ترامب يُطمئن الأميركيين: اقتصادنا سيظل الأقوى

• الأسواق في حالة فزع ومؤشر الخوف يرتفع 30%... والمستثمرون نحو ملاذات آمنة
• الأسهم الخليجية تمتص الصدمة بعد الخطاب «التصالحي»

نشر في 10-11-2016
آخر تحديث 10-11-2016 | 00:00
شاشة تلفاز في بورصة فرانكفورت أمس (رويترز)
شاشة تلفاز في بورصة فرانكفورت أمس (رويترز)
يعتبر فوز دونالد ترامب أزمة أخرى لمنطقة اليورو، يجب التعامل معها بعدما قررت بريطانيا الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، كما أن هذا الفوز يثير مخاوف حول صحة القطاع المصرفي وفعالية سياسات التحفيز.
تضمنت كلمة الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، تطميناً حاسماً لأسواق المال ولدول العالم، تجاه سياساته، التي كان يظن أنها مريبة حتى دقائق من قبل إلقاء أولى كلماته بصفته الرئيس الـ45 للولايات المتحدة.

وقال ترامب مخاطباً العالم وجمعاً من مناصريه بعد فوزه، إن "المنسيين في هذا الوطن لن يبقوا منسيين"، متعهداً بمرحلة "إعادة البناء وتحقيق أحلام الأميركيين"، مضيفاً أن اقتصاد الولايات المتحدة سيظل "أقوى اقتصاد في العالم".

ووعد ترامب، الذي أثار مخاوف كبيرة من صراحته الفضة خلال حملته الانتخابية، بأن علاقته مع دول وشعوب العالم ستكون "علاقة تعاون وليس نزاع".

وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن "ما من تحد صعب من أجل مستقبل الولايات المتحدة"، قائلاً: "لن نقبل لأميركا بأي شيء أقل من الأفضل، وسنعيد البناء ونحلم بكل الأشياء التي نريدها لوطننا".

وتابع: "إنني أخبر المجتمع الدولي أننا في حين نضع المصلحة الأميركية أولاً، فإننا سنبقى نتعاون مع الدول والشعوب بعلاقات تعاون لا نزاع". وتعهد بخطة ضخمة للاقتصاد، تستهدف مضاعفة النمو في الاقتصاد الأميركي.

وفور فوز ترامب، تراجعت مؤشرات الأسهم الأوروبية في مستهل التداولات بشكل حاد، وهو الأمر الذي صدم الأسواق العالمية.

ويعتبر فوز ترامب أزمة أخرى لمنطقة اليورو يجب التعامل معها بعدما قررت بريطانيا الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، كما أن هذا الفوز يثير مخاوف حول صحة القطاع المصرفي وفعالية سياسات التحفيز.

ويرى محللون، أن وجود ترامب في سدة الحكم في الولايات المتحدة يضر بالتجارة العالمية، وما هو ما يؤكده الاتجاه الهبوطي للدولار في الوقت الحالي.

وفي بداية التداولات انخفض مؤشر "ستوكس يوروب" المركب بنسبة 2.1 في المئة إلى 327 نقطة، في تمام الساعة 11:03 صباحاً بتوقيت مكة المكرمة.

وانخفض مؤشر "فوتسي" البريطاني بنسبة 1.35 في المئة إلى 6749 نقطة، وتراجع مؤشر "كاك" الفرنسي بنسبة 2.6 في المئة إلى 4358 نقطة، فيما هبط مؤشر "داكس" الألماني بنسبة 2.9 في المئة إلى 10181 نقطة.

والتراجع كان واسع النطاق، حيث تراجعت أسواق الأسهم والعملات وسندات الخزينة، ليرتفع حتى الآن مؤشر التقلبات "CBOE" والذي يقيس خوف المستثمرين بحوالي 30 في المئة.

وطوال فترة الصيف وحتى مطلع الخريف كانت الأسواق الأميركية هادئة نسبياً، تزامناً مع ثقة المستثمرين حول فوز هيلاري كلينتون، ثم في أواخر شهر أكتوبر، ومع بدء مكتب التحقيقات الفدرالي في فتح تحقيق مع المرشحة الديمقراطية بدأت أسواق الأسهم في التراجع.

