حرص عادل إمام على حضور حفلة ختام مهرجان «قرطاج السينمائي الدولي»، فكان النجم الذي تركّزت عليه الأضواء، وتحدّث عن صناعة السينما المصرية، بينما أثير لغط في وسائل الإعلام التونسية والجزائرية بعد ذكره أن مصر هي أم السينما في العالم العربي، فقال فنان تونسي إن تونس «أبو» السينما العربية.حول «الجدل» الذي أثارته زيارة الزعيم تحدثنا إلى النقاد الذين حضروا أيام مهرجان قرطاج ولياليه.
أكد الناقد رامي عبد الرازق أن عادل إمام يتحمّل جزءاً من أسباب الأزمة، فهو دخل متأخراً وظهر كأنه يقتحم المكان بالحراس الشخصيين الذين وفرتهم إدارة المهرجان، ثم وصل إلى مقعده ليجلس قليلاً قبل الصعود إلى المسرح واستلام تكريمه»، مشيراً إلى أن «الزعيم» أغفل في كلمته الحديث عن أي دور للسينما التونسية أو الإشادة بمهرجان قرطاج الذي يعتبر أحد أقدم المهرجانات السينمائية.وأضاف عبد الرازق أن اللباقة كانت تتوجّب على إمام توجيه تحية إلى البلد المضيف في كلمته، وهو ما لم يحدث، ما دفع الفنان التونسي لطفي العبدلي إلى القول إن تونس تُعتبر أبا السينما بينما مصر أمها، فابتسم الزعيم ولم ينسحب من الحفلة تجنباً لأي تصعيد، وتعامل بدبلوماسية.ولفت عبد الرازق إلى أن الاحتفاء الزائد حتى لو كان مشروطاً من النجم يبقى مسؤولية من وافقوا على ذلك، مشيراً إلى أن عادل إمام لم يراع مكانته وتاريخه في طريقة دخوله، فضلاً عن أن كلمته منحت الصحافة مادة خصبة للحديث عنه، إذ كان يفترض أن يتطرق إلى السينما التونسية.الثقة الزائدة في تصرفات إمام، كما رأى عبد الرازق، منحت الصحافة التونسية فرصة الانتقاد لدرجة أن مخرجاً تونسياً علّق على الأمر بأن «الزعيم» لم يشاهد أي فيلم تونسي ولا يعرف عن هذه الصناعة أي شيء، مؤكداً أن التاريخ سيسجل عن تكريمه الفقرة الكوميدية فحسب التي علّقت على كلمته. من جانبه، يرى الناقد طارق الشناوي أن الجمهور التونسي احتفل بالفنان عادل إمام بشكل كبير لأنه يحظى بمكانة خاصة في قلوب الشعوب العربية عموماً، مشيراً إلى أن الجمهور في الشارع كان دائماً ما يحمله السلام إلى كل من عادل ومحمود عبد العزيز وشريهان.وأضاف أن الاحتفال بعادل إمام جاء معبّراً عن حب الشعب التونسي، وأن الحفاوة التي وجدها تناسب نجوميته، نافياً أي هجوم عليه من وسائل الإعلام التونسية التي حرصت على الاهتمام بزيارته ونشر تقارير عن أعماله الفنية.وأشار الشناوي: «رغم أنه يعيب على عادل إمام عدم حضور المهرجانات إلا لتكريمه، كذلك مشاركته في المهرجانات العربية وعدم حضوره أياً من المهرجانات السينمائية المصرية، فإنه حظي بحفاوة كبيرة من الجمهور التونسي».ولفت الناقد أسامة عبد الفتاح بدوره إلى أن المهرجان احتفى بعادل إمام بشكل يناسب نجوميته، مشيراً إلى أن لا علاقة لذلك بما حدث مع الوفد الجزائري في الختام والأزمة التي تسبب فيها تخصيص أماكن لهم في نهاية القاعة، بالإضافة إلى عدم حصول الأفلام الجزائرية على جوائز.وأكد عبد الفتاح أن عادل إمام لم يكن موفقاً في كلمته التي ألقاها بمناسبة تكريمه، لافتاً إلى أنه لم يسء إلى التوانسة أو الجزائريين، ولم تحدث مشكلات أثناء حضوره الختام.
أزمة جميل راتب
رغم نفي إدارة مهرجان قرطاج في بيان رسمي أن الفندق الذي نزل فيه الفنان جميل راتب خلال أيام المهرجان طلب منه تسديد مصاريفه الشخصية، فإن مدير أعماله أكّد صحة هذا الأمر، مشيراً إلى أن الموقف حلّ بالرجوع إلى مسؤولي المهرجان. وبررت إدارة قرطاج الأزمة بوجود من يسعى إلى إزالتها من موقعها.كانت الإدارة وجّهت الدعوة إلى جميل راتب للمشاركة في ذهبية المهرجان، فحرص على الحضور رغم حالته الصحية الصعبة.