أحرجت إدارة «المحور» الإعلامي معتز الدمرداش حينما منعت عرض حلقته الأولى التي عاد من خلالها لتقديم برنامج «90 دقيقة»، فغادر القناة منفعلاً، وهدّد بالاستقالة وعدم الظهور على «المحور» مجدداً واعتزال مهنة الإعلام، رداً على هذا الموقف تجاهه.لم يمهل الوقت أيضاً الإعلامية رانيا بدوي للاحتفال بانضمامها إلى شاشة أكبر قناة عربية مفتوحة وهي «أون»، حيث ظهرت في حلقة واحدة من برنامج «كل يوم» بمشاركة الإعلامي عمرو أديب ولم تطلّ في الحلقة الثانية لأنها هاجمت وزيرة الاستثمار المصرية داليا خورشيد، ما أدى إلى اتخاذ إدارة القناة قراراً سريعاً بإنهاء التعاقد معها.
كذلك واجه الإعلامي عمرو الليثي هجوماً عنيفاً من البعض بسبب إذاعته عبر برنامجه «واحد من الناس» تقريراً حول «فيديو سائق التوك توك»، وفيه يهاجم أحد المواطنين الحكومة المصرية، واصفاً إياها بالفشل الذريع. رأى البعض أن الليثي أخطأ في ذلك، وأن ثمة من كان يرتب للفيديو ولقن سائق التوك توك الكلام الذي صدر عنه، وهو ما نفاه الليثي. لكن الأخير لم يظهر على الشاشة مجدداً منذ هذه الأزمة، ورغم أن القناة أصدرت بياناً أكدت فيه أن الإعلامي في إجازته السنوية، فإن ثمة من يعتقد أن الليثي غاب عن الشاشة عقب هذه المشكلة.مقدمة برنامج «صبايا الخير» الإعلامية ريهام سعيد كانت استضافت فتاة مشهورة باسم «فتاة المول»، وعرضت صوراً مسروقة للأخيرة من هاتفها المحمول الخاص على الهواء.نالت الإعلامية والقناة آنذاك هجوماً شديداً بسبب فضحهما الفتاة بصور شخصية بثاها من دون الرجوع إليها، فاضطر مسؤولو شبكة «النهار» إلى إيقاف البرنامج لأشهر عدة قبل عودته بعدما نسي الجمهور الواقعة. وحاولت ريهام سعيد خلال الموسم الجديد الابتعاد عن النقاط الحساسة التي تسببت في إيقاف برنامجها سابقاً كي لا تمنع من العمل مجدداً.ينضم توفيق عكاشة إلى لائحة «إعلاميين مع إيقاف التنفيذ»، ذلك بعدما استضاف في منزله السفير الإسرائيلي لدى القاهرة، ما جعله ينال هجوماً شديداً من زملائه الإعلاميين والبرلمانيين والجمهور، وأصدرت إدارة المنطقة الحرة في هيئة الاستثمار قرار إغلاق قناة «الفراعين»، فيما ما زال مصير عكاشة مجهولاً.من جانبهم، أصدر مسؤولو قناة «أون» بياناً صحافياً أكّدوا فيه حرصهم الشديد على المبادئ الإعلامية، مشددين على أن قيم هذه المهنة لا تتجزأ، وأن القناة تحمل على عاتقها مهمة إعلامية وطنية تعتبرها تحدياً غير مسبوق في ساحة الإعلام التلفزيوني، ذلك من خلال الإصرار على تقديم إعلام حر ومستقل يحترم عقل المشاهدين بلا إسفاف أو إسراف أو إساءة أو خرق لأخلاقيات هذه الرسالة النبيلة.ذكر البيان: «ارتباطاً بذلك فإن الشبكة تعتذر عما جاء في أحد برامجها من إساءة وتجاوز في حق إحدى الشخصيات العامة، وتؤكد قنوات «أون» أنها عازمة بكل إصرار على تقديم إعلام شديد الجاذبية والجدية والإمتاع في الوقت نفسه الذي نلتزم فيه بالقيم والرقي واحترام المشاهدين». وختموا بيانهم بأنهم ألغوا التعاقد مع رانيا بدوي نهائياً».
آراء
أكّد الإعلامي الكبير حمدي الكنيسي، رئيس نقابة الإعلاميين تحت التأسيس في مصر، أن الإعلام مسؤولية كبيرة وضخمة لذا على الإعلامي أن ينتقي أقواله وأفعاله سواء أمام الشاشة أو خلفها، مشيراً إلى أن الجمهور يقف بالمرصاد لكل من يتجاوز الخطوط الحمر. وشدّد على أن بعض الإعلاميين يتعمّد الإتيان بأفعال غريبة لينال شهرة واسعة ونسب مشاهدة عالية.الخبير الإعلامي سامي الشريف يرى أن الإعلام المصري أصيب في الفترة الأخيرة بالفوضى كمعظم المجالات الأخرى، مشيراً إلى أن الإعلامي مراقب من الجميع، لذلك عليه أن ينتقي كلماته وأفعاله وحركاته وتصرفاته كي لا يكون مادة ساخرة لدى الجمهور ومواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تقلب الرأي العام على أي شخص وعلى أي أمر، موضحاً: «الإعلامي الذي لا يراعي تصرفاته يضع مصيره على كف عفريت، ومن الممكن أن يفقد عمله في أي وقت».الدكتور حسن علي، رئيس جمعية حماية حقوق المستمعين والمشاهدين والقراء، أوضح أنه إذا كانت الصورة الصحافية بألف كلمة، كما يُقال، فإن الصورة التلفزيونية أو الفيديو المسجل بأكثر من مليون كلمة، مشدداً على أهمية اختيار الفيديوهات المذاعة بعناية شديدة، وعدم التعامل معها كأنها صورة صحافية لأن الأخيرة أقل قوة من الصورة التلفزيونية بكثير.يتابع: «بعد ثورة 25 يناير تحوّل معظم الصحافيين إلى مذيعين، وانتقلوا إلى الإعلام المرئي ولكن بمنطق الصحافة نفسه في الإثارة، وإذاعة أخبار مشكوك في صحتها، وفيديوهات فجة»، مشيراً إلى أنه حتى المذيعين الذين لم يعملوا في الصحافة مشوا على هذه الدرب أيضاً لمجاراة الوضع الراهن، ولا ينسحب البساط من تحت أقدامهم.