خاص

أنور بوخمسين لـ الجريدة•: اقتصادنا يئن ويحتاج إلى فزعة... لم نعد نملك ترف الوقت

«عشرات الآلاف عاطلون عن العمل والبطالة المقنّعة... حدِّث ولا حرج»

نشر في 12-11-2016
آخر تحديث 12-11-2016 | 00:05
وصف مرشح الدائرة الثانية أنور جواد بوخمسين عضوية مجلس الأمة بأنها تكليف لا تشريف، وقال إنه من الخطأ الاعتقاد بأنها حكر على السياسي في المقام الأول، ووصف شباب الكويت في حواره بأنهم مفخرة للكويت وللكويتيين وأنهم سيعملون وينتجون ويبدعون وسيفجرون طاقاتهم لو وجدوا الدعم من السلطتين التشريعية والتنفيذية بموجب قوانين منصفة لهم، مؤكدا أنه سيتبنى حال فوزه إنشاء لجنة دائمة في مجلس الأمة لهم. وقال بوخمسين في حديث مع "الجريدة" إن الاقتصاد الكويتي يئن وفي حاجة ماسة إلى فزعة تصحح وتصوب مساره، مشيرا الى أن ترف الوقت لم يعد متاحا. وشدد على أن التحرك يجب أن ينطلق بشكل جدي وبأقصى سرعة ممكنة، وتعجب: كيف لا يصل إلى مجالس الأمة خلال الفصول التشريعية الأخيرة من يملكون الخبرة والتخصص في الشأن الاقتصادي؟
وأسف المرشح بوخمسين للواقع الذي بلغته الكويت على الصعيد الاقتصادي، محذرا من عجز قد يصل في عام 2035 إلى مليارات الدنانير، إن لم يتم إصلاح المسار جذريا وسريعا، فالمستثمرون عزفوا عن المجيء الى الكويت، والكويتيون منهم من هربوا بأموالهم إلى مناخ استثماري أفضل.
وناشد بوخمسين الناخبين والناخبات حسن اختيار ممثليهم في مجلس الأمة المقبل. وقال إن عملية الإصلاح الحقيقي تبدأ بقرارهم يوم 26 الجاري، مؤكدا أن قضيتي الصحة والتعليم بالإضافة الى قضايا المواطنة الكويتية وشؤون الأسرة وأبناء الكويتيات ومواجهة الفساد المستشري على رأس أولوياته. وإلى تفاصيل الحوار مع المرشح الذي يقدم رؤى إصلاحية جادة ويعد بتفعيلها حال وصوله الى قاعة عبدالله السالم:

• ماذا تعني لك عضوية مجلس الأمة؟

- عضوية مجلس الأمة باب من أبواب خدمة الوطن وموقع رأيت أنه يمكنني من خلاله أن أقدم من خبرتي ما يمكن أن يسهم في تحقيق شيء إيجابي يعود بالنفع على بلدي، وهذه العضوية هي تكليف لا تشريف، وأدعو الله تعالى إذا وفقنا في الحصول عليها أن نؤدي واجبنا كما ينبغي.

• لكن خبرتكم مركزة في المجال الاقتصادي؟

- وهذا أهم ما حفزني على خوض الانتخابات المقبلة.

• كيف؟

- من الخطأ الاعتقاد بأن عضوية مجلس الأمة يجب أن تكون حكرا على السياسي في المقام الأول، وأعتقد أنه آن الأوان لهذا المفهوم أن يتراجع، خصوصا بعد أن طغت السياسة على كل شيء في حياتنا وزادت جرعتها أكثر من اللازم وبات الكل يخوض فيها.

قضية أمن وطني

• أليست السياسة والاقتصاد وجهين لعملة واحدة؟

- حسناً... هذا صحيح، لكن أليس مفترضاً أن يتلازما ماداما وجهين لعملة واحدة؟ مع الأسف الكبار والصغار والديوانيات والمنتديات كلها تتحدث في الشأن السياسي، وفي خضم هذا الواقع أهملنا الشأن الاقتصادي، رغم أن الاقتصاد قضية أمن وطني، وهو الذي يقوي ظهور الساسة في أي مجتمع.

واستكمالا للإجابة عن سؤالك أقول إنني أمتلك خبرة لا بأس بها في الجانب الاقتصادي، إذ عملت في العديد من المواقع وترأست وشاركت في عضوية العديد من اللجان الحكومية ذات الصبغة الاقتصادية، ويمكنني تسخير هذه الخبرات لمصلحة بلدي، والمشاركة بفاعلية في سن التشريعات العديدة التي تحتاج إليها الكويت في المرحلة المقبلة، والتي تعد ضرورة لتصويب المسار الاقتصادي، إضافة إلى الإسهام في الدور الرقابي البرلماني على مؤسسات الدولة، وفي الحقيقة فإن المتخصصين في الشأن الاقتصادي لم يكونوا موجودين في مجلس الأمة خلال المرحلة الماضية إذا استعرضنا أسماء النواب في الفصول التشريعية الأخيرة فلن نجد من بينهم عددا معتبرا من ذوي الخبرة في الشأن الاقتصادي، وبما أن التحديات الاقتصادية من أهم ما ستواجهه الكويت، فلابد أن يكون في مجلس الأمة وفي لجانه المعنية عدد لا بأس به من المتخصصين في الشأن الاقتصادي ومن الكوادر الشابة كي يتم إسناد الأمر إلى أهله وتصحيح المسار الاقتصادي الذي يبدو أنه في أمسّ الحاجة إلى ذلك، آخذا في الاعتبار أننا لم نعد نملك ترف الوقت لمواجهة تحديات الاقتصاد الوطني.

