على الرغم من أن قطاعاً عريضاً من الفقراء في مصر، يعتمد على وجبة «الفول المدمس»، كطبق أساسي على موائدهم اليومية، فإن حالة الغلاء التي ضربت البلاد مؤخراً، خصوصا بعد قرار تعويم الجنيه، زادت الأسعار، الأمر الذي شمل «عربات الفول» المنتشرة في العديد من شوارع وميادين مصر، ما تسبب في إزعاج «الفقراء» وأصحاب عربات الفول، على حد سواء.

وقال صاحب عربة لبيع الفول في ميدان المطرية شرق القاهرة سيد محمد، «إنه اضطر إلى رفع سعر طبق الفول جنيهين إضافيين، ليصبح خمسة بدلاً من ثلاثة جنيهات»، مؤكداً أن «باعة آخرين يبيعونه حالياً بستة جنيهات، حسب المناطق وأعداد الزبائن».

Ad

وبرر بائع آخر في المنطقة ذاتها ارتفاع سعر البيع بأن أردب الفول المدمس البلدي تجاوز 1600 جنيه بزيادة قدرها 400 جنيه، بعد انخفاض قيمة الجنيه، وأن «كيس» الفول المستورد الذي يحتوي على 25 كيلوغراماً، وهو أقل جودة من نظيره المصري، وصل سعره إلى 190 جنيهاً بزيادة قدرها 50 جنيهاً، مرجحاً زيادة السعر مرة أخرى خلال الفترة المقبلة، ما ينعكس على سعر بيع طبق الفول في حالته النهائية.

ووصفت فتحية حسين، الموظفة التي تعمل في شركة للمستحضرات الطبية، نفسها بأنها زبونة دائمة على إحدى عربات الفول القريبة من عملها، قائلة: إن طلب الفول الذي يضم طبق فول وسلَطة أصبح يتخطى الآن عشرة جنيهات، ما يزيد على طاقتها.

من جانبه، قال رئيس شعبة الحبوب في الغرفة التجارية الباشا إدريس، إن استيراد مصر من الفول المدمس تجاوز 78% من احتياجات السوق المصري، موضحاً أن مصر تستورد احتياجها من الفول المدمس من دول كندا وإنكلترا وفرنسا والصين وأستراليا.

يشار إلى أن «عربة الفول»، تعتبر واحدة من أرخص المطاعم التي توفر طعام الفقراء في مصر، وهي معروفة في شوارع «أم الدنيا»، منذ أكثر من 150 عاماً، وباتت ملمحاً مصرياً أصيلاً.