... وأخيراً اكتشاف قاتل عرفات
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وأغلب الظن، وهذا أحد الاستنتاجات المتداولة الآن في رام الله، بل في الضفة الغربية كلها، وأيضاً في المناطق المحتلة منذ عام 1948، أنَّ وراء هذا الـ "سيناريو" الإجرامي شخصاً نافذاً ومتنفذاً، ولديه القدرة على إيصال ما يريد إيصاله إلى "أبو عمار"، أكان طبيباً أم مراجعاً عادياً، ولديه أيضاً القدرة على التخلص من هذا الشخص حتى لا تدور الدوائر ويتم اكتشافه وتصل التهمة التي حاول تفاديها إليه ترافقها إثباتات مؤكدة، على اعتبار أن الجهات الفلسطينية المعنية بمواصلة التحقيق لديها حقائق إدانة متعددة وكثيرة.ثم إن المتداول على وجه التأكيد في الدوائر الفلسطينية المعنية هو أنّ شارون يقف وراء هذه الجريمة، وبالتالي فإنه لا بد أن تكون جهات أمنية إسرائيلية هي التي أدارت هذه العملية، وأنها هي التي تابعت كل التفاصيل مع هذا المتنفذ الفلسطيني المشار إليه وتزويده بمادة الـ "بولونيوم" القاتلة التي من غير الممكن أن تحصل عليها إلا "الدول"، بعض الدول لا كلها. والمعروف أن بولندا هي أول من أنتج هذه المادة القاتلة، مع التأكيد على أن المعنيين الفلسطينيين يستبعدون، بل هم ينفون نفياً قاطعاً، أن تكون هذه الدولة الصديقة متورطة في هذه العملية الإجرامية، من قريب أو من بعيد.وهكذا، وفي النهاية، فإنه لا بد من القول: "وعند جهينة الخبر اليقين"... وبانتظار ما سيقوله الرئيس محمود عباس (أبو مازن) في مؤتمر حركة "فتح" الذي أصبح على الأبواب، فإنه لا بد من الإشارة إلى أن "أبو عمار" كان تعرَّض لمحاولات اغتيال كثيرة، من بينها تمكُّن المخابرات الإسرائيلية من الوصول إلى "طباخه" عبر ضابط "مخترق" من المكتب الثاني اللبناني، المخابرات اللبنانية، لكن هذا الطباخ أصيب بالانهيار في اللحظة الأخيرة وبادر إلى الاعتراف بكل شيء. أما المحاولة الثانية فهي أنه كان قد جرى ترتيب كمين له على الطريق بين حمص وطرابلس اللبنانية، لكن مسؤولاً سورياً كبيراً أبلغه مسبقاً بهذه المحاولة التي قُتل فيها عدد من مرافقيه كانوا في موكب "وهْميٍّ" انطلق من دمشق، بينما كان ياسر عرفات في طريقه إلى تونس، مستقلاً أول طائرة مغادرة بعدما وصلت إليه المعلومات المتعلقة بهذه المؤامرة!