ترامب... بطل أميركا الشعبوي
نجح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي ارتدى عباءة «البطل الشعبوي» الساعي إلى إعادة أميركا إلى أمجادها، في الوصول إلى البيت الأبيض على الرغم من طبعه المندفع والمتهور وقلة خبرته السياسية.وبوصول ترامب إلى سدة الحكم أطلت الشعبوية الأميركية عبر رئيس تعرض للنساء والمسلمين والناطقين بالاسبانية وحتى الناخبين السود خلال حملته. وكان ترامب استفزازيا دائماً، رافضا القول ما إذا كان سيعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية.ولم يكن لدى الملياردير الجمهوري البالغ من العمر سبعين عاما أي من الصفات اللازمة للترشح للوصول إلى البيت الأبيض. لكن بطاقاته التي لا تنضب وغروره المفرط، أفشل كل التوقعات في الانتخابات التي كانت اشبه بالزلزال السياسي. وسيكون ترامب في يناير الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، وزعيم أول قوة عظمى اقتصادية وعسكرية في العالم.
وفي ضوء خطاباته العنيفة التي كانت تركز على مشاعر الاحباط وانعدام الأمن لدى الأميركيين البيض الذين تضرروا من العولمة، أصبح ترامب الأمل في التغيير بالنسبة إلى ملايين منهم.وساهم في انقسام حزب جمهوري يواجه صعوبات في فهم ناخبيه، ويعجز عن احتواء التيار الشعبوي الذي اطلقه ترامب. وأكثر من أي زعيم في الحزب الجمهوري نجح في تفهم مزاج وغضب قسم من الشعب الأميركي وعلى هذه الأسس بنى فوزه. وأظهر ترامب أنه «وحش سياسي» وبطل شعبوي انتقد بشدة «النخبة السياسية» والإعلام «الذي يسمم أذهان الأميركيين» ووعد بإعادة الوظائف التي نقلت إلى الصين أو المكسيك للولايات المتحدة. فهو يطرح حلولا بسيطة لكل المشاكل المعقدة ويريد بناء جدار على الحدود مع المكسيك لمنع الهجرة غير المشروعة. وتحدث عن طرد 11 مليوناً من المهاجرين غير الشرعيين وإعادة التفاوض في الاتفاقات التجارية الدولية ما يناقض نهج حزبه المؤيد للتبادل الحر.ولمواجهة الإرهاب يريد ترامب منع دخول مهاجرين إلى الولايات المتحدة من دول تطرح تهديداً بعد أن أشار إلى رفض كل المسلمين.وترامب مغرور يتمتع بشخصية جذابة وروح الدعابة. حتى وإن ناقض نفسه ولم يكن مرتاحا في جوهر الملفات خلال المناظرات التلفزيونية الثلاث، يؤمن أنصار ترامب به.وبشعره الأشقر وتسريحته الغريبة وأناقته، يثير ترامب إما الإعجاب أو النفور.وعندما اتهمته 10 نساء بالتحرش جنسيا بهن قال إنهن كاذبات. وبإعجوبة خرج من زوبعة الاتهامات.وترامب ليس صاحب ايديولوجية وكان ديمقراطيا حتى 1987 ثم جمهوريا (1987-1999) ثم عضوا في حزب الاصلاح (1999-2001) ثم ديمقراطيا (2001-2009) ثم جمهوريا من جديد.