نزل آلاف الشبان الأميركيين إلى الشوارع ليل السبت - الأحد في مدن بمختلف أنحاء الولايات المتحدة لليوم الرابع على التوالي، وهم يرددون هتافات من بينها «ليس رئيسي»، للاحتجاج على فوز دونالد ترامب بالرئاسة.

وانطلقت أكبر المسيرات في مدن نيويورك ولوس أنجلس وشيكاغو، حيث قال المنظمون إنهم يريدون الحفاظ على الزخم الذي ولدته عدة ليال من الاحتجاجات بعد الفوز المفاجئ لترامب.

Ad

واعتقلت الشرطة 19 شخصا في بورتلاند بولاية أوريغون التي أصيب فيها متظاهر بطلق ناري في وقت سابق.

وفي نيويورك شارك عدة آلاف من المتظاهرين في مسيرة سلمية في شارع فيفث أفنيو التجاري، مرورا بواجهات العرض الراقية التي بدأ بعضها في وضع زينة الاحتفال بأعياد الميلاد قبل أن يملأوا الشوارع المجاورة لبرج ترامب، وهي ناطحة سحاب بها منزل الرئيس المنتخب.

كما خرجت مظاهرات في شيكاغو ولوس أنجلس احتشد فيها الآلاف وهم يحملون لافتات من بينها «تخلصوا من ترامب» و»الأقليات تهمنا»، قبل أن يسيروا صوب وسط المدينة.

وأمام البيت الأبيض، احتشد مئات المحتجين أمس الأول، حيث نظموا وقفة أوقدوا خلالها الشموع.

تشكيل الإدارة

في غضون ذلك اجتمع ترامب ومساعدوه في البرج الذي يحمل اسمه في مانهاتن بنيويورك مساء أمس الأول، للإعداد لخطواتهم المقبلة. ويبدو أن ترامب حقق بعض التقدم في تشكيل إدارته الجديدة، إذ صرحت رئيسة حملته كيليان كونواي للصحافيين بأنه «على وشك تعيين كبير موظفي البيت الابيض». وأشارت الى أن رئيس اللجنة الجمهورية الوطنية، رينس بريبوس، هو أحد المرشحين العديدين لهذا المنصب.

وقالت كونواي إن ترامب «استقبل عددا كبيرا من الزوار». وأضافت أن «فريقه كان معه بلا انقطاع. إنها فترة بالغة الأهمية».

نايجل فاراج

وبين الذين حضروا الى البرج، كان نايجل فاراج الذي خاض حملة من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، أول شخصية سياسية بريطانية تقابل ترامب بعد انتخابه رئيسا.

وقال حزب الاستقلال البريطاني (يوكيب) إن اللقاء بين ترامب وفاراج استمر أكثر من ساعة. وأكد فاراج أنه قام بهذه الزيارة كسائح فقط، لكن كونواي أكدت ان الاجتماع كان مثمرا جدا.

أوباما

الى ذلك، يغادر باراك أوباما واشنطن اليوم، للقيام بآخر رحلة أوروبية ستقوده إلى اليونان والمانيا حيث سيحاول، كعامل توازن غير مسبوق، طمأنة الحلفاء الذين صدمهم انتخاب ترامب.

وتتمثل المفارقة القاسية في حرص الرئيس الأميركي المنتهية ولايته الذي وجه انتقادات عنيفة إلى خطر رئاسة ترامب، على تأمين انتقال هادئ، وطمأنة نظرائه الأوروبيين القلقين مما ستكون عليه الديمقراطية الأميركية.

وخلال الحملة شكك الملياردير بجدوى التحالفات القديمة وأهميتها، وأبرزها حلف شمال الاطلسي واتفاق باريس حول المناخ، أو الاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي الذي أجريت مفاوضات شاقة في شأنه.

كما أن اشادته بصفات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تثير قلق أوروبا.

وأوجزت هيذر كونلي من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن «هدف الرحلة هو طمأنة الجميع الى أن الولايات قد اجتازت حملة انتخابية صعبة، لكن الأمور ستكون على ما يرام. باستثناء (...) أن لدينا فرضية مختلفة».

وقالت كونلي: «انهم يشعرون بالقلق الشديد، لأن القوى الشعبوية والوطنية نفسها، سواء في قضايا الهجرة او التبادل الحر، تعتمد تعبيرا سياسيا قويا في أوروبا».

كما يصل أوباما غدا إلى اليونان في أول زيارة له، يلتقي خلالها الرئيس بروكوبيس بافلوبولوس ورئيس الوزراء اليكسيس تسيبراس، للإعراب عن امتنانه للسخاء المميز للحكومة والشعب اليونانيين حيال اللاجئين والمهاجرين.

