هل يغير الزيت الصخري معادلة التخمة النفطية؟
الشركات القادرة على الصمود أصبحت الآن أكثر قوة ما يمنحها دوراً مؤثراً
يتوقع بنك غولدمان ساكس، أن تستقر أسعار النفط التي تلامس الخمسين دولاراً للبرميل في الوقت الراهن عند مستوياتها الحالية خلال سنة 2017.
يتواصل الدور المحوري والأهمية المتزايدة للزيت الصخري الأميركي في التأثير على معادلة التخمة النفطية في الأسواق العالمية.ويقول تقرير صدر أخيراً عن موقع أويل برايس النفطي Oil Price، إن شراكات تجري في الوقت الراهن في هذه الصناعة، تهدف إلى تحسين المبيعات وتشاطر التقنية في هذا الميدان.ومن بين الشركات، التي نشطت في هذه العمليات "جنرال إلكتريك" التي وسعت عملياتها في السنوات القليلة الماضية، من خلال صفقات استحواذ بلغت أكثر من
10 مليارات دولار.ومن جهة أخرى، يضيف التقرير، أن أكثر من 100 شركة أميركية تعمل في خدمات حقول النفط تعرضت للإفلاس العام الماضين وفي العام الحالي نتيجة هبوط أسعار الطاقة، كما اضطر عملاء الاستكشافات النفطية إلى خفض كمية غير مسبوقة في الإنفاق خلال العامين الماضيين بغية مواجهة أسوأ أزمة تتعرض لها صناعة النفط منذ عقود طويلة.
زيادة ضخ النفط
في غضون ذلك، قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة ضخ النفط من كبار الدول المنتجة مثل المملكة العربية السعودية، قد يحول دون حدوث ارتفاع في أسعار الخام، كما أن الدول الناشئة الكبرى كالصين والبرازيل والهند وروسيا، التي تمثل حوالي ربع الطلب على النفط العالمي لم تعد في وضع ازدهار اقتصادي يتطلب استيراد كميات ضخمة من النفط، إضافة إلى حرص السعودية على إبقاء الأسعار متدنية من أجل إخراج شركات الزيت الصخري في الولايات المتحدة من أسواق الطاقة.ويتوقع بنك غولدمان ساكس، أن تستقر أسعار النفط التي تلامس الخمسين دولاراً للبرميل في الوقت الراهن عند مستوياتها الحالية خلال سنة 2017. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة أيضاً بقاء سعر النفط في حدود 52 دولاراً بشكل متوسط في العام المقبل. وعلى الرغم من ذلك يتوقع خبراء الطاقة وصول الأسعار إلى 60 دولاراً في الربع المقبل، وإلى منتصف الـ70 دولاراً بحلول عام 2018، وأن تظل أعلى لفترة أطول. ويقول دوايت أندرسون وهو مؤسس صندوق التحوط الذي يركز على الطاقة أوسبراي مانجمنت، إن ما يغيب عن ذهن البعض من المراقبين هو أن الأسواق الكبرى مثل المكسيك والصين ونيجيريا وفنزويلا أصبحت في وضع هبوط هيكلي.وتجدر الإشارة الى أن مجلة "إيكونوميست" البريطانية سبق أن توقعت سنة 1999 هبوط سعر برميل النفط إلى 5 دولارات لنشهد بعد ذلك ارتفاعاً يناقض ذلك التوقع بشدة.صناديق التحوط
وفي سنة 2014 ومع تجاوز سعر برميل النفط المئة دولار حذر زاك شريبر، وهو أحد كبار مستثمري صناديق التحوط، من تخمة المعروض التي ستفضي إلى هبوط في سعر النفط، وتحقق ذلك فعلاً بعد عدة أشهر فقط. وفي عالم السلع تعرض دوايت أندرسون لأسوأ تجربة منذ بداية أنشطته في عام 1994.وبحلول سنة 2007 كان لديه تحت إدارته 9 مليارات دولار ومع سعي بنوك الاستثمار إلى الحصول على حصص في صناديق التحوط السريعة النمو كان من بين مساهميه مصرفا "ليمان براذرز" و"كريدي سويس"، لكن الأزمة المالية العالمية كبدته خسائر فادحة. ومع الهبوط الحاد في أسعار النفط، وبقدر يفوق ما كان يتوقع اضطر إلى التوقف عن العمل.وكان هبوط السعر إلى أقل من 20 دولاراً للبرميل من أكثر من 100 دولار إلى حوالي 20 دولاراً مفاجئاً وحاداً بصورة غير اعتيادية، ونتيجة لذلك فإن شركات النفط العالمية العملاقة، التي كانت تخطط لتنفيذ مشاريع جديدة ضخمة ومكلفة عندما كانت الأسعار عالية ومجزية قررت التريث في هذه الجهود في السنوات التالية.يذكر أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة بدأ بالانخفاض منذ شهر أبريل سنة 2015، ومن المتوقع أن يستمر في الانخفاض في هذه السنة أيضاً.ويتوقع سكوت شيفيلد، وهو الرئيس التنفيذي لشركة بايونير للموارد الطبيعية، التي تعتبر واحدة من شركات الحفر الأكثر نشاطاً في مجال الزيت الصخري، سعراً يصل إلى 60 دولاراً للبرميل في الأجل الطويل. واللافت أن شركات الزيت الصخري الأميركية تمكنت في سنة 2014 من التكيف والاستمرار في الإنتاج. وقد تشهد هذه الصناعة المزيد من الاخفاقات بين الحين والآخر، لكن الشركات القادرة على الصمود أصبحت الآن أكثر قوة، وهو ما يمنحها دوراً مؤثراً في معادلة التخمة النفطية.