ما الأمور التي كان قسم السينما في تلفزيون الكويت يتولاها سابقاً؟

Ad

كان منوطاً بالإنتاج السينمائي في الكويت، واحتوى على معمل تحميض للأفلام من نوعي 16 مم و35 مم، إلى جانب معدات تصوير وكاميرات 16 و35 مم. أثناء الغزو الغاشم سّرقت هذه المعدات كلها، وبعد التحرير اختلّ هذا القسم ووزّع موظفوه على أقسام أخرى. من ثم كانت الخسارة الكبيرة للسينما الكويتية بعد الاستغناء عن هذه القاعدة السينمائية بسهولة!

للكويت تاريخ سينمائي منذ ستينيات القرن الماضي، وأُنتجت أفلام لافتة أبرزها «بس يا بحر» و{العاصفة»، ولا ننسى أهمية المخرجين محمد ناصر السنعوسي وخالد الصديق وغيرهما في تطوير هذه الصناعة. اليوم نرى لدى الدول الخليجية، كالإمارات وقطر، مهرجانات سينمائية دولية، فيما أخفقنا نحن رغم ما يتوافر لدينا من إمكانات في إقامة مهرجان واحد. إنه أمر يحزّ في النفس.

لكن السينما تحولّت إلى المجلس الوطني!

تخلّت وزارة الإعلام تماماً عن السينما الكويتية، لذا حوِّلت الأخيرة إلى المجلس الوطني الذي جعل منها قسماً لديه كواجهة فحسب من دون ميزانية. ولكن في الواقع، لا نستطيع أن ننتج أفلاماً من دون تمويل، خصوصاً أن السينما في الكويت ليست صناعة كما هي عليه في الولايات المتحدة الأميركية والهند.

كيف نهمل السينما وهي أحد الروافد الثقافية المهمة! يجمع هذا الفن بين الأدب والفكر والتشكيل والتصوير ورؤية المخرج لتحويل السيناريو إلى صورة. هي ثقافة الصورة أو لغتها. كذلك ثمة أمور أخرى تندرج تحت مسمى التقنيات، كالمعدات الكهربائية والإضاءة وفن الإضاءة و»الغرافيكس» والمؤثرات الخاصة، سواء سمعية أو بصرية.

هل السينمائيون بحاجة إلى الدعم؟

تحتاج السينما إلى الدعم لأن الفرد ليس بمقدوره أن ينتج أفلاماً، وما يُنتج راهناً من أفلام قصيرة ما هو إلا مجهود شخصي لأفراد سواء الشباب أو نحن القدامى، وهو لن يستمر طويلاً. أسقط على هذا الواقع مثل الفنان التشكيلي في فيلمي «الفن خلف الأبواب المغلقة» الذي ينتج عشرات أو مئات اللوحات ولكنها لا تحظى بإقبال من الأشخاص أو الحكومة، لذا نجد أنه يتوقّف ذات يوم عن إبداعه. في المقابل، نجد تجارة للفن التشكيلي كما في إمارة دبي. الأمر عينه بالنسبة إلى السينما.

ما الحل في رأيك؟

تعاني السينما في الكويت الكثير، وأعتقد أن على وزارة الإعلام أو تلفزيون الكويت تحمّل وزر هذه الصناعة ومسؤوليتها مجدداً.

هل الإنتاج مكلف راهناً؟

ليس مكلفاً طبعاً، لا سيما مع التطوّر التكنولوجي الذي نشهده. مثلاً، كاميرا التصوير السينمائي 35 مم وكان ثمنها 50 ألف دينار سابقاً، كانت تستخدم فيلم «السليلويد» الذي يحتاج إلى تحميض. أما اليوم فالكاميرا الرقمية الحديثة أكثر دقة وجودة منها وثمنها ثلاثة آلاف دينار فقط. حتى أنها تُستعمل في الوقت نفسه للمونتاج وتصحيح الألوان. ولكن يبقى الفيلم التاريخي مكلفاً بسبب العدد الكبير من الممثلين والمواقع والديكورات و{الراكورات» التي يحتاج إليها، فضلاً عن المتطلبات الإنتاجية. أما إذا قدّم بقصة محبوكة، من دون التكلفة الإنتاجية، فسيُنتج بمبالغ معقولة جداً.

