كقائد عسكري كان آيزنهاور متفوقاً، لكنه كرئيس لأميركا لم يكن بنفس قوة من سبقوه في الرئاسة، ولا من جاؤوا من بعده، فهل ترامب المتفوق كرجل أعمال سيحالفه التوفيق في قيادة أميركا؟• حينما تولى آيزنهاور لم تكن لدى الاستخبارات الأميركية المعلومات الكافية عن خطط روسيا بعد وفاة ستالين، التي حدثت في الخامس من مارس 1953، غير التكهنات والاحتمالات، مما جعل الرئيس الجديد يصرخ غاضباً في جمع من رجال استخبارات الـ"سي آي إيه"، إنه "منذ عام 1946، ينبح من يُسَمون بالخبراء بما سيحدث عندما يموت ستالين، وماذا سيكون علينا كأمة أن نفعله حيال ذلك، ها إنه قد مات، ويمكنكم أن تقلبوا ملفات حكومتنا رأساً على عقب -بدون جدوى- بحثاً عن مخططات موضوعة، بل إننا لسنا متأكدين مما هو الفارق الذي تحدثه وفاته...!".
• كثرت المخاوف في أميركا حيال الأوضاع التي ستكون عليها روسيا بعد وفاة ستالين، لكن خروتشوف بتصريحاته عقب توليه قيادة الاتحاد السوفييتي بعث في نفوس الأميركيين الطمأنينة أن الأمور ليست بالخطورة التي كانت تهدد استقرارهم.• رغم أن الشعب الأميركي قد تمتع طوال ثماني سنوات بالسلام والعيش الرغد في فترة رئاسة آيزنهاور، فإن ثمن ذلك كان باهظاً نتيجة لاستمراره في اعتماد سياسة اقتصاد الحرب، فآيزنهاور كان يتصرف كعسكري في مواجهة عدو، فأطلق أيدي جنرالاته بالتصرف في الميزانية العسكرية وفي تركيزه على استراتيجية الأسلحة السرية، والقنابل الذرية، والأعمال التجسسية الخفية، والاهتمام بأساطيل الطائرات الحربية النفاثة، وبناء حاملات الطائرات، مما أرهق الميزانية، وجعل الأصوات المعارضة لهذه السياسة ترتفع، لكن آيزنهاور كان يحيط نفسه بمحترفي سياسة كبار كانوا يتصدون لتلك الأصوات المعارضة. ***• مثلما جاء آيزنهاور للرئاسة عقب حرب عالمية، جاء ترامب في أوضاع لا تقل سخونة عنها، وكان في خطاباته الانتخابية يؤكد للأميركيين أنه يريد القضاء على كل ما يهدد راحتهم واستقرارهم...! وقد بالغ كثيراً بذكر تلك التهديدات التي اشتملت على الأديان والأعراق، مما دفع بالأغلبية ذوي الاتجاه التعصبي والعرقي إلى إيصاله إلى البيت الأبيض!• فهل يتمكن ترامب من الالتزام بما كان يعلنه في خطاباته؟!... أم إن رجل الأعمال المعتاد على التفاوض مع الزبائن ليحقق أكبر قدر من الأرباح سيمتثل لمقولة تشرشل "ليست هناك عداوات دائمة، ولا صداقات دائمة، ولكن هناك مصالح دائمة".***• أعتقد أن حدود تفكير استراتيجية بعض الدول العربية الثرية ستصدر أوامرها لرجال الأعمال فيها بالتعامل مع شركات دونالد ترامب كوسيلة لضمان تأييده لسياساتها. وبالطبع فالتاجر يريد المزيد من الربح لصناعاته، فهل سيخسر ترامب سمعته كرئيس للولايات المتحدة الأميركية أمام توسع نفوذه التجاري بجعل الشعب الأميركي ينعم برغد اقتصادي، كما فعل آيزنهاور الذي جعل الأميركيين يتجاوزون عن ضعفه كرئيس لبلادهم؟!
أخر كلام
من آيزنهاور إلى ترامب...!
12-11-2016