تضاربت المواقف الإيرانية على انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة قبل انتخابات رئاسية بدأت تثير استقطاباً قوياً في المجتمع.

واستقبل المحافظون فوز ترامب بحفاوة، رغم أنهم التزموا سابقاً بمقولة المرشد الأعلى خامنئي بأن ترامب يعبر عن الشعب الأميركي، لكن النظام السياسي الأميركي لن يسمح له بالوصول الى البيت الأبيض.

Ad

في المقابل عبرت حكومة الرئيس حسن روحاني ومن خلفها المعتدلون والإصلاحيون بالقلق على الاتفاق النووي الذي هدد ترامب خلال الحملة الانتحابية بأنه سيمزقه فور انتصاره.

وقال روحاني أمس إن نتيجة الانتخابات الأميركية "ليس لها تأثير على السياسات الإيرانية"، وشدد على أن "الاتفاق النووي لا يمكن تغييره بقرار من إحدى الحكومات".

وطالب وزير الخارجية محمد جواد ظريف، ترامب بأن "يكون واقعيا، وأن يحترم الاتفاقيات الدولية وتعهدات الولايات المتحدة في الاتفاق النووي".

في نفس السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي، إن "إيران لا تعير اهتماما للشعارات الانتخابية، بل ما يهمها هو تصرفات الإدارة الاميركية الجديدة".

أما نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي (محافظ معتدل) علي مطهري، فقد اعتبر ان انتخاب ترامب يصب في مصلحة إيران، زاعماً أن المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون كانت تربطها علاقات وثيقة جداً مع الدول الخليجية العربية، وعليه فإن انتخابها كان سيؤدي الى تصاعد الضغوطات على طهران.

واعتبر المحافظون انتخاب ترامب يعبر عن رفض الأميركيين للنظام السياسي الأميركي الذي كان ممثلا بكلينتون.

ويأمل المحافظون أن يقوم ترامب بتمزيق الاتفاق النووي بالفعل ليقولوا أنه لا جدوى من الجلوس على طاولة المفاوضات مع الغرب موجهين ضربة قوية لروحاني والمعتدلين قبيل الانتخابات الرئاسية.

أما بالنسبة للجمهور الإيراني، الذي هو بين فكي كماشتين ولم يكن له رأي واحد من انتخاب ترامب ولكنه كان متاكداً من أنه سيتأثر بهذا الانتخاب أكثر من غيره، فيمكن القول إن محطات التواصل الاجتماعي والشوارع في إيران امتلأت بالنكات عن انتخاب ترامب.

ودعا البعض روحاني إلى تعيين أشهر عارضات الأزياء الإيرانيات المدعوة صدف طاهريان وزيرة للخارجية بدل ظريف، لكون ترامب معروفا بإعجابه بعارضات الأزياء.

وقال آخرون إنه "آن الأوان على الأميركيين أن يذوقوا طعم أحمدي نجاد"، الرئيس الإيراني الشعبوي السابق.