لن يستطيع ترامب دفع المكسيك إلى دفع ثمن الجدار الذي تعهد ببنائه على الحدود، أو طرح 11 مليون مهاجر، ولكنه سيكون لديه القدرة على أن يكون أكثر صرامة مع هؤلاء المهاجرين الذين لا يمتلكون أوراقا ثبوتية. ولكن إلى أي مدى يمكن لترامب تحويل الهجرة الأميركية؟سيواجه ترامب صعوبة في تطبيق فكرة الانتصار الرمزي الذي حققته دعوته لبناء جدار حدودي فاصل وتمويله من المكسيك، ولكنه قد يتمكن من إجراء تغييرات جذرية في نظام الهجرة. وفي الوقت الذي يتمتع فيه الرئيس بصلاحيات واسعة لإدارة السياسة الخارجية، فإنه لا يتمتع بنفس المساحة من الحرية في الشؤون المحلية. فترامب مثلا، لا يمكنه إلغاء برنامح أوباما كير الصحي أو خفض الضرائب من جانبه فقط، بل يتوجب عليه إيجاد سبيل مشترك مع الكونغرس للوفاء بهذه التعهدات التي تعهد بها، ولكن في ملف الهجرة، القصة مختلفة، فالرئيس يمتلك صلاحيات واسعة لتنفيذ القانون. باراك أوباما استخدم صلاحياته لأقصى الحدود، الأمر الذي يعطي ترامب خريطة طريق لتنفيذ سياسته.
ويتفق الخبراء على أن ترامب يمكنه أن يمحو الكثير من إرث الرئيس أوباما في ملف الهجرة الذي صمم برنامجا يسمح للاطفال الذين احضرهم أباؤهم بطريقة غير قانونية إلى الولايات المتحدة بالبقاء في البلاد وحمياتهم من الترحيل. كما يمكنه تعزيز آلية عمل قوات الأمن الداخلي بالتراجع عن سياسة أوباما التي كانت تستغل موارد وزارة الأمن الداخلي على فئات محددة من المهاجرين بدلا من السكان كلهم.وعبر نشطاء الهجرة ومهاجمون عن صدمتهم من جراء فوز ترامب متسائلين عما سيحل بـ11 مليون مهاجر من غير أوراق ثبوتية، فيما توقع البعض أن يغير وجهة نظره عند تسلمه مهامها في البيت الأبيض.كما اقترح ترامب تطبيق قانون باتريوت آكت ( قانون مكافحة الإرهاب)، الذي تم إقراره في الرئيس جورج دبليو بوش على تحويلات المهاجرين غير الشرعيين المالية، كوسيلة ضغط على المكسيك. ولكن الخبراء يشككون في هذا من الناحية القانونية ولا يعتقدون أن البنوك ستكون مسرورة بهذا، وستتصدى لترامب في هذا السياق. وحتى ولو تمكن من تحصيل هذه الأموال، يجب عليه تمرير الأمر على الكونغرس. واقترح ترامب أيضاً تطبيق نظام تحقق الكتروني يطبق على هذه الفئة، للعثور على عمل ومضاعفة عدد عناصر قوى الهجرة، ولكن مجدداً لا يمكنه فعل ذلك إلا من خلال الكونغرس.
دوليات
ماذا سيفعل ترامب في ملف الهجرة؟
11-11-2016