أفادت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية السياسية المختصة بأن فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، حذرت إدارة الرئيس باراك أوباما من القيام بخطوات كبيرة فيما يخص السياسة الخارجية للبلاد قبل مغادرته البيت الأبيض في شهر يناير المقبل، وذلك ردا على تقارير عن مساعي أوباما لتحريك عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ويبدو أن الأوامر التي أصدرها أوباما باستهداف قادة جبهة "فتح الشام" (النصرة سابقا) في سورية، تندرج في سياق نية الإدارة المبادرة إلى خطوات خارجية لترتيب المسرح العالمي قبل مغادرتها، وتتحدث المصادر عن خطوات ممثالة سيلجأ إليها الرئيس الديمقراطي فيما يخص الوضع في العراق، حيث تراوح معركة الموصل مكانها.
في سياق متصل، أكدت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الأول، أن ليس هناك ما يمنع الولايات المتحدة من الانسحاب من الاتفاق الذي أبرم في 2015 مع إيران بشأن برنامجها النووي إذا ما اراد ترامب ذلك.وقال المتحدث باسم الوزارة، مارك تونر، إنه وإذ يحرص على عدم التكهن "بما ستفعله الإدارة المقبلة" برئاسة ترامب الذي سيتولى مهامه الرئاسية في 20 يناير، فإن أي طرف يمكنه الانسحاب من الاتفاق الذي أبرمته الدول العظمى وإيران العام الماضي لضمان عدم حيازة طهران السلاح الذري.ولكن تونر حذر من أنه في حال قرر ترامب الانسحاب من الاتفاق فإن هذه الخطوة ستكون لها "عواقب وخيمة على سلامة الاتفاق".وشدد المسؤول الأميركي على أن الاتفاق مع إيران ليس ملزما من الناحية القانونية، ولكن إدارة الرئيس باراك أوباما ترى أن من مصلحة الولايات المتحدة التمسك به.وردا على سؤال بشأن ما إذا كان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق يعني استئناف إيران العمل على إنتاج السلاح الذري قال تونر: "نعم، هذا هو واقع الحال".أما وزارة الدفاع (البنتاغون)، أمس الأول، فقالت إن تعزيز الوجود العسكري الأميركي في أوروبا مستمر بمعزل عما يعتزم الرئيس المنتخب فعله حين يتولى مهامه.وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، بيتر كوك "نحن ننفذ الخطط" المتعلقة بتعزيز الوجود الأميركي في أوروبا "بحسب ما وضعناها مع حلفائنا في حلف شمال الأطلسي، وذلك بتشاور وثيق معهم".وأضاف: "نترك للإدارة المقبلة مهمة تحديد سياستها" في هذا الشأن.وتسبب فوز ترامب المفاجئ في صدمة في أوروبا التي تخشى من أن ينفذ الرئيس المنتخب وعده بوضع "أميركا أولا"، ما يؤدي الى خفض العلاقات بين واشنطن وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. والتي طبعت النظام السياسي الغربي منذ الحرب العالمية الثانية.وبحسب "البنتاغون"، فإن الكتيبة القتالية التي قررت واشنطن إرسالها الى أوروبا لتعزيز الكتيبتين الأميركيين المنتشرتين هناك أصلا، ستبدأ انتشارها في القارة العجوز بتدريبات عسكرية تجريها في بولندا، تليها وحدات عسكرية أميركية ستنتشر في كل من بلغاريا ورومانيا ودول البلطيق.وشدد كوك على أن القائد الأعلى للقوات المسلحة الأميركية واحد، وهو الرئيس الممارس للسلطة، وطالما أن ترامب لم يتول مهامه بعد فإن أوباما لايزال هو القائد الأعلى للقوات المسلحة.وردا على سؤال عما إذا كان وزير الدفاع الحالي آشتون كارتر يمكن أن يظل في منصبه في العهد الجديد قال كوك إنه يرفض التعليق على حالات "افتراضية".وأضاف أن كارتر "يركز على مسؤولياته الراهنة، وهو يريد أن يخدم الرئيس (أوباما) حتى نهاية ولايته".
