ترامب يزور البيت الأبيض رئيساً... وتظاهرات شبابية ضده

● «صقر المحافظين» جون بولتن وكوركر وغينغريتش مرشحون لـ «الخارجية»... وإيفانكا قد تدخل الإدارة
● كلينتون تقدمت بـ 200 ألف صوت في التصويت الشعبي
● الرئيس المنتخب قد يمثل أمام المحكمة

نشر في 11-11-2016
آخر تحديث 11-11-2016 | 00:05
رغم الخلافات بينهما زار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب سلفه باراك أوباما في البيت الأبيض، ليطلع منه على إجراءات نقل السلطة، على وقع تظاهرات شبابية غاضبة ضد نتيجة الانتخابات.
التقى الرئيس باراك أوباما أمس الجمهوري دونالد ترامب في البيت الابيض، بصفته الرئيس الجديد المنتخب لأكبر قوة في العالم، في خطوة كان يصعب تصورها قبل 48 ساعة، في هذا البلد الذي تظاهر فيه آلاف الشبان الأميركيين الغاضبين من نتيجة الاقتراع.

كما التقى ترامب، ونائبه مايك بنس، رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري بول راين، الذي شدد أمس الأول على وحدة الحزب، وأن الإدارة الجديدة للبلاد ستكون متماسكة، بسيطرة الجمهوريين على الرئاسة ومجلس الكونغرس بغرفتيه للمرة الاولى منذ 1928، والتقى بنس أيضا نائب الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن.

وفي الوقت نفسه، اجتمعت السيدة الاولى ميشيل أوباما في مقر إقامتها بالبيت الأبيض بميلانيا ترامب.

وتحت تأثير صدمة فوز ترامب، تجمع آلاف المتظاهرين من الشباب والطلاب أمس الأول في كل انحاء البلاد، من نيويورك إلى لوس انجلس وأمام البيت الابيض، للاحتجاج على انتخابه والتنديد بآرائه التي يرون انها تنم عن عنصرية وتمييز حيال النساء وكره للاجانب.

ففي لوس انجلس، اجتاح آلاف المتظاهرين محور طرق، وقاموا بإحراق دمية بشكل ترامب أمام مبنى بلدية المدينة. وفي نيويورك أوقفت الشرطة 15 شخصا. وتجمع حشد في أسفل برج ترامب مقر رجل الأعمال في المدينة، وهم يهتفون «ترامب إلى المزبلة».

وتوقع المراقبون أن تتوسع التظاهرات لتصبح مثل تظاهرات «احتلوا وال ستريت» (اوكوباي وال ستريت).

خلاف أوباما وترامب

كما شكل فوز ترامب أيضا تهديدا لحصيلة أداء أوباما، التي تتمتع بشعبية، وكانت كلينتون تنوي مواصلتها، ووعد ترامب بإلغاء معظم الاصلاحات أو التقدم الذي حققه الرئيس الرابع والاربعون للولايات المتحدة في مجالات عدة، من إصلاح نظام التأمين الصحي اوباماكير ومكافحة التغير المناخي، ووعد بإلغاء اتفاق باريس الذي أبرم في نهاية 2015، واتفاق التبادل الحر آسيا المحيط الهادئ.

ولم ينتخب ترامب يوما لأي منصب. وسيكون عليه العمل بجد حتى دخوله إلى البيت الأبيض في 20 يناير. ويومها سيصبح قائد أقوى جيش في العالم.

وأمضى ترامب أمس الأول في البرج الذي يحمل اسمه في مانهاتن، حيث يقع مقر سكنه ومكاتبه، وانضم إليه نائب الرئيس المنتخب بنس وعدد من أعضاء فريق حملته للبدء بإعداد حكومته والأيام الأولى لولايته.

وسيكون ترامب، البالغ 70 عاما، الرئيس الأكبر سنا الذي يدخل البيت الأبيض في تاريخ الولايات المتحدة.

كلينتون تتقدم

أما كلينتون، التي دعت أمس الأول الديمقراطيين إلى قبول النتيجة المؤلمة للانتخابات، فسيكون العزاء الوحيد لها أنها خسرت في الانتخابات التي يجري احتساب نتيجتها في كل ولاية على حدة، لكنها تقدمت على المستوى الوطني على خصمها بمئتي ألف صوت.

وسيتمتع ترامب ليحكم بدعم مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس حيث احتفظ الجمهوريون بأغلبيتهما.

كيري والاستخبارات

وفيما أعلنت الاستخبارات انها بدأت تزود ترامب بالتقارير فائقة السرية، التي يطلع عليها أوباما، هنأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأول ترامب على فوزه في الانتخابات الرئاسية، ووعد بانتقال هادئ بدون أن يغيب أي من الملفات الكبرى للسياسة الخارجية.

وقال كيري للصحافيين في مدينة كريستشرش بنيوزيلندا، التي يتوجه منها إلى قاعدة علمية في القطب الجنوبي، «اصدرت الى فريقنا توجيهات بالعمل مع الادارة الجديدة بأكبر قدر ممكن من الانفتاح».

