رغم الاحتجاجات.. ترامب يبدأ العمل لتشكيل إدارته الجديدة

نشر في 13-11-2016 | 12:03
آخر تحديث 13-11-2016 | 12:03
محتجون أمام برج ترامب
محتجون أمام برج ترامب
اجتمع الرئيس المنتخب دونالد ترامب ومساعدوه في البرج الذي يحمل اسمه في مانهاتن بنيويورك السبت للاعداد لخطواتهم المقبلة بينما حاصر آلاف المتظاهرين مقر اقامته وقاموا بتظاهرات في عدد من المدن الأميركية لليوم الرابع على التوالي.

ويبدو أن ترامب حقق بعض التقدم في تشكيل إدارته الجديدة اذ صرحت رئيسة حملته كيليان كونواي للصحافيين أنه «على وشك» تعيين كبير موظفي البيت الأبيض، وأشارت إلى أن رئيس اللجنة الجمهورية الوطنية رينس بريبوس هو أحد المرشحين العديدين لهذا المنصب.

وسعى ترامب إلى تبني لهجة تصالحية منذ فوزه في الانتخابات، وقد صرّح الجمعة أنه لم يعد ينوي الغاء برنامج التأمين الصحي «اوباماكير».

وكتب في تغريدة السبت «هذا يثبت أنه سيكون وقتاً عظيماً لأميركا، سنتحد وسننتصر سننتصر سنتتصر».

من جهتها، أعلنت هيلاري كلينتون التي هزمت في الانتخابات الرئاسية أمام ترامب، أن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) وجه ضربة لفرص فوزها عندما أعلن العثور على رسائل الكترونية جديدة لها، حسب ما نقلت وسائل إعلام أميركية عدة.

وقالت كلينتون في مداخلة هاتفية مع أعضاء لجنة الشؤون المالية لحملتها الانتخابية، حسب ما نقل أحد أعضاء هذه اللجنة على موقع كوارتز للأخبار «هناك أسباب عدة تفسر عدم نجاح حملة من هذا النوع»، وأضافت «ان تحليلنا يقول أن الشكوك التي وردت في رسالة جيم كومي (مدير اف بي اي) كانت كاذبة، إلا أنها كبحت زخم حملتنا».

وفي الوقت نفسه، سار أكثر من 3500 شخص في تظاهرة إلى برج ترامب وهم يهتفون «ترامب ليس رئيسي» و«نيويورك تكرهك».

وفي لوس انجليس تظاهر حوالي عشرة آلاف شخص ساروا باتجاه مبنى فدرالي في وسط المدينة بعد ليلة احتجاجات أفضت إلى توقيف حوالي مئة شخص.

وتظاهر آلاف سلمياً في مدينة شيكاغو.

حضور بريطاني

شكّل برج ترامب مركز نشاطات كبيرة إذ أن فريق الرئيس المنتخب عقد اجتماعاً فيه لتشكيل الإدارة الجديدة ويعمل لتعيينات تشمل مئات الوظائف الحكومية.

وقالت كونواي أن ترامب «استقبل عدداً كبيراً من الزوار»، وأضافت أن «فريقه كان معه بلا انقطاع، انها فترة بالغة الأهمية».

وبين الذين حضروا إلى البرج، كان نايجل فاراج الذي خاض حملة من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أول شخصية سياسية بريطانية تقابل دونالد ترامب بعد انتخابه رئيساً.

وقال حزب الاستقلال البريطاني (يوكيب) ليل السبت الأحد أن اللقاء بين ترامب وفاراج استمر أكثر من ساعة، وأكد فاراج أنه قام بهذه الزيارة «كسائح» فقط لكن كونواي أكدت أن الاجتماع كان «مثمراً جداً».

وأضافت «اعتقد أنهما استمتعا باللقاء الذي شكل فرصة كبيرة للحديث عن الحرية والفوز وما يعنيه كل ذلك للعالم».

