أعلن الجيش العراقي أمس، أن جنوده تمكنوا من استعادة السيطرة على ناحية نمرود حيث الموقع الآشوري الأثري الذي تعرض للتدمير على يد تنظيم "داعش".

ونقلت قيادة العمليات المشتركة عن قائد عمليات نينوى الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله قوله، إن "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة حررت ناحية النمرود بالكامل، ورفعت العلم العراقي فوق المباني".

Ad

ولم يشر بيان القيادة المشتركة بشكل مباشر إلى موقع نمرود الأثري الذي يبعد نحو كيلومتر غرب البلدة التي تحمل الاسم نفسه.

واستعادت القوات العراقية السيطرة أيضا على بلدة أخرى جنوب شرق ناحية نمرود.

ويعتبر موقع نمرود التاريخي، درة الحضارة الآشورية التي تأسست في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.

وتقع البلدة عند ضفاف نهر دجلة على مسافة 30 كلم جنوب الموصل، وهي واحدة من مواقع أثرية عدة دمرها وخربها تنظيم "داعش" منذ بروزه في العراق وسورية.

وكانت القوات العراقية بدأت الخميس الماضي، التقدم باتجاه المدينة الأثرية.

وأقدم الجهاديون على تفخيخ مبان وتفجير موقع نمرود بعيد سيطرته عليه، ومازالوا موجودين على مقربة من المكان.

وأظهرت أشرطة فيديو وصور أقمار اصطناعية نشرت بداية العام الحالي، الدمار الذي ألحقته جرافات ومعاول ومتفجرات الجهاديين بالمكان.

في السياق، أعلن القائد في جهاز مكافحة الإرهاب، عبدالوهاب الساعدي أمس، أن قوات الجيش تبعد حاليا 3 كيلومترات عن الضفة الشرقية لنهر "دجلة" الذي يقسم مدينة الموصل إلى جانبين، وذلك ضمن عملية استعادتها من تنظيم "داعش".

وقال الساعدي، إن "قوات مكافحة الإرهاب دمرت 100 عجلة مفخخة خلال خمسة أيام من المعارك في المحور الشرقي للموصل"، مضيفا أن "قوات الفرقة التاسعة من الجيش العراقي لا تبعد سوى 3 كيلومترات عن حافة النهر الشرقية، بينما قوات مكافحة الإرهاب تبعد حاليا نحو 5 كيلومترات عن النهر".

ولفت إلى أن "القوات الأمنية ستدخل الساحل الأيمن من المدينة بعد الانتهاء من تحرير أحياء الساحل الأيسر والبالغة 50 حياً".

ودارت اشتباكات عنيفة في حي الأربجية شرقي الموصل، بين قوات مكافحة الارهاب العراقية ومسلحي "داعش".

إلى ذلك، قال العقيد دريد سعيد من القوات العراقية المتمركزة في محور جنوب شرقي الموصل أمس، إن" القوات العراقية تمكنت من تفجير العجلات المفخخة المركونة في منطقة السلام شرقي الموصل، قبل قيام تنظيم داعش باستخدامها في استهداف القوات العراقية"، مضيفا، أن "القوات العراقية تمكنت أيضا من اعتقال 12 من عناصر داعش بينهم ثلاثة قياديين من الجنسية المغربية، وذلك في كمين نصبه جهاز مكافحة الإرهاب على مشارف المنطقة".

انتحاريات وعضاضات

في سياق آخر، نشرت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية في عددها الصادر أمس، مقالاً لجيسون بركيه بعنوان "تنظيم داعش اليائس يستعين بالانتحاريات في الخطوط الأمامية".

وقال كاتب المقال، إنه "في الوقت الذي يتقهقر فيه تنظيم داعش، فإن التنظيم يستعين بعدد متزايد من النساء للمشاركة في موجة من الهجمات في أوروبا في الوقت الذي يخسر فيه التنظيم الأراضي التي كان يسيطر عليها في الشرق الأوسط".

وأضاف أن "التنظيم كان يبقي عناصره من النساء في الأدوار الداعمة له، وليس في أرض المعركة"، موضحا أن "هذا الأمر يعتبر تغييراً دراماتيكيا".

وأشار إلى أن "هذه التكتيكات الجديدة تمثل تحدياً للمؤسسات الأمنية التي تعاني حالياً من مشكلة اختراق شبكة هذا التنظيم والتعرف على مهاجميه".

وأفاد مصدر محلي في نينوى أمس، بأن "داعش" أعدم رميا بالرصاص لأول مرة إحدى عضاضات التنظيم بتهمة مخالفة البيعة للبغدادي في منطقة الدواسة غربي الموصل.

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "السبب الحقيقي وراء اختفاء أغلب عضاضات داعش من الأسواق وهروب أغلبيتهن الى جهة مجهولة داخل الموصل جاء بعد دعوتهن للانخراط في كتيبة للنساء الانتحاريات لاستهداف القوى الأمنية المتقدمة داخل الموصل".

وأشار المصدر الى أن "داعش يجري عمليات بحث عن عضاضاته الهاربات ضمن المناطق التي سيطر عليها خاصة في الساحل الأيمن لمعاقبتهن بعد هروب أغلبهن وعدم انخراطهن في كتيبة الانتحاريات التي يسعى التنظيم الى تفعيلها مع تقدم القوات الأمنية الحكومية".

تفجيرات بغداد

في غضون ذلك، ذكرت مصادر من الشرطة العراقية أمس، أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 15 آخرون في سلسلة انفجارات بعبوات ناسفة وقعت في مناطق متفرقة من بغداد. وتشهد بغداد هذه الأيام إجراءات أمنية مشددة وانتشارا واسعا للقوات مع قرب تطبيق خطة أمنية بمناسبة ذكرى أربعينية الإمام الحسين، حيث يشارك العراقيون في إحياء هذه المناسبة مشيا على الإقدام إلى كربلاء.

العراقيون يدفعون 10 مليارات دولار للمولدات
كشفت وزارة الكهرباء العراقية، أمس، أن المواطن يدفع نحو 10 مليارات دولار سنوياً للمولدات الخاصة التي تزوده بالكهرباء.

وقال المتحدث باسم الوزارة مصعب المدرس إن "المواطن سيسدد للوزارة فواتير تقل بـ80 في المئة عما يدفعه للمولدات الاهلية من خلال مشروع الاستثمار في قطاع توزيع الطاقة الكهربائية، التي باشرت بها في بعض مناطق بغداد وبتجهيز 24 ساعة".

وبين أن "ما يدفعه المواطن للمولدات الاهلية سنوياً يصل الى نحو 10 مليارات دولار، في حين ما سيدفعه للحكومة في هذا المشروع يبلغ ما بين 20 - 25 في المئة من هذا المبلغ".