ولمدة 9 أيام متتالية تراجع مؤشر "إس آند بي 500"، ولم يتغير الاتجاه إلا مع إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي إخلاء ساحة كلينتون من أي اتهامات، لتنتعش الأسواق المالية مرة أخرى.

ومع كشف النتائج الأولية عن تقدم ترامب هرع المستثمرون إلى سحب أموالهم من العقود الآجلة للأسهم نحو ملاذات آمنة، ليرتفع الين الياباني أمام الدولار الأميركي، وترتفع أسعار الذهب بحوالي 5 في المئة في أعلى مستوى لها في ستة أسابيع، وتتراجع في نفس الوقت سندات الخزانة الأميركية لمدة 10 سنوات.

وبدأت أسواق الأسهم في منطقة الخليج تعويض خسائرها بعد الخطاب الأول للرئيس الأميركي، والذي اعتبرته "تصالحياً"، إذ قلصت سوق الأسهم السعودية خسائرها من نحو 3 في المئة عند الإفتتاح إلى الارتفاع بنسبة 0.34 في المئة أمس، في حين قلصت سوق دبي المالي خسائرها من 2.5 في المئة عند الافتتاح إلى 0.84 في المئة، عند الإغلاق كما تقلصت الخسائر بسوق أبوظبي من 1.8 في المئة عند الافتتاح إلى 0.56 في المئة عند الإغلاق.

وخلقت مرحلة الحملات الانتخابية حالة "قلق" كبيرة من ترامب، وجعلت من اختياره عاملاً "مجهولاً" بالنسبة لمحللي أسواق المال، الذين

لا يمكنهم قياس مخاطره أو توقع التغييرات، التي ستطرأ عليهم مع فوزه، ما خلق مصطلع "TRUMP RISK" أو مخاطر ترامب المالية بين أوساط المحللين.

وفي المقابل كانت هيلاري كلينتون تشكل عامل استقرار لأنها ذات نهج ديمقراطي يعد محسوباً في حسابات محللي الأسواق.

وكانت مؤشرات الأسهم الأميركية ارتفعت خلال تداولات أمس الأول مع ترقب نتائج الانتخابات الرئاسية، وتفاؤل بين المستثمرين بفوز كلينتون.

وارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي 73 نقطة إلى 18332 نقطة، كما ارتفع مؤشر "نازداك" (+ 27 نقطة) إلى 5193.5 نقطة، بينما ارتفع مؤشر "S&P 500" القياسي (+ 8 نقاط) إلى 2139.5 نقطة.

وفي الأسواق الأوروبية، ارتفع مؤشر "ستوكس يوروب 600" القياسي بنسبة 0.3 في المئة أو نقطة واحدة إلى 335 نقطة.

وارتفع مؤشر "فوتسي 100" البريطاني (+ 36 نقطة) إلى 6843 نقطة، كما ارتفع مؤشر "داكس" الألماني (+ 25 نقطة) إلى 10482 نقطة، في حين ارتفع مؤشر "كاك" الفرنسي (+ 16 نقطة) إلى 4477 نقطة.

الدولار يهبط والبيزو ينهار
هبط الدولار أمس، في حين سجل البيزو المكسيكي مستوى قياسياً منخفضاً، بعد أنباء فوز رجل الأعمال والملياردير الأميركي دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة.

وأذكى فوز ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون المخاوف من ضبابية سياسية واقتصادية، وألقى بظلال من الشك على رفع أسعار الفائدة الأميركية المتوقع في ديسمبر.

وكانت الأسواق شهدت في البداية عزوفاً كاملاً عن المخاطرة، إذ اتجه المستثمرون إلى التخلص من الدولار والبيزو، وشراء العملات التي تعتبر ملاذاً آمناً، مثل الين الياباني، الذي قفز نحو 4 في المئة مسجلاً أعلى مستوى في ستة أسابيع عند 100.75 ين للدولار.

