العراقيون يراهنون على «شراسة الجمهوريين»

نشر في 10-11-2016
آخر تحديث 10-11-2016 | 00:04
جنود عراقيون يتابعون نتائج الانتخابات الأميركية في قرية عربيد على مشارف الموصل فجر أمس  (أ ف ب)
جنود عراقيون يتابعون نتائج الانتخابات الأميركية في قرية عربيد على مشارف الموصل فجر أمس (أ ف ب)
يغرق العراقيون في تفاصيل معركة الموصل وينسون الصراعات السياسية العميقة في بغداد، والتي انحسرت بمضمون التأجيل إلى ما بعد انتهاء العمليات العسكرية الصعبة، لكنهم استيقظوا صباح أمس، وهم يرون الحزب الجمهوري يعود إلى السلطة بمرشحه المثير للجدل دونالد ترامب، مع كثير من الاسئلة المقلقة وانقسام المواقف.

وانشغلت الصالونات السياسية في العراق بتساؤل حول عقيدة ترامب السياسية، وما اذا كان سيأتي بحزم كالذي عرفه العراقيون عام 2003 مع إدارة جورج بوش التي أسقطت نظام صدام حسين، وصنعت نوعا من الاستقرار الأمني مع مشروع "البنتاغون" للتصالح خصوصا بعد 2009، وهو ما انهار لاحقا بسبب انحسار التأثير الأميركي في عهد باراك أوباما.

ويطرح العراقيون سؤالا حول مدى "حزم" واشنطن في عهدها الجديد، باعتبارهم دفعوا ثمن تردد وبطء في إدارة أوباما التي تعاملت مع العراق بوصفه "خطيئة بوش"، وحاولت أن تنسحب من المسؤوليات قدر المستطاع، وتنازلت لإيران أكثر مما كان يتصوره أصدقاء طهران أنفسهم حسب خصوم الجار الشرقي.

وتناقلت المصادر أخباراً تعد نادرة حول سياسيين عراقيين استخدموا شركات أهلية للتبرع بمبالغ مالية لحملة هيلاري كلينتون، وتفيد المعلومات بأن معظم هذه الشركات مقربة إلى إيران التي تريد الاحتفاظ بـ"نعومة" أوباما، وتخشى أن يقوم ترامب بإعادة تقاليد المواجهة الشرسة التي يعرف بها الحزب الجمهوري.

ويشعر الأكراد بأن أوباما خذلهم في أوقات صعبة، ويراهنون على تغييرات قد يقدم عليها الرئيس الجمهوري الفائز، تمارس ضغوطا على بغداد لحماية المطالب الكردية، وهو يشبه شعورا عند القوى السنية التي شعرت بأن واشنطن تنازلت لإيران في العراق على حساب المناطق السنية، مراهنين على أن ترامب يمثل عقيدة جمهورية من الممكن أن تشجع على منح السنة قوة سياسية كالشيعة والأكراد، بهدف تجفيف أو تخفيف أسباب التطرف، بينما كان أوباما يمنح وعودا ويعجز عن تنفيذها حسب وصفهم.

وقد يتطلب الأمر وقتا للمس تغيير حقيقي حيث ان معركة الموصل التي يديرها البنتاغون متزعما التحالف الدولي، لا تتحمل تغييرا انعطافيا سريعا، لكن مرحلة ما بعد الموصل ستتطلب إجراءات سياسية لحماية السنة من الانتقام، ولحفظ وضع الأقليات المسيحية والأيزيدية وحتى الشيعية في شمال البلاد، خاصة أن الأمر سيتزامن مع صراع رهيب على الوضع في سورية بين موسكو وواشنطن الجديدة.

ويذكر بعض الشيعة أن عقيدة ترامب التي لا يمكن تقديم تكهن حاسم بشأنها، قد تخدم الجناح الشيعي المعتدل الذي يعاني ضغوط إيران كثيرا، بل يذهب آخرون الى القول إن طهران قد تحتاج رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي كثيرا في التوسط مع واشنطن، ما قد يعني أن الإيرانيين يمكن أن يخففوا دعمهم لسلفه نوري المالكي الطامح إلى عودة قوية في الانتخابات المقبلة، والذي يتلاعب بكثير من الملفات في بغداد، ويهدد بإفشال العبادي.

back to top