في كل 4 سنوات يقول الأميركيون القلقون إنهم سيغادرون بلادهم إذا تم انتخاب مرشح معين. في هذ العام يبدو أن انتخاب دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة قد خلق موجة أكبر من المعتاد بين الأشخاص الراغبين في الهجرة.

ولكن الى أين سيغادر هؤلاء؟ المكان المتوقع بقدر أكبر هو كندا التي تتشاطر اللغة نفسها وتتمتع بتقليد طويل من حكومات جيدة مستقرة وتماسك اجتماعي. وقد أصبحت كندا في هذا الشهر اختيارا أكثر جاذبية، بعد أن صور غلاف لمجلة الإيكونوميست البريطانية الشهيرة كندا باعتبارها أرض الحرية الجديدة.

Ad

ومع الأسف تبين أن مسألة الهجرة ليست عملية سهلة أو بسيطة. وفيما يسهل على الأميركيين القيام بزيارة الى جارتهم في الشمال من دون أي تعقيدات سفر بيروقراطية، إلا أنه ليس بوسعهم حزم حقائبهم والانتقال الى ذلك البلد بصورة دائمة.

وبحسب مايكل هاينه، وهو محام في شؤون الهجرة في تورنتو، يعمل مع شركة أورانج فإن هناك ثلاث طرق كي يصبح الشخص غير الكندي كنديا: أن تكون لديه مهارة خاصة أو مهنة مرغوبة، أو عبر الالتحاق بأفراد تربطه بهم قرابة عائلية، وهم مقيمون في الأساس في كندا، أو عبر طلب اللجوء السياسي، أي "طلب حماية شخصية".

القرابة العائلية هي بصورة نموذجية الطريقة الأكثر سهولة للهجرة، يقول هاينه، ولكن الأميركيين الذين ليس لديهم أقارب في كندا قد يتمكنون من الذهاب عن طريق فئة المهارة – لكن ذلك يتوقف على طبيعة ما يمكنهم القيام به.

ويقول: "إذا كان أحدهم يشعل مهنة مرغوبة، فلدينا عدة فئات من المهن يمكن أن تسهل تلبية طلبه. وتشمل هذه الطبيب والمحامي والعالم والمعلم. أما إذا كنت بقالا، فسوف يكون الأمر أكثر صعوبة، والمهنة هي واحدة من مكونات نظام نقاط أكبر تستخدمه كندا من أجل قبول الأيدي العاملة الماهرة.

وبالنسبة الى "الأشخاص المحميين" أو مجموعة اللاجئين السياسيين، فإن ذلك ليس شيئاً يستطيع الأميركي أن يدعي بطريقة قانونية أنه بحاجة إليه (على الرغم من أن الآلاف طلبوا اللجوء وحصلوا على الجنسية في كندا خلال الحرب الأميركية - الفيتنامية).

وعليك أن تلاحظ أيضا أنه حتى بالنسبة الى الأميركيين الذين تنطبق عليهم الشروط توجد عقبات كبرى أخرى أمام الحصول على الجنسية الكندية – وهي أن العملية بطيئة ومكلفة. ووفق هاينه حتى مجرد طلب الالتحاق بالزوج في كندا يمكن أن يكلف ما بين 5000 دولار الى 15000 دولار وفترة الانتظار يمكن أن تستمر سنوات.

ويعني ذلك انتظار فترة رئاسة ترامب بأكملها قبل أن يحصل الأميركي أخيرا على جواز سفر كندي. وأخيراً، سيتعين على الأميركيين الذين يأتون الى كندا القيام بترتيبات أخرى مثل الاعتياد على وجود ملكة للبلاد من جديد – كما أن فصل الشتاء بارد وتوجد مفردات جديدة يتعين تعلمها.

وبالنسبة الى من يريدون التعرف على كندا قبل اتخاذ خطوة ما، يستطيع الأميركي القيام بزيارة لعدة أشهر من دون الحاجة الى تأشيرات دخول خاصة. (ما لم تعمد كندا الى بناء جدار عبر حدودها التي تمتد 4000 ميل في الجنوب، وتطلب من الولايات المتحدة دفع تكاليف بناء هذا الجدار).