قوات الأسد تستعيد جميع ما خسرته في حلب الغربية

• موسكو تشترط للهدنة وترفض البديل
• «كوزنيتسوف» قبالة سورية
• ديميستورا يبحث عن حل في طهران

نشر في 13-11-2016
آخر تحديث 13-11-2016 | 00:08
قوات الأسد تعيد تمركزها في قرية مينيان بحلب الغربية أمس (أ ف ب)
قوات الأسد تعيد تمركزها في قرية مينيان بحلب الغربية أمس (أ ف ب)
مع وصول حاملة الطائرات الروسية «أميرال كوزنيتسوف» إلى الساحل السوري، تمكنت قوات الرئيس بشار الأسد من استعادة جميع المناطق التي خسرتها في الهجوم المضاد لفصائل المعارضة على حلب الغربية.
وسط أنباء عن عملية إنزال جويّ لمظليين إيرانيين في بلدة الفوعة الموالية في إدلب، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس استرجاع قوات الرئيس السوري بشار الأسد مدعمة من "حزب الله" اللبناني والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغيرها، وبغطاء من القصف الجوي والصاروخي والمدفعي المكثف في جميع المناطق التي انتزعتها فصائل المعارضة في هجومها الأخير لكسر الحصار عن حلب الشرقية.

وأوضح المرصد أن القوات النظامية تمكنت من دخول منطقة ضاحية الأسد ومنطقة منيان على أطراف حلب الغربية، مبيناً أنه بذلك تكون "استعادت كل المناطق التي خسرتها" في هجوم فصائل المعارضة وبينها جبهة "فتح الشام".

وحاولت الفصائل تكراراً كسر الحصار المفروض منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وتمكنت من ذلك لفترة قصيرة في أغسطس، لكن تعذر إدخال المساعدات الى المنطقة منذ يوليو.

ووثق المرصد مقتل أكثر من 450 شخصاً من المقاتلين والمدنيين منذ إطلاق الفصائل معركتها الأخيرة لمحاولة كسر الحصار في 28 أكتوبر، هم 215 مقاتلاً معارضاً بعضهم نفذ هجمات انتحارية، و143 عنصراً من النظام ونحو 100 مدني أغلبهم في حلب الغربية التابعة للحكومة.

شروط الهدنة

إلى ذلك، اعتبرت روسيا أمس أن إخلاء الجرحى والمصابين والالتزام بتقديم المساعدات الإنسانية "شرط أساسي" لموافقتها على إعلان هدنة انسانية جديدة في حلب.

ودعا المتحدث باسم وزارة الدفاع ايغور كوناشينكوف البعثة الانسانية لمنظمة الأمم المتحدة إلى الالتزام بهذه الشروط، لافتا الى ان "تجربة الهدنة الإنسانية السابقة اظهرت ان تعهدات ممثلي الأمم المتحدة حول وجود اتفاق مع المسلحين لتسهيل المهام الإنسانية مجرد أقوال لا أساس لها".

وأضاف "ان اي محاولة من القوافل الإنسانية للاقتراب من الممرات الانسانية كانت تنتهي بتعرضها لإطلاق نار من قبل المسلحين، إضافة الى تلغيم الطرق والشوارع المخصصة لهذه القوافل".

وأكد كوناشينكوف أن وزارة الدفاع الروسية ستكون مستعدة للنظر في اعلان هدنة اضافية بمجرد الحصول على تأكيد رسمي من قبل البعثة الانسانية للامم المتحدة حول استعدادها لإيصال المساعدات الانسانية الى الأحياء الشرقية، واخلاء الجرحى والمصابين من هناك.

"كوزنيتسوف"

في هذه الأثناء، باتت حاملة الطائرات الروسية اميرال كوزنيتسوف قبالة الساحل السوري، وفق ما أعلن قائدها سيرغي ارتامونوف.

وقال ارتانوموف لقناة "روسيا الأولى" العامة ان "سفن مجموعة الطائرات الروسية وصلت الى المنطقة المحددة في شرق البحر المتوسط. انها تقوم بأداء مجمل مهامها في المياه الى الغرب من الساحل السوري".

وفي إدلب، ألقت طائرة شحنٍ حربية أمس الأول مظلاتٍ تحمل مظليين إيرانيين فوق بلدة الفوعة الموالية للنظام والمحاصرة من قبل المعارضة شمال مدينة إدلب، عقب تصعيدٍ عسكريٍّ من قبل الميليشيات الموالية هناك.

وأفاد مراسل "كلنا شركاء" بأن المظلّات من نوع جديد، ويرجّح أن الطائرة من نوع (سي-100) تابعة لسلاح الجو الإيراني، وذلك حسب مراصد عسكرية في المنطقة، بعد التجسس على مكالمات لاسلكية للطّيار مع الأرض. وتناقل ناشطون صورةً لطائرة الشحن الضخمة التي حلّقت في أجواء إدلب قبل أن تلقي مظلاتٍ فوق المنطقة الموالية.

ديميستورا وأنصاري

وفي طهران، التقى مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا أمس مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين جابري انصاري، وبحثا أحدث التطورات المتعلقة بالساحة السورية وسبل استئناف مفاوضات الحل السلمي.

وفي وقت سابق، اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أنه "بدون تعاون روسيا والولايات المتحدة في الخطوات المستقبلية من أجل التوصل إلى تسوية سياسية، فالحل سيكون صعبا"، مؤكداً "أهمية فصل المعارضة عن الإرهابيين"، ومشدداً على أن "روسيا تدعم السلطات السورية، حيث لا يوجد فيه بديل للرئيس الحالي بشار الأسد سوى جبهة النصرة وداعش".

وأكد بيسكوف أن "موسكو تأمل تحسين العلاقات بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية"، لافتاً إلى أنه "كان مؤيداً قوياً جداً لفكرة العلاقات الطيبة بين بلدينا".

درع الفرات

وعلى جبهة أخرى، أعلنت رئاسة الأركان التركية مقتل 18 عنصرا من "داعش" بقصف لمقاتلاتها على مناطق بالريف الشمالي لمحافظة حلب، مؤكدة أنها "دمّرت 73 هدفًا لداعش وهدفين اثنين للوحدات الكردية.

ولفتت رئاسة الأركان إلى أن "قوة المهام الخاصة التابعة للجيش الحر سيطرت إلى حد كبير، بإسناد بري وجوي تركي، على قريتي شادر، وتيللي، في محيط بلدة الراعي جوبان باي، وبدأت تفكيك القنابل والألغام، من أجل بسط سيطرتها الكاملة على القريتين"، موضحة أنه منذ بدء عملية درع الفرات (24 أغسطس الماضي)، استطاع استعادة 189 منطقة مأهولة بالسكان بمساحة ألف و530 كلم.

إنزالٌ جويٌّ على الفوعة بإدلب... وغارات تركية على «داعش» والوحدات الكردية
back to top