى على 58 في المئة من الأصوات مقابل 59 في المئة لرومني.

وشكل الناخبون من أصول آسيوية نسبة صغيرة تبلغ أربعة في المئة من مجمع الناخبين، الذين كانوا أيضا أقل تأييدا لكلينتون مقارنة بأوباما.

كما فشلت كلينتون بحصد أكبر عدد ممكن من الناخبين الشباب، الذين توافدوا إلى منافسها السيناتور بيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية وللتصويت لأوباما قبل 4 سنوات.

أما بين الناخبات، فقد فازت كلينتون بنسبة 54 في المئة من الأصوات النسائية، مقارنة بـ42 في المئة التي حظي بها ترامب.

وفي خطاب عاطفي، قالت المرشحة الديمقراطية الخاسرة في انتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، أمس، إنها عرضت العمل مع الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب.

وأوضحت كلينتون، خلال خطاب وجهته إلى أنصارها غداة خسارتها الانتخابات، أن نتيجة الانتخابات مؤلمة ومخيبة للآمال.

واعتبرت المرشحة الديمقراطية أن «الانتخابات أظهرت انقساما في الولايات المتحدة أكثر مما كنا نعتقد».

وأضافت «أعلم مدى الإحباط الذي تشعرون به ويشاطرنا الشعور عشرات الآلاف من الأميركيين، والأمر مؤلم والحملة لم تكن ترتبط بشخص واحد أو انتخابات واحدة، وكانت تركز على أميركا شاملة وحاضنة للجميع».

وشددت على أنها ستظل دائما مؤمنة بالولايات المتحدة وأن ترامب سيكون رئيس البلاد، داعية إلى الانفتاح عليه واحترام الانتقال السلس للسلطة والدفاع عن القيم الأميركية.

وأردفت قائلة: «الديمقراطية تتطلب المشاركة ليس فقط كل أربع سنوات، بل دائما وشددت على حماية الأرض وخلق اقتصاد ليس فقط للأغنياء وأن أميركا لكل الأعراق والمعاقين والمهاجرين».

وأشادت بنائبها تيم كاين، الذي قال قبل ذلك إنها حققت إنجازا تاريخيا فى الانتخابات الأميركية، مضيفا لحظات، أنها خاضت سباقا قويا مع منافسها الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب.

كما شكرت الرئيس الأميركي باراك أوباما وزوجته ميشيل.

الرئيس ترامب

من جانبه، تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أمس، بأن يكون رئيسا لكل الأميركيين، وأن يعمل على مضاعفة النمو الاقتصادي وتحقيق حلم الأميركيين.

وابتدأ خطاب النصر ممازحا "أعتذر عن التأخير، ولكن هكذا تسير الأمور".

وقال أمام آلاف من أنصاره "تلقيت اتصالا للتو من الوزيرة كلينتون... هنأتنا جميعا على انتصارنا، وأنا هنأتها وأسرتها على الحملة المواظبة جدا... لقد عملت بجد وكد".

وأوضح أن "هيلاري عملت بشكل كبير وطويل، ونحن ممتنون لها ولخدمتها لدوتنا، وأنا مخلص في هذه العبارة".

وتابع أنه آن الأون لالتئام الجراح، وأن نتوحد كأمة واحدة وشعب واحد. وقال: "أتعهد لكل مواطن في الولايات المتحدة بأني سأكون رئيسا لكل الأميركيين".

وذكر أنه "بالنسبة إلى الذين اختاروا عدم دعمي وكانوا قلة في كل الأحوال، أقول لهم إنني أحتاج إلى دعمكم من أجل بناء أمة عظيمة".

واعتبر ترامب أن حملته الانتخابية لم تكن مجرد حملة، بل "حركة تشمل كل الأطراف والأديان والمعتقدات والذين يتطلعون لحكومة تخدم الشعب الأميركي"، مشددا على أن الحكومة ستخدم الجميع.

وتعهد بإعادة بناء الأمة الأميركية وتحقيق الحلم الأميركي، وقال "كل أميركي ستكون لديه فرصة لتحقيق حلمه... المنسيون لفترة طويلة لن يتم نسيانهم بعد الآن".

وأردف قائلا: "لدينا برنامج اقتصادي جيد". وأضاف: "سنبدأ العمل فورا من أجل الشعب الأميركي".

وأشار إلى أنه عاش طوال حياته يكتشف الإمكانات غير المستغلة حول العالم، وهذا ما يود أن يفعله في بلاده، التركيز على الإمكانات الهائلة، متعهدا بأن يوفر فرصة لكل رجل وامرأة أن يستغل طاقته الكامنة.

وتعهد ببناء البنية التحتية من قبل أميركيين والاهتمام بقدامى المحاربين الذي أشاد بهم. وسننطلق بمشروع لاستغلال المواهب الأميركية، وسنضاعف نمونا الاقتصادي.

وحرص الرئيس المنتخب لأكبر قوة في العالم الذي أثار برنامجه حول السياسة الخارجية تساؤلات عديدة، على طمأنة الدول الأخرى أيضا. وقال: "سنتفاهم مع كل الدول الأخرى التي لديها الرغبة في التفاهم معنا".

وأضاف ترامب "في حين أننا سنضع مصلحة أميركا أولا سنتعامل مع الجميع بعدالة، ولن نبحث عن العداوة بل الشراكة". وختم خطابه بشكر عائلته وأبويه على الجهد الذي بذلوه خلال حملته.

وفي أول تغريدة له بعد توليه الرئاسة "يا لها من أمسية رائعة ومهمة! إن الرجال والنساء المنسيين لن يبقوا كذلك بعد الآن، سنتحد كما لم يحصل سابقا".

أوباما

ويشكل فوزه نكسة للرئيس الأميركي باراك أوباما الذي وضع كل ثقله من أجل دعم ترشيح وزيرة خارجيته. واتصل أوباما بترامب هاتفيا أمس، وهنأه بفوزه ودعاه الى زيارة البيت الابيض لإجراء محادثات اليوم، بحسب ما أفاد مكتبه. كما اتصل أوباما بكلينتون وأعرب لها عن "إعجابه بالحملة الانتخابية التي قامت بها في أنحاء البلاد" بحسب ما أفاد المتحدث باسم للبيت الأبيض جوش ايرنست في بيان.

back to top