ميركل
الى ذلك، أجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتصالا هاتفيا بترامب أمس الأول. وقال نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية جيورج شترايتر في برلين إن ميركل قدمت التهنئة لترامب على فوزه في الانتخابات وأخبرته أنها تتطلع إلى الترحيب به في ألمانيا خلال قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في مدينة هامبورغ الألمانية مطلع يوليو 2017.وذكر شترايتر أن ميركل أكدت مجددا خلال المكالمة الهاتفية على القيم المشتركة التي تربط بشكل وثيق بين ألمانيا والولايات المتحدة، موضحة أنها تريد التعاون مع ترامب على هذا الأساس.وكانت ميركل ذكرت أنها تريد التعاون مع ترامب، بشرط استمرار مراعاة ألمانيا والولايات المتحدة لقيم مثل الديمقراطية والحرية والقانون واحترام الأقليات.وقال المتحدث إن ميركل ستجتمع مع أوباما في برلين يوم الخميس المقبل، حيث سيناقشان عدة قضايا بينها محادثات التجارة الحرة المعلقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين، أمس، إن ألمانيا تدعم الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا، لكن على ترامب ألا ينسى أمر أفعال روسيا في شبه جزيرة القرم ومدينة حلب السورية عندما يجلس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضافت الوزيرة أن حلف شمال الأطلسي "سيموت" إذا رفض أي من أعضائه الدفاع عن عضو آخر يتعرض لهجوم.هولاند
وفي باريس، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه سيجري محادثات هاتفية مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب "لتوضيح وطلب توضيح مواقف". وقال هولاند إنه في هذا الاتصال "سأقوم بتوضيح وأطلب توضيح مواقف، علينا أن نتحدث بصراحة". وكان هولاند وصف انتخاب الملياردير الشعبوي بأنه يدشن "فترة من الغموض".وأضاف أن "ترامب انتخب للتو، وواجبي هو العمل على أن تكون هناك علاقات، من الأفضل، لكن على أساس الصراحة والوضوح"، مشيرا الى ملفات مكافحة الإرهاب وأوكرانيا وسورية والعراق.وكان الرئيس الفرنسي اقترح على ترامب "التواصل من دون تأخير"، وخصوصا في شأن مكافحة الإرهاب، وذلك في رسالة هنأه فيها بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية.وقال إن "السلام ومكافحة الإرهاب والوضع في الشرق الأوسط على المحك، و(كذلك) العلاقات الاقتصادية وحماية كوكب الأرض. حول كل هذه الموضوعات، أود أن اتواصل معكم من دون تأخير، استنادا الى القيم والمصالح التي نتشاطرها"، داعيا ترامب الى "النظر للتحديات المشتركة التي تنتظرنا وإدراك القلق الناجم عن الفوضى في العالم". وخلص الرئيس الفرنسي إلى أنه "علينا أن نجد الأجوبة. ينبغي أن تتيح لنا تجاوز الخوف وايضا احترام مبادئ الديمقراطية والحريات واحترام كل فرد". وكان هولاند دان خلال الحملة الانتخابية "تجاوزات" المرشح الجمهوري.وأكد الرئيس الفرنسي، أمس، أن الولايات المتحدة وفرنسا تربطهما "صداقة طويلة"، وأشاد بدعم الشعب الأميركي بعد الاعتداءات التي طالت فرنسا في يناير 2015. ولم يشارك الرئيس أوباما في المسيرة التاريخية التي ضمت عشرات من رؤساء الدول والحكومة في باريس خلال يناير 2015، ولم يرسل أي ممثل اليها أيضاً.موسكو
وبعد موقف بارد من موسكو قالت فيه انها لا تتوقع أي شيء من ترامب، عاد "الكرملين"، أمس، ليؤكد أن السياسة الخارجية للرئيس الأميركي المنتخب تتشابه مع سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.كونواي... المرأة خلف انتصار دونالد
اضطلعت مديرة حملة دونالد ترامب كيليان كونواي التي انضمت متأخرة الى فريقه، بدور حاسم في انتخاب رجل الاعمال رئيسا للولايات المتحدة، عندما حاولت توجيه خطابه والدفاع بدون أي تردد عن تجاوزاته.وفي دليل على أهميتها بالنسبة للحملة، كانت اول شخص شكره ترامب علنا ليل الثلاثاء الأربعاء، بعد توجيه الشكر الى عائلته. ومكافأة لها، حصلت على عرض للانضمام إلى فريق البيت الأبيض، بحسب ما أعلنت أمس الأول عبر حسابها على تويتر.وكانت هذه المرأة الشقراء والأنيقة (49 عاما) تظهر في كل المقابلات التلفزيونية التي شاركت فيها بلا كلل أو ملل منذ تسلمت مهمتها في منتصف اغسطس.وباتت كونواي، الأم لأربعة أولاد، أول مديرة حملة انتخابية في تاريخ الولايات المتحدة يفوز مرشحها بالرئاسة.وبينما كان دونالد ترامب يزيد من عقد الاجتماعات، كانت هي وجه ترشيحه على شاشات التلفزيون. وحين دخل الرئيس المنتخب مع عائلته ومساعديه الى قاعة مانهاتن للاحتفال بعد اعلان فوزه، طبع قبلة على خد كونواي التي بادرت الى معانقته وهمست في اذنه بعض الكلمات.ثم ظهرت في الصور حيث كان ترامب يشير بيده اليها بفخر وامتنان فيما كانت تلوح للحشود.وقد اضطلعت كونواي بدور ايجابي لدى القاعدة النسائية الناخبة كونها امرأة، في ظل تراجع شعبية دونالد ترامب وسياق حملته.وكانت بدايات كونواي في المعترك السياسي حين عملت في فريق استطلاعات الرأي الذي شكله الرئيس الاسبق رونالد ريغان، وهي تعرف تماما خفايا الحزب الجمهوري.ودائما ما تطلب الشركات الكبيرة والمنظمات والجمعيات رأي كونواي الخبيرة المعروفة في استطلاعات الرأي المتمحورة حول النساء. وقد أسست في 1995 مكتبها "شركة الاقتراع".وبحذاقة، سعت الى توجيه الملياردير بدلا من إدارته، وحملته على التأقلم مع الافكار التي تطرحها عليه.ومن اجل تحقيق اهدافها، استعانت ايضا بأحد الاشخاص القلائل الذين لهم تأثير حقيقي على رجال الأعمال الصاخب: ابنته ايفانكا التي تعرفها وكانت تأمل ايضا في ان يعيد والدها تركيز افكاره.