الغبار يعوق «تحرير الرقة»... و«فصائل أنقرة» تقترب من الباب

• النظام يسيطر على مدرسة الحكمة بحلب
• ميدفيديف: تطابق مع إسرائيل بشأن الأزمة السورية

نشر في 11-11-2016
آخر تحديث 11-11-2016 | 00:04
مقاتلتان كرديتان في استراحة على سطح منزل بقرية مزرعة خالد بريف الرقة أمس الأول	(أ ف ب)
مقاتلتان كرديتان في استراحة على سطح منزل بقرية مزرعة خالد بريف الرقة أمس الأول (أ ف ب)
في إطار المرحلة الثالثة من عملية «درع الفرات» المدعومة براً وجواً من تركيا، شنّ الجيش السوري الحر هجوماً كبيراً، أمس، باتجاه مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، وبات على بعد 6 كلم من المعقل الأهم لتنظيم «داعش» في المنطقة الحدودية.
عاقت عاصفة من الغبار، أمس، تقدم «قسد» في المنطقة الصحراوية نحو مدينة الرقة، كما شلت قدرة الطائرات الأميركية على رصد تحركات «داعش».

وقال قيادي كردي موجود على أطراف مدينة عين عيسى، التي استقبلت حتى يوم أمس أكثر من 5 آلاف نازح في ظروف مأسوية، «الوضع خطير ونتخوف أن يستغل داعش الغبار للتسلل وشن هجوم معاكس»، مضيفا أن مقاتلي «قسد» القادمين من محوري سلوك وعين عيسى يقتربون من الالتقاء عند نهر البليخ» الذي تقع بلدة الهيشة على ضفافه.

وأكدت المتحدثة باسم حملة «غضب الفرات»، جيهان شيخ أحمد، أن «قواتنا تقترب من الالتقاء، وتعتمد استراتيجيتنا على التقدم وفق مراحل ومحاصرة العدو ضمن مناطق واسعة، تمهيدا لبدء عمليات التمشيط»، مبينة أنه «بعد السيطرة على 15 قرية والكثير من المزارع منذ بدء الهجوم يوم السبت، استطعنا قطع ثلث المسافة نحو الرقة، وبات يفصلنا عنها 30 كلم».

فصائل أنقرة

الى ذلك، سيطرت فصائل «الجيش السوري الحر» المنضوية في عملية «درع الفرات» والمحسوبة على تركيا، أمس، على قرى الشيخ علوان ومقالع البوشي وبعدها زمكة ومصيبين والشيخ علوان لتصبح على بعد 6 كلم فقط من الجهة الغربية لمدينة الباب بعد معارك ضارية بإسناد مدفعي تركي طال قرى عثمان وقبة الشيخ وكبد تنظيم «داعش» أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى. كما سيطرت أيضا على قرى بتاجك وجودك وبازجي التي تشكل سهلا ممتدا باتجاه الباب.

ووفق رئيس المكتب السياسي في «لواء المعتصم»، مصطفى سيجري، فإن «المرحلة الثالثة من درع الفرات ستكلل بالنجاح وسندخل قريبا للمدينة مع توقعنا بمقاومة شرسة للتنظيم، كونها تعتبر معقلا استراتيجيا له ومركز ولاية حلب الخاصة به»، موضحا أن هناك إعدادا عسكريا جيدا من حيث العدة والعتاد، لمعركة الباب بدعم من الجيش التركي والانتقال إلى مدينة منبج بعدها الواقعة تحت سيطرة «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) ذات الغالبية الكردية المدعومة أميركيا.

مدرسة الحكمة

وفي حلب، سيطرت قوات النظام أمس الأول على مدرسة الحكمة جنوب غرب المدينة حلب، وذلك بعد ساعات من دخولها مشروع 1070 شقة جنوب المجاور، إثر هجوم عنيف على مواقع فصائل المعارضة، ترافق مع قصف جوي ومدفعي كثيف.

كما دارت اشتباكات ضارية خلال محاولة فاشلة من النظام لاقتحام قرية منيان المطلة على الأكاديمية العسكرية وحي حلب الجديد خسر فيها عدد كبير من القتلى والجرحى.

إنسانيا، أعلن رئيس مجموعة المساعدات في الأمم المتحدة، يان إيغلاند، أمس، توزيع آخر الحصص الغذائية على المحاصرين في حلب الشرقية لأول مرة منذ منتصف يوليو، مؤكدا أنه لن يعود هناك ما يمكن توزيعه الاسبوع المقبل.

«الإنقاذ الوطني»

وفي ريف دمشق، أعلنت «الهيئة العامة في منطقة الغوطة الشرقية موافقة الفصائل الموجودة في المنطقة مبدئيا على مبادرة تشكيل «جيش الإنقاذ الوطني»، موضحة أنه يتكون من «هيئة سياسية مدنية واحدة» تضم 20 عضوا من الشخصيات المدنية الفاعلة، و»مجلس شورى عسكري» يتألف من 20 شخصية عسكرية، إضافة إلى رئاسة أركان واحدة مؤلفة من 10 أعضاء، لها مرجعية شرعية واحدة تضم 8 أعضاء.

الحوار السوري

في غضون ذلك، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده «للتعاون مع كل دول العالم لتسوية القضايا الدولية، بما في ذلك الأزمة في سورية»، مشيرا إلى أن «موسكو تقف الى جانب الدول المعنية بإجراء حوار سوري - سوري ينهي الأزمة ويضمن عودة المهجرين إلى ديارهم وتعمير الاقتصاد».

في السياق، نقلت صحيفة «معاريف» عن رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف أن كبار المسؤولين الإسرائيليين أبلغوه بصورة واضحة أنهم لا يؤيدون الأسد بصورة كاملة، لكنهم يرغبون في وجوده للسيطرة على الوضع الميداني أفضل ممن وصفهم بـ «الإرهابيين»، مؤكدا أن ذلك يتطابق مع الموقف الروسي.

وعن اتهام روسيا بشأن ارتكاب جرائم حرب، خاصة في حلب، اتهم ميدفيديف الولايات المتحدة بالمسؤولية فيما حصل، كما تطرق إلى حرية إسرائيل في شن غارات بسورية، ردا على إرسال شحنات سلاح إلى «حزب الله».

قتلى

وفي اعتراف نادر، أقرت القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط (سنتكوم)، أمس، بأنه خلال الأشهر الـ12 الماضية فإن الغارات الأميركية «مع الأسف تسببت على الأرجح بمقتل 64 مدنياً وإصابة ثمانية آخرين»، مؤكدة أن الغارات المسؤولة عن هذه الخسائر نفذت في ظل الاحترام التام لقوانين الحرب، «ومع اتخاذ إجراءات وقائية» لتفادي سقوط مدنيين، ما يعني أنه لن تكون هناك تحقيقات ولا ملاحقات.

واشنطن تقر بقتل 64 مدنياً... وهيئة المفاوضات تطلب مساعدة الإدارة الجديدة
back to top