بعد أيام من الهدوء تخللها فتح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمد حسم المعركة، استأنفت القوات المشتركة أمس، هجومها على الجبهة الشرقية لمدينة الموصل، آخر أكبر معاقل تنظيم «داعش»، الذي أقدم على إعدام 60 مدنياً على الأقل بتهمة الخيانة وتسريب معلومات.

ووفق قائد «فوج الموصل» في قوات مكافحة الإرهاب المقدم منتظر سالم، إن «قواتنا بدأت الهجوم على العربجية» في شرقي المدينة. ولاحقاً أكد زميله المقدم علي حسين السيطرة على الصف الأول من مبانيها، موضحاً أن القوات باتت على «مسافة قريبة جداً من حي كركوكلي، لكن الهجوم الفعلي لم يبدأ بعد».

Ad

ومنذ إطلاق القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي لعملية استعادة الموصل في 17 أكتوبر، لم تتمكن سوى قوى مكافحة الإرهاب من اختراقها ومقاتلة «داعش» في داخلها.

وفي المحور الجنوبي، تمكنت قوات الجيش من التقدم باتجاه مدينة نمرود الأثرية. وعلى الجبهة الغربية، تخوض قوات الحشد الشعبي مواجهات بهدف قطع طرق إمدادات الجهاديين وعزلهم عن الرقة.

إلى ذلك، أكدت المتحدثة باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شمدساني أمس، إقدام «داعش» على إعدام 60 مدنياً على الأقل في الموصل وضواحيها، متهماً 40 منهم بـ»الخيانة» والـ20 الآخرين بنقل معلومات إلى القوات العراقية.

وأوضحت شمدساني، في مؤتمر صحافي بجنيف، أن الضحايا الذين علقت جثثهم على أعمدة الكهرباء في الموصل، كانوا يرتدون زياً برتقالياً مع كتابة باللون الأحمر «خونة وعملاء لقوات الأمن العراقية».

وعلى المحور الشمال والشرقي من الموصل، عكفت قوات البيشمركة الكردية، التي انتزعت مناطق عدة بينها بعشيقة وبرطلة أكبر مناطق المسيحية، على تحصين مواقعها بسواتر ترابية عبر الصحراء قد يحدد الأراضي التي تأمل حكومة إقليم كردستان الحفاظ عليها بمجرد انتهاء معركة الموصل.

واستغلت وحدة صغيرة من القوات الكردية الموجودة على بعد نحو 60 كيلومتراً غرب أربيل، آخر ساعة قبل غروب الشمس لتحصين حاجز مؤقت جديد يفصلها عن القوات المسلحة العراقية إلى الغرب.

وفيما لا تزال هناك بلدات استراتيجية في الموصل ومحيطها تسعى القوات الاتحادية العراقية لاستعادتها، تشير قوات البيشمركة إلى أنها حققت أهدافها بعد نحو شهر من انطلاق العملية العسكرية.

ويؤكد الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور: «بحسب الخطة التي وضعناها مع حكومة الوحدة، فإن الأهداف المرسومة للبيشمركة انتهت».

وأكد ذلك أيضاً القائد في قوات البيشمركة اللواء عزيز ويس، قائلاً إن «كل المناطق التي كانت مرسومة كهدف لنا، انتهت».

ولدى سؤال ياور عن الهدف من هذا الساتر الترابي الذي أنشئ حديثاً، أشار إلى أنه «من المفترض أن يحمي القوات الكردية من هجمات بسيارات مفخخة وانتحارية قد يقوم بها تنظيم «داعش».

وغداة إعلان الرئاسات العراقية الثلاث (الجمهورية والحكومة والبرلمان) عن تأجيل الانتخابات المحلية المقررة العام المقبل لتجرى في نفس الوقت مع الانتخابات التشريعية في 2018، خرجت تظاهرات محدودة في ساحة التحرير وسط بغداد للمطالبة بإصلاحات وملاحقة المتورطين بقضايا فساد، فيما قطعت القوات الأمنية الطرق المؤدية إلى مكان التظاهرة.