وتابع ان «الهدف هو مساعدتهم من أجل أن يجري انتقال السلطة بأكبر قدر ممكن من الهدوء بدون أن تغيب أي من القضايا الكبرى التي نواجهها»، مشيرا الى التقاليد العريقة لانتقال السلطة السلمي بالولايات المتحدة، مؤكدا ثقته في نجاح انتقال السلطة المقبل.

حكومة ترامب

حكوميا، من المتوقع أن يكافئ ترامب الذين وقفوا إلى جانبه خلال مشوار وصوله إلى البيت الأبيض، ومنهم نيوت غينغريتش، وعمدة نيويورك السابق رودي جولياني، وكريس كريستي، كما أن هناك بعض السياسيين الجمهوريين أيضا، بينهم السيناتور جيف سيشنز المرشح لمنصب وزير الدفاع.

ومن المحتمل ترشيح نيوت غينغريتش، رئيس مجلس النواب السابق، وزيرا للخارجية، وكذلك السيناتور الجمهوري بوب كوركر، رئيس الدورة الحالية للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، رغم تطلع جون بولتون، أحد صقور المحافظين الجدد وسفير الولايات المتحدة في الامم المتحدة في عهد بوش، إلى هذا المنصب.

ويرد اسم جولياني (72 عاما) بين المرشحين لمنصب وزير العدل، وفي بداية حملته قال ترامب انه يريد تعيين رجل المال كارل ايكان (80 عاما) وزيرا للخزانة، لكن يبدو انه سيعهد بهذا المنصب على الارجح الى ستيف منوشين الذي كان في الماضي يعمل في مجموعة «غولدمان ساكس» وقدم له الدعم.

ولحقيبة التجارة، طرح اسم رئيس مجلس ادارة مجموعة الصناعات الحديدية «نيوكور» دانيال ديميكو، كما طرح اسمه لمنصب ممثل التجارة المكلف التفاوض حول الاتفاقات التجارية الدولية للولايات المتحدة. وهذا المنصب حيوي بسبب نوايا ترامب في هذا المجال، وقد رشح استاذ الاقتصاد بيتر نافارو لشغله ايضا.

أما هارولد هام (70 عاما) رئيس مجلس إدارة مجموعة إنتاج النفط «كونتينتال ريسورسز» فمرشح ليكون وزيرا للنفط، وهو ملياردير من أوكلاهوما (جنوب) وصديق ترامب منذ فترة طويلة، وله تأثير كبير عليه على سياسته في مجال الطاقة، كما طرح اسم الخبير المالي روبرت غرادي للمنصب ايضا.

ونقطة ضعف ترامب هي أن المسؤولين المحنكين في العمل الحكومي، الذين شغلوا مناصب مهمة في الادارة الفدرالية ويدعمونه، ليسوا كثرا. في المقابل، من الشخصيات المطروحة ابنته ايفانكا ترامب (35 عاما) التي يملك معها واحدة من الفرص النادرة لإشراك نساء وشباب في فريقه الذي يغلب عليه الرجال من عمر محدد.

ترامب قد يحاكم

من جهة أخرى، دخل ترامب في مواجهة مع مجموعة أخرى من المواطنين، وهيئة محلفين اتحادية في كاليفورنيا، بسبب دعوى رفعها طلبة سابقون في جامعة ترامب، التي أغلقت أبوابها، يزعمون فيها أنهم تعرضوا للاحتيال خلال سلسلة من الحلقات الدراسية عن العقارات.

وعقدت محكمة اتحادية في سان دييغو أمس جلسة إجرائية بخصوص الدعوى، التي تعود لعام 2010، على أن تبدأ المحاكمة 28 نوفمبر، إلا إذا حدث أي تأجيل أو قرر ترامب تسوية القضية.

ورغم أن الرؤساء يتمتعون بحصانة من أي دعاوى قانونية تنشأ نتيجة مهامهم الرسمية، فقد قضت المحكمة الأميركية العليا بأن هذا لا ينطبق على أفعال يزعم أنها ارتكبت قبل توليهم الرئاسة.

وصدر هذا الحكم عام 1997 في أثناء دعوى تحرش جنسي ضد الرئيس الأميركي حينها بيل كلينتون، رفعتها بولا جونز، وتمت تسوية الدعوى قبل أن تذهب لساحات المحاكم.

هل يعفو أوباما عن كلينتون في قضية «الإيميل»؟
يتصاعد الحديث عن نية الرئيس باراك أوباما إصدار عفو رئاسي عن المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون في قضية البريد الإلكتروني (الإيميل)، وذلك لتجنب احتمال مقاضاتها، في حال نفذ الرئيس المنتخب دونالد ترامب تهديداته بسجنها.

وتزايد الحديث عن العفو، بعدما قال السكرتير الصحافي في البيت الأبيض جوش إرنست، في رد على سؤال حول نية ترامب تعيين مدعٍ يحقق في قضية البريد الإلكتروني لكلينتون، إن "البيت الأبيض لا يعلن العفو قبل إصداره".

back to top