أكدت وكيلة وزارة الدولة لشؤون الشباب الشيخة الزين الصباح، في كلمتها التي افتتح بها المؤتمر الثقافي السنوي في نسخته السابعة، الذي تنظمه مؤسسة نقاط للتعليم الإبداعي تحت عنوان «الحاسة السابعة- محرك الاقتصاد الإبداعي»، أن أي دولة لا تقيم دعائمها على الثقافة والفنون، فإنها خاسرة المستقبل، لأنهما أساسا التنوير ومواطن المعرفة ومراكز الإشعاع عن بُعد، لقراءة ما هو آتٍ من أحداث ومواقف واستشراف الغد، وما يتلاءم معه من أفكار ومنجزات واختراعات.

وأضافت أن الشباب الذين يمثلون 72 في المئة من أهل الكويت، هو الذي يجب أن يؤهل لإدارة حركة المنظومة في المجتمع، لأنهم هم الغد، وكل شيء يغرث فيهم من قيم إنسانية نبيلة وتعليم عصري قائم على التفكير وليس التحفيظ سيكون المردود المجتمع ابن الغد وكل رهانات المستقبل.

Ad

وكرمت «نقاط» في حفل افتتاح المؤتمر، الذي يقام حتى 17 الجاري في المركز الأمريكاني الثقافي التابع لدار الثقافة الإسلامية، العديد من الشركاء والرعاة، أبرزهم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، حيث تسلم أمينه العام، م. علي اليوحة، درعا تذكارية من مؤسسة لوياك ولابا وحديقة الشهيد ومعهد سعود الناصر الدبلوماسي والصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

العقل البشري

ويناقش المؤتمر، الذي تعقد جلساته على مدى أسبوع، كيفية الاستفادة من الحاسة السابعة، أي حاسة الإلهام والإبداع، والتعرف على آلياتها التي يستخدمها العقل البشري في إنتاج الأفكار الجديدة، بهدف تعزيز الابتكارات، لجمع القدر الأكبر من وجهات النظر التي ستطرح خلال أيام المؤتمر من المفكرين والباحثين والأكاديميين والفنانين والكُتاب والمصممين حول كيفية تعزيز الإبداع واستثماره كجزء من الاقتصاد الوطني العالمي.

وعرفت العضو المؤسس ورئيسة قسم المحتوى لنقاط حصة الحميضي، معنى الاقتصاد الإبداعي، بأنه الرهان على العقول المبدعة القادرة على خلق المعجزات العلمية، سواء على مستوى التخيل القائم على ثقافة معرفية، والتخطيط النابع من خبرات غذاها العلم والتجربة وحرية التفكير، والتي إذا تفاعلت من خلال التثقيف التفاعلي مع مجتمعها وما يحتويه من جوانب أخرى، أبرزها النفط، الوسيلة التي يقوم عليها الاقتصاد الكويتي، فمن الممكن من خلال الإبداع، أن تقوم أكثر من 120 صناعة، يومها يتحول من غاية إلى وسيلة للبناء ضمن وسائل أخرى.

ونوهت بأن هذا المؤتمر سيكون شغله الشاغل خلال العامين المقبلين، التركيز على عنوان النسخة السابعة )الحاسة السابعة- محرك الاقتصاد الإبداعي)، وجعلها خطة عمل للعديد من المؤتمرات التي تناقش هذا الموضوع، الذي لفت مفهومه أنظار العالم من ثمنينيات القرن الماضي، ونحن فيه كعرب لا نشكل في حصيلته إلا بقدر ضئيل.

أصحاب الاختصاص

واستهل أول المتحدثين د. منير ماشه، واحد من أبرز 10 أساتذة في تدريس مادة الرياضيات في التعليم الثانوي بالكويت والحاصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد الأميركية، كلمته بأنه لا سبيل أمام الأمة العربية للتقدم واللحاق بالعصر إلا من خلال المبدعين في كل المجالات، ومنح أصحاب الاختصاص دورهم في التحدث عن أنفسهم.

وضرب د. ماشه مثلا، بأنه لو كان الوفد الفلسطيني المفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي الذي حمل مبدأ إقامة دولته على «غزة وأريحا أولا»، يضم فلاحا أو مزارعا، ما كانت ضاعت منطقة الغور، التي بها سلة غذاء فلسطين والأردن ولبنان وعدد من الدول الأخرى.

وطالب الجميع بهدم كل الوسائل القديمة من أدوات التعليم والاعتماد على الفهم قبل الحفظ.

وشدد مؤسس برجيل (مؤسسة فنون) سلطان القاسمي على ضرورة عودة الكويت إلى سابق عصرها، كمنارة للفكر والثقافة والمعرفة، من خلال سفيرها (مجلة العربي)، التي كانت في كل بيت من المحيط للخليج، وأشاد بالمطبوعات والمتاحف في دول مجلس التعاون، مطالبا بفتح الأبواب أمام الإبداع، لأنه القارئ الأول للمستقبل، وبعده توالت الكلمات والجلسات.