خريطة طريق

• ما الذي يحتاج إليه الاقتصاد الوطني في المرحلة المقبلة؟

- الاقتصاد الوطني بحاجة ماسة إلى انصافه وإعطائه ما يستحق من اهتمام واعتماد خريطة طريق للنهوض به وإعادة هيكلته من جديد، كي نتمكن من تجاوز الأزمة المالية التي نمر بها ونعانيها، والتي ستزيد بالضرورة إن لم نواجهها بالشكل الصحيح وبالسرعة الممكنة، خصوصاً أن بلداً كالكويت لا ينبغي أن يعاني مشكلة اقتصادية على الإطلاق، وهذا مما يؤسف له، فالإنفاق العام يزيد سنوياً بنسبة 7 في المئة، والمرتبات تستهلك ثلاثة أرباع الميزانية، بعد أن بلغت 30 مليار دينار، والعجز سيصل إلى أكثر من 160 مليارا في عام 2035 إن لم نتحرك سريعاً وبجدية، بهدف معالجة الخلل، وإيجاد مصادر دخل أخرى غير النفط، كما أن العاطلين عن العمل بلغوا عشرات الآلاف، أما عن البطالة المقنعة "فحدّث ولا حرج"، فهل هذا واقع ينبغي أن يكون في دولة كالكويت؟ هذا بالإضافة إلى أن لدينا قطاعا خاصا يعاني، وآن له أن يكون له دور فاعل، ولابد كذلك من تحسين مناخ الاستثمار في الكويت التي تحولت مع الأسف إلى بيئة طاردة لرؤوس الأموال، فعزف المستثمرون عن المجيء للاستثمار، والأدهى والأمر هروب مستثمرين كويتيين إلى الخارج، حيث أجواء الاستثمار أفضل، والمحزن أكثر أن شبابنا الذين أصابهم الإحباط ذهبوا الى بلدان أخرى وفجّروا طاقاتهم فيها وأقاموا مشروعاتهم، وصدروا منها للكويت فإلى متى؟ لابد من وقفة سريعة وجادة وصادقة لكي نتمكن من الخروج من هذه الدائرة التي وضعنا أنفسنا فيها حتى ننهض بالكويت ونتجاوز أزمتنا المالية، فالأجيال المقبلة لن تذكرنا بخير إن لم نترك لهم إرثاً تنموياً ونهضة شاملة.

الثروة الحقيقية

• لماذا تبدو أكثر اهتماماً بالشباب ولا يخلو حديث لك من الإشارة إليهم كقطاع مهم؟

عنوان

- الشباب هم ليسوا قطاعاً مهماً بل إنهم أهم قطاعات الشعب الكويتي، فهم ثروته الحقيقية، فكيف لا يكونون على رأس أولوياتي واهتماماتي. إن قطاع الشباب في الكويت يمثل قرابة السبعين في المئة من تعداد المجتمع، وعليه ينبغي أن تكون أهم وأغلى استثماراتنا فيهم، ونجعل معظم مشاريعنا لهم بحيث يشاركون مشاركة حقيقية وفاعلة ومؤثرة في إدارة البلاد وفي صنع القرار.

الشباب مسؤولية

• طالبت بإنشاء لجنة برلمانية دائمة للشباب في مجلس الأمة أليس من الأولى أن تكون مطالبتك بوزارة خاصة لهم تعنى بشؤونهم؟

- قناعتي كاملة بأن الشباب مسؤولية برلمانية في المقام الأول.

• كيف؟

- إن مجلس الأمة مسؤول أولاً عن ضرورة تطويع جميع القوانين لرعايتهم وإعطائهم الأولوية في اقامة المشروعات، فعلى سبيل المثال لا الحصر خذ مثلاً قانون المناقصات ألا يجب أن يتم تعديله ليعطي الأولوية للشباب ومشاريعهم، وإذا وصلت إلى مجلس الأمة فسأتبنى إنشاء مثل هذه اللجنة التي متى ما أن رأت النور وباشرت عملها وأنجزته فعندئذ يمكن الحديث عن وزارة للشباب تقوم بتنفيذ القوانين التي تم تشريعها بناء على رؤى هذه اللجنة البرلمانية.