ماذا ينقصنا لنصنع فيلماً يحقق الإيرادات؟

لا يمكننا أن نتحدى الولايات المتحدة الأميركية التي تضع 30 في المئة من موازنتها للتسويق، ولديها مؤسسات تجارية كبيرة في هذا المجال. لكن بمقدورنا تحقيق الإيرادات من خلال فيلم فكرته لافتة ومهمة وقصته مكتوبة بطريقة جيدة ويتناول قضايا مجتمعنا الكويتي والعربي، إضافة إلى ضرورة دعم الدولة.

هل تحظى السينما في الدول الأوروبية بدعم الحكومة؟

أجل، ثمة دول كبيرة تقدّم للسينما دعماً حكومياً، من بينها فرنسا وإنكلترا، حتى بنغلاديش. أما الولايات المتحدة الأميركية والهند فلديهما صناعة سينمائية قائمة بحد ذاتها ويعتمد اقتصادهما عليها، وثمة مصارف لدعم وتمويل مئات الآلاف من العاملين في هذا المجال.

ماذا ينقصنا غير الدعم؟

المعدات المتوافرة اليوم أرخص سعراً من المعدات التي استعملناها سابقاً، هكذا يتبقى دور الفكر، أي السيناريو. يقول ألفريد هيتشكوك: «إذا كنت لا تملك فكرة وسيناريو محبوكاً، فليس لديك فيلم». نحن نحتاج إلى مؤلفين يكتبون للصورة، أي كتّاب سيناريو.

هل أنتم بحاجة إلى مظلة سينمائية؟

الشباب بحاجة إلى مظلة تحتضنهم. أما القضية السينمائية فيعوزها نظام وبنية تحتية من كتاب ومخرجين ومصورين ومساعدين، أي فريق متخصص يعرف كل فرد فيه عمله تماماً، كطريقة عمل المخرج والمنتج ستيفن سبيلبرغ. أما عندنا، فيصوّر أحد المصوّرين مقابلة ويضع اسمه على أنه مدير تصوير، علماً أن الأخير في الحقيقة لا يمسك الكاميرا بتاتاً بل هو من يحوّل رؤية المخرج إلى صورة عن طريق فريق متكامل من فنيين وتقنيين ومصمم المناظر... لذا ثمة مفاهيم يجب إيضاحها للشباب المتحمسين للسينما.     

هل تفضّل إنشاء معهد للسينما؟

نعم أؤيد ذلك بشدة. يخرّج المعهد العالي للفنون المسرحية لدينا مخرجين يسمون أنفسهم سينمائيين أو تلفزيونيين. في الحقيقة، التعرّف إلى أدب المسرح أمر جيد للمخرج السينمائي، ولكن من الناحية التقنية لا بد من أن يتمتّع بخبرة في التعامل مع الكاميرا والإضاءة.

من يصنف العامل في المجال السينمائي في الكويت؟

لا تتوافر في الكويت جهة تصنّف العاملين في السينما بين مخرج أو مصور أو غيرهما، لذا يجب أن تحكم هذه العملية أكاديمية متخصصة أو جهة تعنى بالشأن السينمائي لتكون المحصلة النهائية لما ننتجه «سينما»، من ثم قطع الطريق أمام الطارئين على مجالنا، لا سيما أن ثمة من يصور فيديو، أو سهرة تلفزيونية، ويسمي مشروعه هذا «سينما».

كيف ترى الدراما التلفزيونية؟

رغم الموازنات الكبيرة للدراما التلفزيونية فإن النتائج ليست متواضعة جداً فحسب بل سيئة. نشاهد 30 حلقة من مط وتطويل لفكرة سطحية وبسيطة. لو أن الحكومات تصرف على الأفلام، ستتلقى مردوداً إعلامياً كبيراً، لأن غالبية المهرجانات الدولية سينمائية، أبرزها: كان، برلين، أوسكار، موسكو، تورنتو، وغيرها. أما المهرجانات التلفزيونية فقليلة. لا أدري لماذا هذا الإهمال؟ فهل المسؤولون لا يدركون أهمية السينما ودورها الإعلامي؟

الفن التشكيلي والفوتوغرافي

أكد المخرج حبيب حسين أهمية الاهتمام بالتصوير الفوتوغرافي لدى المخرج، فإذا كان الفيلم من 24 "فريم" ويتكون من صور، فلابد أن يكون المخرج على دراية بكيفية تكوينها من نواحي الزاوية والإضاءة واللون وتأثيره، موضحا أن ثمة كتابا بعنوان "لقطة بلقطة" يعلم المخرج أهمية زوايا الكاميرا، لأن لكل زاوية معنى، والسينما لغة الصورة.

