حُلّ المجلس وبدأت الانتخابات، وكلٌّ يغني على ليلاه، متناسين الهدف الأسمى من الانتخابات، وإن صح القول تناسوا أن كلاً منهم راعٍ ومسؤول أمام الله ومحاسب على صوته ولمن يعطيه، فهل هو من أجل ابن قبيلة أو عشيرة أو مذهب أو طائفة أم يريد به إحقاق الحق؟وها نحن نتناقل الفيديوهات ونسمع المرشح نفسه يناجي ويتوسل قومه، كأنه يقتحم معركة المضطر والمرغم، وتناسى هو الآخر أنه مقْدِم على مسؤولية كبيرة أمام الله، فهل اقتصرت الكلمة الخطابية على «تكفون» ولسان حاله يقول دعوني أدخل المجلس كي أنهب وأستمتع مثلما استمتع غيري بالنهب، أستنجدكم! إلى أي مستوى وصل الطمع والجشع، فلم يُرِنا أحد حتى الآن عزمه على الإصلاح وإعادة ما تم إفساده إلا من رحم ربي؟
وفي الطرف الآخر هناك الحكومة وحلها للمجلس ولعبتها «الاستغماية» من خلال الأسباب التي تعذرت بها في حله، فمن منطلق الشعار الذي رفعه النائب عمر العيسى مرشح الدائرة الثانية «لا أقول إلا لنرتقي»، لنرتق كوعي جمعي في تنظيف ذلك المجلس الذي أظلم بسواد أفعال من ارتاده، ولنُزلْ عنه فساد النفوس التي دنسته بسوء نواياها، لنرتقِ كشعب في الفكر والعمل والطموح المخلص الواعد الذي يعيد إلينا كويتنا الحبيبة عروساً كسابق عهدها بأصوات واعية نقية لا تختار إلا بناء على شفافية ووضوح من هو أهل لذلك الصوت. لنرتق بأن نكون أكثر انفتاحاً وإلماماً ووعياً مدركين من هو الخيار الأفضل، بعيداً عن الانغلاق والانحصار في ابن عمي وقبيلتي ومذهبي وطائفتي، لنرتق كوعي جمعي ونرسل نوايا صادقة شفافة محبة ملؤها السلام والإخلاص لهذا البلد، وكمرشحين لنرتق مع مقولة الشيخ عبدالله السالم، رحمه الله، حين قال إن «ثروة الكويت ملك للشعب وأنا حارسها» قال حارسها لا ناهبها أو سارقها. إذن لنرتقِ في السعي الجاد للنهوض بالكويت وإحقاق الحقوق، لا من أجل مصالح شخصية، ولتكن رؤاكم أيها المرشحون واضحة وبناءة وشفافة مخلصة لله، وكونوا صادقين مع أنفسكم، والرغبة الحقيقة في إصلاح البلد لينعكس ذلك على ناخبيكم.
مقالات - اضافات
السياسة والوعي الجمعي
12-11-2016