مفخرة بمعنى الكلمة

• إلى أي مدى ترى أن شبابنا قادرون على العمل والعطاء والإبداع في مجالات القطاع الخاص؟

- الشباب الكويتيون مفخرة بكل معنى الكلمة، واذا ما أتيحت لهم الفرصة فسوف ينتجون ويفكرون ويعملون ويبدعون، ألم أقل لك إن بعضهم هرب من الكويت وأقام مشروعات في بلدان أخرى وصدر من انتاج مشاريعه إلى الكويت؟ ماذا تريد أكثر من ذلك؟ كما أن هناك نماذج شبابية كثيرة تركت بصمات إيجابية جدا في المواقع التي تقلدتها بجميع المجالات سواء العلمية أو الثقافية أو الفكرية واستطاعت رفع راية الكويت في الخارج. إنهم مفخرة بحق وما علينا سوى تهيئة مجالات العمل لهم ودعمهم وسوف نرى كيف سيفجرون طاقاتهم الإبداعية، وخير مثال على ذلك ما تقدمه كوكبة من الشباب الكويتيين في مجالات عمل تطوعية كالبيئة على سبيل المثال وغيرها من المجالات. علينا الاعتراف بشجاعة بأن السلطتين التشريعية والتنفيذية فشلتا في التعامل مع الشباب ولا بديل عن نقلة نوعية على صعيد هذا التعامل، فنحن نمتلك كفاءات شابة كثيرة وذوي شهادات عليا لا ينقصهم الحماس ولا حب الوطن ولا الرغبة في العمل الحقيقي والانتاج والإبداع وعليه أكرر أن البداية يجب أن تكون من البرلمان وليت اخواني المرشحين الجادين يوقعون من الآن على تبني هذا المقترح حال الوصول إلى مجلس الأمة وعلى الفور، والخلاصة فالشباب هم ثروتنا الوطنية فهم قادرون على إعلاء شأن الكويت والعمل والإبداع من أجلها.

الصحة والتعليم

• ما أولوياتك الأخرى حال فوزك بعضوية مجلس الأمة؟

- عملية الاصلاح مرتبط بعضها ببعض، المهم أن نبدأ بشكل صحيح، فبعد الشروع في مواجهة التحدي الاقتصادي على النحو الذي أسلفت وتمكين الشباب تأتي الخدمات الصحية في اطار اهتماماتي بحيث نعمل على تطويرها بشكل يليق بالكويتيين من خلال سن تشريعات ترتقي بالمهن الطبية خصوصاً الكادر الفني والتمريضي، كذلك فان التعليم ونظامه بحاجة إلى تغيير جذري من شأنه أن يطلق الخيال ويفجر الابداع ويشجع على البحث العلمي هذا بالاضافة الى الاهتمام بقضايا المرأة الكويتية والأسرة وأبناء المواطنات الكويتيات بما يضمن لهم الاستقرار المادي والمعنوي وتبقى مسألة العمل على الحد من الفساد الذي يستشري من خلال إحكام الرقابة وسن أو تعديل التشريعات.

المهم أن نبدأ

• قلت ان عملية الاصلاح مرتبطة ببعضها... كيف؟

- نعم، فعلى سبيل المثال عندما ننجح في تمكين الشباب على النحو الذي أسلفت ألا نكون بذلك قد أفدنا الأسرة والمرأة وقدمنا لهم شيئاً إيجابياً؟ وعندما نهتم بالمرأة مادياً ومعنوياً ألا يصب ذلك في خدمة ورعاية أولادنا وشبابنا؟ وعندما نصلح المسار الاقتصادي أفلا سيعود ذلك بالنفع على الوطن والمواطنين؟ المهم أن نبدأ ونسابق الوقت الذي كما قلت لا نملك ترفه.

كلمة للناخبين

•كلمة أخيرة لمن توجهها؟ وماذا تقول؟

عنوان

- أوجهها لاخواني الناخبين والناخبات على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وأفكارهم وأعمارهم وأعمالهم وأقول للجميع: احرصوا على المشاركة في الانتخابات فذلك واجب وطني في المقام الأول وليتأكد كل ناخب أو ناخبة أن صوته له قيمة وسيكون مؤثراً ويعي أن عملية الاصلاح تبدأ يوم 26 الحالي بكلمته ثم عند الإدلاء بالصوت استحضروا مصلحة هذا الوطن الذي أعطانا الكثير من حقه علينا أن نختار ذوي الخبرات والكفاءات الذين يستطيعون القيام بالدور التشريعي والرقابي على النحو الأمثل ولكم أن تراقبوا المرشحين خير رقابة وتتابعوا ندواتهم وتصريحاتهم وتحاوروهم كي يأتي تقييمكم لهم من منطلق ميداني وواقعي.

المستثمرون عزفوا عن المجيء والكويتيون هربوا... وبعض الشباب غادروا ثم صدَّروا إنتاجهم للكويت!

عملية الإصلاح الحقيقي تنطلق في 26 الجاري بكلمة الناخب في صندوق الاقتراع

شبابنا هم ثروتنا الوطنية والسلطتان فشلتا في التعامل معهم

تطوير الخدمات الصحية وتغيير نظام التعليم والمرأة والأسرة على رأس أولوياتي
back to top