وأشار إلى أن هناك لقطة في فيلم "لورانس العرب"، الذي صور بمعدات في فترة الستينيات، تعتبر بدائية الآن، رائعة جدا، وتشمل الصحراء ومساحتها الواسعة، وهدفها نقل رسالة، ألا وهي كيف كانت القبائل تعيش في تلك الصحراء، لذا فإن الثقافة السينمائية مهمة.

وتابع أنه دخل مجال التصوير منذ أكثر من 35 سنة في التصوير، من أيام فيلم "نيغاتيف" وصولاً إلى الصورة الرقمية، ومع تطوره من ناحية الإلمام بالتكنولوجيا والتقنيات المتعلقة بالصورة و"الفوتوشوب"، فقد أراد أن يرى الناس هذه الصور من السبعينيات إلى الوقت الحاضر، وقام بطباعتها بنفسه، ليحافظ على الألوان التي يريدها، مشيراً إلى أن بعضها يجمع ما بين الصورة واللوحة المرسومة، لأنه يتذوق الفن التشكيلي.

وتباع الحديث حول معرضه الذي افتتح في متحف الفن الحديث، حيث عرضت مئة صورة مع شاشة كبيرة رافقتها الموسيقى الحية من عزف على البيانو والعود، وكانت الأمسية برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب واهتمام ودعم أمينها العام م. علي اليوحة.

ولفت حسين إلى عزمه على إقامة معرض آخر، لكن بشكل مختلف، لأنه يعشق الصورة باللونين الأبيض والأسود، وبظلالها وتدرجاتها في الرمادي والأبيض والأسود.

وعزا اهتمامه بالفن التشكيلي في فيلم "الفن خلف الأبواب المغلقة" إلى أن "الإنسان يتذوق الجمال بروحية عالية وثقافة راقية، لذا نجد أن من يقدر الجمال لن يرمي السجائر في الشارع مثلاً، والفن التشكيلي يشكل جزءا من حياتنا، في الملابس والمعمار والديكورات الداخلية".

وأضاف: "حياتنا كلها فن، في الستينيات والسبعينيات وبداية الثمانينيات ازدهر الفن التشكيلي، وكانت المدارس توليه الاهتمام وتقيم له المعارض، حتى ان التلفزيون عرض برنامجا بعنوان (الفنان الصغير) للفنان التشكيلي محمد الفارسي، وكان الشيخ الراحل عبدالله الجابر أحد الداعمين البارزين والمهتمين بالفن التشكيلي".

وزاد: "يركز الفيلم على سؤالين هما: أين كنا؟ وإلى أين وصلنا؟، ونحن ندعو من خلاله إلى حل المشكلة لرفع الذائقة الفنية للفرد وبالتالي المجتمع".



جوائز

- جائزة الأفلام العلمية عن «الطاقة» في مهرجان الخليج التلفزيوني 1982.

- النخلة الذهبية عن برنامج «نص ساعة وبس»، الملتقى الخليجي – البحرين 1994.

- أحسن سيناريو عن فيلم «العمارة في الكويت»، مهرجان القاهرة التلفزيوني 1995.

- الجائزة التقديرية عن «نص ساعة وبس»، مهرجان القاهرة التلفزيوني 1996.

- ذهبية الأفلام الوثائقية الطويلة عن «الملاذ الأخير»، مهرجان النيل الدولي 2007.

- الذهبية عن «قصيد سيمفوني»، مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون 2009.

- جائزة الدولة التشجيعية في الإخراج السينمائي عن «قصيد سيمفوني» 2009.

- الذهبية عن «الملاذ الآمن»، مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون 2010.

- الجائزة الأولى للتصوير الفوتوغرافي، مسابقة «عرب تايمز» 1982.