اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بتغريدات من بعض حسابات شخصية غير رسمية عبر «تويتر» وفق صيغة استطلاعات تمثل توقعات ومؤشرات النجاح لفئة معينة من المرشحين المتنافسين في احدى الدوائر الانتخابية لانتخابات مجلس الامة، مما اعتبرها البعض حربا اعلامية وتشويشا على اراء الناخبين.

ورأى المراقبون لـ«الجريدة» ان الاستطلاعات التي تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي غير دقيقة ولا تعكس الواقع الحقيقي، وتكون عملية المشاركة بها واسعة، بإمكان اي شخص من خارج الدائرة الانتخابية المقصودة او لا يحق له التصويت المشاركة فيها.

Ad

«الجريدة» بحثت مع أساتذة من قسم الاعلام في جامعة الكويت دقة الاستطلاعات التي تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومدى تأثيرها على الشعب.

وقال استاذ الاعلام والعلاقات العامة في قسم الاعلام بكلية الاداب بجامعة الكويت د. احمد الشريف، ان الاستطلاعات التي بدأت تظهر عبر وسائل التواصل الاجتماعي غير دقيقة والغرض منها التشويش والتأثير على اراء الناخبين وتوجيه اختياراتهم لصالح مرشحين في يوم الانتخابات، لافتا الى انها لم تمت للواقع باي صلة، في النتائج التي تظهر، لان المشاركة بها قد تكون لاكثر من مرة، موضحا ان المشارك بها قد يكون دائرة اخرى ولا يحق بها التصويت، او ليس الفئة المقصودة بالاستطلاع، وهي مسألة ترويج اعلامية لا اقل ولا اكثر.

وأوضح الشريف، ان ما يحصل بهذه الاستطلاعات تضليل للرأي العام، وتأثير على اتجاه الانتخابات من خلال تلك التجربة غير العلمية، متطرقا الى نوعية الاسئلة التي توضع لنتائج معينة تكون موجهة لمرشح معين يجبر الجميع على التعاطف معه والتصويت له.

ومن جانبه، أكد عضو هيئة التدريس في قسم الاعلام بكلية الاداب في جامعة الكويت د. فواز العجمي، ان الاستطلاعات التي تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا تمثل كافة شرائح المجتمع الكويتي وغير دقيقة، مشيرا الى انه لا توجد آلية معينة حول تطبيقها وفق تقسيم علمي سليم موزع على مختلف الدوائر الانتخابية ومشاركة واسعة لكل من يحق له التصويت في الانتخابات.

وأوضح العجمي لـ«الجريدة»، ان هناك فئة تقوم باستغلال تلك الاستطلاعات لصالح بعض المرشحين لمشاركة بعض من محبيهم في محاولة للتضليل الاعلامي والتمويه بأن مؤشرات النجاح له قوية في الوصول الى مجلس الامة في الانتخابات لتغيير قناعات الناخبين في يوم الاقتراع، لافتا الى ان عينة هذه الاستطلاعات لا يمكن الاعتماد عليها كجهة رسمية وموثقة، فهي للاستئناس فقط لا غير، ولا يمكن الاعتماد على مثل هذه النتائج بشكل عام.

وأشار العجمي الى ان الاستطلاعات لها آلية توضح اختيار العينة، وتعطي لكل جزء من شرائح المجتمع الحق في المشاركة في عملية التصويت في الاستطلاع، موضحا انه «يجب على اي من الناخبين عدم الاعتماد عليها في قرارات اختياراتهم بالتصويت، وفق نتائج الاستطلاعات غير الدقيقة، بل من المفترض ان تكون موزعة وفق فئات الشعب الكويتي، علما بان الاستطلاعات الرسمية تأخذ وقتا طويلا للمشاركة بها لا تقل عن شهر واحد تقريبا.

وتمنى العجمي من المرشحين التوفيق في المشاركة بالعرس الديقراطي، مطالبا الناخبين بضرورة وضع مصلحة الكويت امام اعينهم، واختيار مرشحين اكفاء قادرين على تغير حال الكويت الى الافضل.