في تصريح سابق لها، قالت الفنانة نيللي كريم إنها تتمنى تقديم عمل استعراضي سواء سينمائياً أو درامياً، وإن هذا النمط من الأعمال محبب إلى نفسها، خصوصاً أنها راقصة باليه محترفة.

الأمنية نفسها عبّرت عنها الفنانة ندى موسى، مشيرة إلى رغبتها في تقديم عمل استعراضي أو ما يشبه الفوازير، رغم أنها لم تشارك في أعمال تصنّف في هذا الإطار سابقاً.

Ad

أما ياسمين صبري فأكدت أن حلماً يشغلها طوال الوقت،

وهو تقديم عمل استعراضي، وأنها تتمنى أن يتحقّق ذلك.

تشير هذه التصريحات إلى رغبة الفنانات في تقديم أعمال استعراضية رغم أن أياً منها لا يلوح في الأفق، وأن أياً منهن لم تخض هذه التجربة، ما يطرح تساؤلات عن أسباب توقف إنتاج مثل هذه الأعمال. «الجريدة» استطلعت الآراء فنانين ونقاد لمعرفة الأسباب...

ترى لقاء سويدان أن أهم خطوات عودة الاستعراض إلى الساحة الفنية يبدأ من الفنان صاحب المقدرة على تقديم الاستعراض غناءً تمثيلاً وأداءً، وأضافت أنها درست في «الكونسرفتوار» إلى جانب الغناء مادة التمثيل والاستعراض، كذلك درست في معهد الفنون المسرحية الغناء والتمثيل والاستعراض لمدة أربع سنوات.

وتضيف أن الموهبة والاستعداد البدني والحركي والرشاقة عوامل مكملة للدراسة ليصبح الفنان جاهزاً لتقديم عمل استعراضي حقيقي، موضحة أن من الضروري تخلّي المؤلفين عن الكتابة المخصصة لنجم بعينه والتوجه إلى نصوص تشكّل فكرتها البطل الفعلي وتعطي مساحات لأدوار جماعية يمكن من خلالها تقديم الاستعراضات، ودللت على ذلك بأن الفنانين كانوا سابقاً يتمنون العمل مع مخرجين أمثال حسن الإمام وحسين كمال، ومع كتّاب أمثال عبدالرحمن الشرقاوي أو عبدالحي أديب، ما يعني  أن النصوص هي البطل الحقيقي.

ورداً على أن الأعمال الاستعراضية ربما تخفق جماهيرياً، من ثم يتراجع المنتجون عن تقديمها، تقول سويدان إن المنتج والفنان مسؤولان عن تغيير الذوق العام أو تغييبه، فإذا أرادا سيقدمان للمتفرج فناً راقياً يتضمن الاستعراض والتمثيل الجيد والصورة المعبرة والنص المتميز، وإذا لم يفعلا سيكونان مشاركين في تغييب وعي الجمهور.

وتعرب سويدان عن أملها في عودة الفنانين والمنتجين إلى تقديم الأعمال ذات البطولة الجماعية، كذلك المشاريع الاستعراضية الراقية.

في سياق متصل، تعتبر غادة رجب العمل الفني الاستعراضي أرقى أنواع الفنون على الإطلاق، فهو يجمع كلاً من الموسيقى والغناء والاستعراض داخل قالب درامي متصل، ما يجعله من ضمن أبرز الأعمال التي تحظى بمراتب عالية في عالم الفنون.

وتقول غادة إنها تتمنى أن تقدم عملاً استعراضياً واحداً على الأقل، معتبرةً أن ذلك أكثر ما تتمنى الوصول إليه خلال عمرها الفني الممتد.

فن عالي التكلفة

تذكر الناقدة الفنية ماجدة موريس أن صعوبة الاستعراض عموماً تكمن في أنه عالي التكلفة مقارنةً بالفنون الأخرى، فضلاً عن أن إضافة عروض استعراضية إلى الأعمال الفنية المسرحية أو السينمائية تحتاج إلى إمكانات تكنولوجية وخبرات كبيرة غير متوافرة في مصر. كذلك يجب أن يبدأ الاستعراض اليوم من حيث انتهى الآخرون، فلا يمكن تجاهل الطفرة التي حدثت في العروض الاستعراضية في العالم وأبرزها في الأفلام الأجنبية التي تُعرض في مصر.

وتنبّه موريس إلى أن أهم عصر للأعمال المسرحية الاستعراضية قدمته فرقة «الفنانين المتحدين» منذ منتصف السبعينيات وحتى مطلع التسعينيات، وكان ثمة مردود فني وجماهيري بحضور السياحة الخليجية لمشاهدة الفنانين المصريين. أما الآن فلا تتوافر ظروف فنية أو إنتاجية أو أمنية ملائمة لتكرار مثل هذه التجارب. وتضيف أنه على المستوى السينمائي لم يتصدّ أحد لإنتاج أفلام ذات طبيعة استعراضية منذ تقديم المخرج شريف عرفة فيلم «سمع هس» من بطولة ممدوح عبدالعليم وليلى علوي.

وتشير موريس إلى أن ثمة أعمالاً فنية سواء مسرحيات أو أفلاماً موجودة لدى منتجين كثيرين، تحتاج إلى تمويل لترى النور، ولكن الظروف المالية لا تسمح بذلك، مشيرة إلى أن عدم تنفيذها هو السبب الرئيس في انصراف المؤلفين عن خوض تجربة الكتابة الاستعراضية لأن الكاتب لا يريد أن يضيع وقته في أعمال لن يراها، موضحةً أن الجمهور حاول خلال السنتين الماضيتين تصنيف مسلسلات على أنها أعمال استعراضية أو شبه استعراضية مثل «لهفة» لدنيا سمير غانم ومسلسلها «نيللي وشريهان» الذي شاركتها بطولته شقيقتها إيمي، ما أعاد إلى الأذهان فكرة إنتاج عمل فني استعراضي ربما يرى النور قريباً.