ترامب «الجديد» سيحافظ على تشدده اليميني

المدن الكبرى تواصل التظاهر... والتيار الشعبوي اليساري لقيادة «الديمقراطي»

نشر في 13-11-2016
آخر تحديث 13-11-2016 | 00:09
شرطة لوس أنجلس تحتجز عدداً كبيراً من المتظاهرين بعد مسيرة مناهضة لترامب أمس (رويترز)
شرطة لوس أنجلس تحتجز عدداً كبيراً من المتظاهرين بعد مسيرة مناهضة لترامب أمس (رويترز)
مع إعلان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تكليف نائبه مايك بنس قيادة اللجنة التي ستشرف على العملية الانتقالية لتسلم السلطة من إدارة الرئيس باراك أوباما، تكون الولايات المتحدة دخلت عملياً حقبة ترامب.

وخلافاً للتوقعات جاء إقصاء حاكم ولاية نيوجيرسي، كريس كريستي، عن تولي هذه المهمة، ليكشف جانباً جديداً في شخصية ترامب لم يكن معهوداً.

ووضع إصدار محكمة فدرالية أحكاماً بحق مساعدين لكريستي، تورطوا في التسبب بزحمة سير خانقة على جسرين رئيسيين، بسبب امتناع عمدة المدينة عن دعم التجديد له كحاكم للولاية، كريستي في موقف صعب، حيث يحتمل أن يُدان أيضاً، ما أجبر ترامب على استبعاده رغم تشدقه سابقاً بأنه لا يخضع للابتزاز، ولا يترك مساعديه ولا يخذلهم.

اقرأ أيضا

لكن الساعات الماضية حملت أيضاً أكثر من تغيير في لغة ترامب، ما أفسح المجال أمام تكهنات بأن الرجل قد يكون في طور إعادة عقلنة خطابه السياسي عما كان خلال الحملة الانتخابية، إذ أعلن في أول مقابلة صحافية أنه لن يلغي قانون التأمين الصحي، المعروف بـ«أوباما كير»، بل سيجري تعديلات عليه والاحتفاظ بأجزاء منه.

وفيما تولى مدير موقعه الإلكتروني «توضيح» الخطأ التقني الذي أدى إلى رفع الفقرة المتعلقة ببرنامجه لحظر دخول المسلمين الولايات المتحدة، قالت مصادر أخرى إن رفع الفقرة وإعادتها كان مقصوداً، في مؤشر على أن الاقتراح لن يطبق كما ورد، لاسيما أن نصائح كثيرة انهالت عليه تدعوه إلى صرف النظر عن جزء كبير منه.

غير أن حجم التظاهرات التي خرجت في العديد من المدن الأميركية الكبرى، مثل ميامي ولوس أنجلس ونيويورك، واستمرارها منذ انتخاب ترامب، أثارت الكثير من التساؤلات عن معانيها، خصوصاً أن الولايات المتحدة لم تعهد في تاريخها الحديث هذا النوع من التظاهرات المعترضة على انتخاب رئيس.

وتقول أوساط جمهورية وأخرى ديمقراطية إن رد فعل ترامب الأولي على تلك التظاهرات بدا خارج السياق، حين اتهم الإعلام بتنظيمها. غير أن استدراكه في اليوم التالي أظهره أكثر قرباً من موقعه كرئيس، دون أن يلغي ذلك أهمية أن تلك التظاهرات إنما تعبر عن مخاوف جدية لدى شريحة كبيرة من الأميركيين.

وفي اعتقاد مراقبين أن تلك التظاهرات ليست بعيدة عن التيار الشعبوي اليساري، الذي يمثله المرشح الديمقراطي اليساري السابق بيرني ساندرز، في ظل تكهنات بأن يتقدم هذا التيار لاحتلال موقع قيادي داخل الحزب الديمقراطي بعد هزيمة التيار الوسطي الذي كانت تمثله وزيرة الخارجية السابقة ومرشحته هيلاري كلينتون، وتسمية النائب كيث أليسون، وهو مسلم وإفريقي أميركي، لقيادة اللجنة الوطنية للحزب.

ولم يؤكد ساندرز نفسه أو ينفي صلته بتلك التظاهرات، لكنه حذر ترامب من الإمعان في تطبيق تهديداته وبرامجه المثيرة للجدل، وقال إن تلك التظاهرات قد تكون مفيدة لتكوين رأي عام وحركة شعبية يمكنها أن تحتل الشارع للاعتراض على السياسات التي يمكن أن تكون سبباً لانقسام الأميركيين.

لكن في المقابل ذكر أن قواسم مشتركة عدة يمكن أن تجمعه بالرئيس المنتخب، خصوصاً فيما يتعلق بإعادة الوظائف إلى الأميركيين، وإجبار الشركات على العودة إلى أميركا، وإلغاء الاتفاقات التجارية الطاردة للوظائف، سواء مع كندا والمكسيك أو مع دول المحيط الباسيفيكي، وإعادة تشغيل المصانع والمناجم المتوقفة عن العمل، وإعادة إطلاق إنتاج النفط والغاز والفحم الحجري.

وتشير حقبة ترامب، التي بدأت ترتسم ملامحها في المقابل، إلى أنه سيحافظ على خط التشدد الذي رفعه خلال حملته الانتخابية، بعد ظهور الكثير من التأكيدات بأن كبير موظفي البيت الأبيض المقبل سيكون مدير حملته ستيف بانون اليميني الأكثر تشدداً، والأقرب إلى النازيين الجدد.

back to top