ومن الذين حضروا أيضاً مخرج الأفلام الوثائقية الأميركي مايكل مور الذي منع رجال الأمن التابعون للجهاز السري لقاءه مع ترامب.

وقالت ماريون ماريشال لوبن النجمة الصاعدة في حزب الجبهة الوطنية الفرنسي ابنة شقيقة زعيمة الحزب اليميني المتطرف مارين لوبن، السبت انها تحدثت مع فريق ترامب حول امكانية العمل معاً.

وأدى فوز ترامب إلى حالة استنفار في عدد من عواصم العالم لكنه لقي ترحيباً من قبل الحركات اليمينية المتطرفة الصاعدة في أوروبا.

متابعة عالمية

ويتابع العالم بدقة كل تحرك لترامب لمعرفة كيف سيحكم هذا الرجل الجديد في عالم السياسة.

وتبدل موقفه من نظام التأمين الصحي الذي اقترحه باراك اوباما، وقد حصل ذلك بعد زيارته للبيت الأبيض ولقائه الرئيس الحالي خلال الأسبوع الجاري.

وفي مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جرنال» هي الأولى منذ فوزه في الانتخابات، قال ترامب أنه يمكن أن يبقي على منع شركات التأمين من انكار حق أي مريض في الحصول على علاج بسبب اصابة صحية سابقة للتغطية.

وقال أيضاً أنه يريد أن يؤمن استمرار تغطية الشباب مع آبائهم حتى سن السادسة والعشرين، وقال رجل الأعمال البالغ من العمر 70 عاماً «أحب هؤلاء كثيراً».

ورداً على سؤال عمّا إذا كان سيعين مدعياً للتحقيق في استخدام منافسته كلينتون لبريد الكتروني خاص عندما كانت وزيرة للخارجية، قال «انه أمر لن أفكر به كثيراً لأنني أريد حل مشاكل الصحة والوظائف ومراقبة الحدود واصلاح الضرائب».

من جهة أخرى، قالت هوب هيكس المتحدثة باسم ترامب أن الأخير سيبقى خلال عطلة نهاية الأسبوع في البرج الذي يملكه ويحمل اسمه في نيويورك، والذي توجد فيه مكاتبه إضافة إلى مقر اقامته.

وفي السياسة الخارجية، دعا اوباما قبل آخر رحلة أوروبية له الولايات المتحدة إلى مقاومة الانعزال والعمل مع حلفائها على الدفاع عن قيمهم المشتركة.

وقال اوباما لصحيفة كاثيميريني اليونانية «أفضل فرصة لدينا للتقدم هي أن نقاوم اغراء الانغلاق على أنفسنا وأن نقوم على العكس من ذلك بإحياء قيمنا المشتركة، وأن نعمل معاً لضمان أن مؤسساتنا السياسية والاقتصادية توفر الأمن والرخاء اللذين يستحقهما الجميع».

ووجه اوباما الذي يبدأ الثلاثاء جولة ستقوده إلى اليونان والمانيا قبل رحلة إلى البيرو، رسائل إلى ترامب، وقال أن «التكامل الأوروبي هو أحد أعظم الانجازات السياسية والاقتصادية في العصر الحديث، والتي يستفيد منها كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والعالم أجمع».

وأضاف أن «أوروبا أكبر شريك اقتصادي لنا»، مشيراً إلى أن المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة مرتبطة بـ«أوروبا مستقرة» ومزدهرة.

وفي الاطار نفسه، حذّر الأمين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ في مقال في صحيفة «ذي اوبزرفر» من أن «التحرك بشكل منفرد ليس خياراً» بعد انتخاب ترامب.

وكتب ستولتنبرغ «نحن نواجه أكبر التحديات الأمنية منذ جيل»، مؤكداً أن «هذا ليس هو الوقت للتشكيك في الشراكة بين أوروبا والولايات المتحدة».

back to top