تداعيات انفجار أكبر خط أنابيب أميركي لنقل الوقود على الأسعار
في الأسبوع الماضي تسبب فريق بناء في ألاباما بوقوع انفجار ضخم عندما ضربت جرافة أكبر خط أنابيب لنقل الوقود في الولايات المتحدة، وأسفر الانفجار عن مقتل شخص واحد وجرح الكثيرين، كما أشعل موجة من الحرائق استمرت نحو يوم وغطت 31 أكراً. وتسبب الانفجار أيضاً في توقف تدفق ملايين الغالونات من البنزين، الذي يتوجه إلى الساحل الشرقي كل يوم من مصافي في هيوستن الى خزانات في ليندن في نيو جيرزي خارج ميناء نيويورك. وينقل خط أنابيب كولونيال، الذي يمتد مسافة 5500 ميل، حوالي نصف المنتجات المكررة التي تستخدم في الساحل الشرقي، ويتكون هذا الخط من خطين؛ الأول ينقل البنزين، والثاني ينقل الوقود المقطر مثل الديزل ووقود الطائرات.
ويشمل الكونسورتيوم الذي يملك خط كولونيال مجموعة من الشركات من أهمها رويال داتش شل. وهو غير معروف على نطاق واسع، لكنه يشكل قطعة حيوية من البنية التحتية، ما يؤكد طريقة عمله الناجحة طوال السنين الماضية. ولكن هذا الحادث يشكل التوقف الثاني خلال شهرين. وفي سبتمبر الماضي تم تسريب 250000 غالون من البنزين ما أفضى الى اعلان حالات طوارئ في جورجيا وألاباما نتيجة تدفق البنزين في بعض المناطق. وقد توقف خط كولونيال عن العمل 12 يوماً.وتجدر الاشارة الى أن لدى الولايات المتحدة كميات كبيرة من البنزين في الخزانات التي تقارب في مستوياتها الحد الأقصى من الامداد. ولكن ذلك كان صحيحاً في سبتمبر الماضي أيضاً عندما تسبب التوقف في كل أنواع الاضطرابات وارتفاع الأسعار. ويقول فيل فلين، وهو محلل أسواق رفيع يعمل لدى مجموعة برايس فيوتشرز في شيكاغو، إن كل تلك المؤونة "لا تقدم لك أي فائدة إذا لم تتمكن من التصرف بها". يذكر أن الخط الثاني، الذي ينقل الوقود المقطر عاد الى العمل في اليوم التالي، كما تحدثت أنباء عن احتمال عودة العمل في الخط الأول مع بداية الأسبوع التالي. وعلى الرغم من ذلك فإن تلك الأنباء ساعدت في تهدئة الارتفاع المبدئي في أسعار البنزين الآجلة التي قفزت الى أعلى مستوياتها منذ عام 2008 مدفوعة بتداولات قياسية في ذلك اليوم.وكان على التجار في هيوستن الذين يعملون مع المصافي الكبرى العثور على أماكن من أجل وضع الزيادة من براميل البنزين والديزل التي كانوا يرسلونها في العادة الى خط كولونيال. وقد أطلق ذلك موجة من المنافسة بسبب العدد المحدود من الناقلات والزوارق المتوافرة لنقل المنتجات بين موانئ الولايات المتحدة. وبحسب معلومات بلومبرغ كان حوالي 27 زورقاً في الخدمة حول الخليج والساحل الشرقي في الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي. ومهما كانت هذه الفترة طويلة أو قصيرة فإن التوقف الذي شهده خط أنابيب كولونيال قد يفضي على الأرجح الى ارتفاع في أسعار البنزين خلال الأيام التي تسبق انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة في بعض الولايات مثل تنيسي وجورجيا وكارولينا الشمالية والجنوبية. وبشكل عادي فإن ارتفاع أسعار البنزين في المضخات مع توجه المواطنين الأميركيين الى مراكز الاقتراع يمكن أن يؤدي متاعب بالنسبة الى الحزب الحاكم- ولكن تأثير ذلك قد يكون أصغر على الأرجح، وذلك في ضوء السعر الرخيص للبنزين خلال العامين الماضيين.وقال أحد الخبراء: "أظن أن أسعار البنزين في يوم الانتخاب ستكون أعلى بنسبة تراوح بين 15 و20 سنتا عما كانت عليه في السنة الماضية – ولكن دعونا نتذكر أن تلك الأسعار لا تزال أقل بـ1.35 دولار عن السعر الذي كانت عليه في عام 2012".* ماثيو فيليبس