صوتي للدينار

نشر في 11-11-2016
آخر تحديث 11-11-2016 | 00:15
 محمد العويصي "صوتي لوطني" شعار جميل اختارته وزارة الإعلام لتوعية الناخبين والناخبات بالتصويت للمرشح الوطني، لكن للأسف في ظل الصوت الواحد من الصعب تطبيق شعار "صوتي لوطني"، لأن أغلب الناخبين والناخبات يصوتون للقبيلة والفخذ والطائفة والحزب أو مرشح الخدمات، وحاليا ينتخب البعض مرشح الدينار.

فقد ذكرت صحيفة "القبس" في 25 أكتوبر 2016م الخبر التالي: "الصوت وصل إلى 1300 دينار وحُمّى البيع ترتفع في الدائرة الرابعة والثالثة وبقية الدوائر". هذا الخبر ذكرني بحادثة بيع وشراء أصوات حصلت في انتخابات 2003.

وإليكم الحادثة: يقول الراوي: ذهب الناخب ليلة الانتخابات إلى مقر المرشح الذي اشتهر بشراء الأصوات، سأله بكم تشتري الصوت؟

المرشح: بألف دينار، اتفقا على السعر، وطلب منه المرشح الحضور في صباح الغد إلى الخيمة المجاورة للمدرسة التي تجري فيها الانتخابات، وحضر الناخب وفق الموعد ومعه جنسيته وتوجه إلى الخيمة المذكورة، وبعد أن رحب به المرشح طلب منه القسم على القرآن الكريم بأن يعطيه صوته، وبعد القسم استلم ألف دينار ثمنا لصوته الجريح.

ثم ذهب الناخب المرتشي مع مندوب المرشح إلى مقر الاقتراع في المدرسة ليدلي بصشوته للمرشح الراشي، في الطريق إلى المدرسة فكر الناخب كيف يهرب من المندوب ليبيع صوته الثاني لمرشح آخر!

فانتهز الناخب فرصة انشغال المندوب في الحديث مع أحد الناخبين، وفي لمح البصر فر هاربا إلى بيته لينام، وبعد صلاة العصر حضر الناخب إلى موقع الانتخابات يبحث عن مرشح آخر عديم الضمير والأخلاق يشتري صوته، وبعد البحث والتجري وجد ضالته، عرض الناخب على المرشح بيع صوته بألف دينار لكن المرشح رفض وبعد "المكاسر" على السعر اتفقا على 750 دينارا فقط لا غير.

أقسم الناخب على القرآن بأن يدلي بصوته للمرشح، واستلم المبلغ وقبل أن يغادر المكان أخذ يعد المبلغ ويتأكد أنه كامل، فاكتشف الناخب أن الـ750 دينارا زادت عشرة دنانير يعني إجمالي المبلغ 760 فقال النائب للمرشح خذ هذه الدنانير العشرة زيادة على المبلغ المتفق عليه "وأنا ما آكل مال حرام".

تعجب المرشح من نزاهة وأمانة وصدق الناخب فأعطاه الدنانير العشرة هدية له لأمانته، وقال له: روح عسى الله يكثر من أمثالك!

* آخر المقال:

اقرأ واتعظ: "الناخب يقسم على القرآن بأن ينتخب المرشح الراشي، والمرشح عندما يصبح نائبا يقسم: أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا للوطن وللأمير، وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة، وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله، وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق"!!

"وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ".

back to top