«معركة الموصل» تتحول إلى كابوس
«داعش» يشن هجمات ليلية... والقناصة يربكون الجنود
قال ضابط بالجيش العراقي إن المعركة التي تستهدف إخراج الإرهابيين من معقلهم بمدينة الموصل بدأت تتحول إلى كابوس، وذلك بعد أسبوع واحد فقط من اختراق فرقة الدبابات التي تقودها دفاعات تنظيم داعش على المشارف الجنوبية الشرقية للمدينة.وأضاف الضابط، وهو برتبة عقيد، أن دباباته عديمة الفائدة في مواجهة عدو مدرب تدريباً عالياً وسريع الحركة ويتمتع بكفاءة قتالية شديدة مستغلاً الغطاء الذي توفره الأحياء السكنية والسكان المدنيون أنفسهم، موضحاً أن رجاله غير مدربين على حرب المدن.وسيطرت الفرقة المدرعة التاسعة التي تعمل تحت إمرة الضابط وقوات خاصة لمكافحة الشغب تقاتل في منطقة قريبة على ستة أحياء من نحو 60 في المدينة الأسبوع الماضي، لتسجل بذلك أول مكاسب داخل الموصل منذ أن بدأت في 17 أكتوبر الماضي العملية العسكرية الرامية لسحق تنظيم داعش في معقله بالعراق.
وتؤكد التطورات أنه من الصعب الاحتفاظ بموطئ القدم الصغير هذا في مواجهة موجات من الهجمات المضادة التي تشنها وحدات الإرهابيين والقناصة والمفجرون الانتحاريون الذين يستخدمون شبكة من الأنفاق تمتد أميالاً تحت المدينة.ويبدو أنهم قادرون على توجيه الضربات كيفما يشاءون وفي كثير من الأحيان تأتي هجماتهم ليلاً بما يؤدي إلى حرمان الجنود من الراحة وإنهاك أعصابهم. وقال الضابط طالباً عدم ذكر اسمه: «نحن فرقة مدرعة، والقتال دون أن نقدر على استخدام الدبابات وبجنود غير معتادين على حرب المدن يضع القوات في وضع صعب».وتابع: «في الموصل علينا التقدم داخل مناطق سكنية وتمشيط الشوارع وتطهير البيوت من الإرهابيين والتعامل مع المدنيين، أعتقد أن هذه المهمة شديدة الصعوبة علينا»، مؤكداً أنه من المستحيل التمييز بين المدنيين والمقاتلين الذين يندسون فيما بينهم. وأشار إلى أن «جنودنا لا يستطيعون التعرف عليهم إلا بعد فوات الأوان عندما يفجر المهاجم متفجرات سترته أو يلقي بقنبلة يدوية»، مبيناً أنه فقد دبابتين من طراز تي-72 وعربة مدرعة في اشتباكات يوم واحد وهو الثلاثاء الماضي، الأمر بدأ يتحول إلى كابوس وهو يحطم أعصاب الجنود».وبينما قال المتحدث باسم الجهاز صباح النعماني «نحن نخوض أصعب معركة مدن ممكن أن تخوضها أي قوة في العالم»، ذكر ضابط بالجهاز يقضى إجازة في بغداد أن أكبر تهديد يتمثل في القناصة، مضيفاً: «أنت لا تعرف أين ومتى سيضرب القناص ضربته».وأكد الضابط أن ذلك يمثل مصدراً مستمراً للتوتر، إضافة إلى الآلاف الذين يحاولون الهرب من القتال.