وأمس الأول، اعتبر أوباما أن على الولايات المتحدة مقاومة الانعزال، والعمل مع حلفائها على الدفاع عن قيمهم المشتركة، وذلك في حديث الى صحيفة يونانية.

وشدد الرئيس الاميركي المنتهية ولايته على أن «التكامل الأوروبي هو أحد أعظم الإنجازات السياسية والاقتصادية في العصر الحديث، والتي يستفيد منها كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والعالم أجمع».

وفي خلال يوم مشحون بالرموز، سيزور أوباما غدا «البارتينون» في أثينا، ثم يلقي خطابا حول تحديات العولمة سيكون له بالتأكيد وقع خاص.

وخلال زيارته السادسة إلى ألمانيا منذ وصوله الى الحكم، سيلتقي أوباما انغيلا ميركل التي كانت أقرب شركائه خلال رئاسته، كما قال المستشار الرئاسي بن رودس.

وسيستفيد أوباما من هذه الرحلة للقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي.

وسينهي أوباما جولته بزيارة الى البيرو، حيث سيشارك في منتدى التعاون الاقتصادي آسيا- المحيط الهادئ.

اجتماع وزاري أوروبي

وبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مساء أمس في بروكسل مقاربة مشتركة للتعامل مع إدارة ترامب، لكن في غياب البريطاني بوريس جونسون والفرنسي جان مارك إيرولت اللذين رفضا تلبية الدعوة.

وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني وجهت الدعوة لهذا «العشاء غير الرسمي» إثر الفوز غير المتوقع لترامب وما يثيره من قلق على هذا الجانب من المحيط الاطلسي.

ولم تفصح الأوساط المحيطة بموغيريني عن ماهية الأمور التي تريد مناقشتها خلال العشاء، لكنها اشارت فقط الى ضرورة «تبادل وجهات النظر حول كيفية المضي قدما في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة».

وستتولى موغيريني نقل المخاوف الأوروبية الى من سيخلف جون كيري وزيرا للخارجية، وستكون محاورته في واشنطن.

ويقول مسؤول أوروبي «من المرجح أن تذهب الى هناك بسرعة»، ربما حتى قبل 20 يناير، موعد تسلم الإدارة الجديدة مهامها.

كلينتون تلوم

من جانبها، أعلنت المرشحة الرئاسية الخاسرة هيلاري كلينتون أن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) وجه ضربة لفرصها بالفوز، عندما أعلن العثور على رسائل الكترونية جديدة لها، حسب ما نقلت وسائل إعلام اميركية عدة.

وقالت كلينتون في مداخلة عبر الهاتف مع أعضاء لجنة الشؤون المالية لحملتها الانتخابية، حسب ما نقل أحد أعضاء هذه اللجنة: «هناك أسباب عدة تفسر عدم نجاح حملة من هذا النوع».

وأضافت «إن تحليلنا يقول إن الشكوك التي وردت في رسالة جيم كومي مدير إف بي آي كانت كاذبة، إلا أنها كبحت زخم حملتنا».

أما بخصوص الرسالة الثانية التي أرسلها كومي ونشرت قبل يومين من موعد الانتخابات، وفيها يؤكد أن كلينتون لن تلاحق بسبب رسالته الأولى، فإنها لم تفعل سوى زيادة تعبئة أنصار ترامب، حسب المصدر نفسه.

وقالت كلينتون إن هذه الرسالة الثانية شكلت «حافزا إضافيا لناخبي ترامب».

الرئيس المنتخب: «نيويورك تايمز» أساءت لـ «ظاهرة ترامب»
على الرغم من وعوده بتقييد استخدامه لـ«تويتر» شنّ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب هجوماً لاذعاً على صحيفة نيويورك تايمز، التي دعمت منافسته هيلاري كلينتون خلال سباق الانتخابات الرئاسية. وكتب ترامب على «تويتر» ان الصحيفة المرموقة بدأت تفقد آلاف الاشتراكات بسبب «تغطيتها الفقيرة وغير الدقيقة لظاهرة ترامب»، على حد قوله.

وأضاف أن الصحيفة بعثت رسالة إلى مشتركيها تعتذر فيها عن التغطية السيئة لأخباره، متسائلا إذا كانت الصحيفة ستغير من نهجها ليجب عن ذلك بالتشكيك.

وكشف ترامب أنه تلقى اتصالات تهنئة من الرئيسين السابقين جورج بوش الوالد وجورج بوش الابن، ومن منافسه القوي خلال تمهيديات الجمهوريين ميت رومني، وأيضا من منافسه السابق حاكم اوهايو جون كاسيتش.