لكن بعد خطاب النصر‭ -‬ الذي لم يتطرق فيه ترامب للجدار الحدودي بين بلاده والمكسيك، الذي وعد به من قبل، أو لاتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية مع المكسيك وكندا، الذي قال، إنه سيلغيه أو سيتفاوض بشأنه‭-‬ عوضت العملة الأميركية بعض خسائرها ليجري تداولها بانخفاض نسبته 0.5 في المئة، بعد أن هبطت نحو 2 في المئة في وقت سابق.

وهبط البيزو المكسيكي- الذي ظل بمنزلة مقياس لتوقعات الأسواق في حالة فوز ترامب بالرئاسة - أكثر من 13 في المئة إلى أدنى مستوى على الإطلاق دون 21 بيزو للدولار، قبل أن يتعافى بعض الشيء ليجري تداوله عند 19.91 للدولار بانخفاض نسبته 8 في المئة.

وجرى تداول الين بارتفاع بلغ 2 في المئة بعد الخطاب عند 103.45 ينات للدولار في تعاملات متقلبة هبطت فيها العملة اليابانية إلى 105.480 ينات.

وهبط الدولار الكندي إلى أدنى مستوى في ثمانية أشهر عند 1.3525 دولار كندي للدولار الأميركي، قبل أن يعوض نحو نصف خسائر أمس ليجري تداوله بنحو 1.3390 دولار كندي.

وهبط الدولار الأسترالي، الذي يتسم بالحساسية للتغيرات في شهية المخاطرة 1.6 في المئة إلى 0.7637 دولار أميركي وهوى 4.3 في المئة إلى 78.25 يناً، بعدما سجل لفترة وجيزة أسوأ خسارة يومية منذ مايو 2010.

لماذا يثير الرئيس الـ 45 حفيظة أسواق المال؟

تثير السياسة الاقتصادية للرئيس الأميركي المقبل، دونالد ترامب، مخاوف جدية لدى المستثمرين، وذلك لما تنطوي عليه من مجازفات كبيرة قد تؤدي إلى عواقب كارثية على الاقتصاد الأميركي، إذ سبق لترامب أن لوح بشن حرب تجارية على المكسيك والصين، كما نادى قبل فوزه وخلال حملته الانتخابية بخروج الولايات المتحدة من منظمة التجارة العالمية.

وقبل فوزه أمس برئاسة الولايات المتحدة، كانت نقطة واحدة فقط تقدم بها ترامب مطلع الشهر الجاري، كفيلة بإثارة قلق المستثمرين في أسواق الأسهم العالمية.

ودفعت حينها نقطة التقدم اليتيمة في سلة ترامب الانتخابية الأسواق للتفاعل بشكل ملحوظ أثناء التداولات، مع ما يعرف بالملاذات الآمنة كالذهب والين والفرنك السويسري، التي تهافت عليها المستثمرون ليتركوا الدولار الأميركي يرزح تحت ضغوط السوق، وليسجل مؤشره أدنى مستوى له في 3 أسابيع.

ويعزو الاقتصاديون التوتر الذي أصاب الأسواق بعد تراجع المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، إلى حاجة سوق المال إلى الاستقرار وحساسيته المفرطة تجاه عدم اليقين، إذ تثير شخصية ترامب ومواقفه المثيرة للجدل حيال عدد من القضايا، لاسيما الاقتصادية، حفيظة السوق وتدفع المستثمرين إلى العزوف عن المغامرة برؤوس الأموال، ما قد يؤدي إلى حدوث انكماش اقتصادي.

وتوقعت تقارير اقتصادية عدة أن يكون لفوز ترامب تداعيات دراماتيكية على بورصات الأسهم والأسواق الناشئة والقارة الأوروبية، وأيضا على البيزو المكسيكي، فيما ذهب البعض إلى ترجيح وقوع انهيار في السوق وانزلاق العالم إلى الركود، بحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" عن الخبير الاقتصادي من معهد ماساشوسيتس سيمون جونسون.

كما توقع معهد بترسون للاقتصاد أن تدفع سياسات ترامب الاقتصادية المتوقعة بالبلاد نحو الهاوية، إذ يؤيد ترامب اتباع سياسات معارضة للنظريات التجارية، ورفع الرسوم على الصادرات المكسيكية والصينية بنسب كبيرة، فضلا عن احتمال الانسحاب من منظمة التجارة العالمية.

back to top