في ظل الحرب النفسية التي يخوضها نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد مقاتلي الفصائل السورية المقاتلة المعارضة له بما فيها جبهة "فتح الشام" (النصرة سابقاً)، منح النظام أمس مقاتلي المعارضة مهلة جديدة للخروج من الأحياء الشرقية لحلب خلال 24 ساعة بدأت أمس، ومهددا عبر الرسائل النصية باستخدام "بدء الهجوم الاستراتيجي المقرر باستخدام أسلحة الدقة العالية" مع انتهاء المهلة.

جاء ذلك، بعد التقدم الذي حققه الجيش السوري في عدة محاور قتالية في غرب حلب إذ تمكن من استعادة السيطرة على ضاحية الأسد وبلدة منيان ومشروع ألف وسبعين شقة، إضافة إلى عدد من التلال الحاكمة في غرب حلب وجنوب غربها بعد سيطرة الفصائل المسلحة عليها قبل نحو الشهر في عملية عسكرية واسعة شنتها الفصائل تحت مسمى "ملحمة حلب الكبرى".

Ad

في غضون ذلك، باتت فصائل سورية معارضة مدعومة من قوات تركية على بعد كيلومترين من مدينة الباب، آخر معقل لتنظيم "داعش" في محافظة حلب في شمال البلاد، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، أمس.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: "باتت فصائل المعارضة المدعومة من قوات تركية على بعد كيلومترين شمال وشمال غرب مدينة الباب" في ريف حلب الشمالي، التي تتعرض حاليا "لقصف جوي ومدفعي تركي".

وأوضح عبدالرحمن ان "التقدم الى الباب يأتي في اطار العملية ذاتها التي بدأت بسيطرة الفصائل المعارضة على مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي"، مؤكداً ان "الفصائل المعارضة والقوات التركية طردت الجهاديين من مساحة تبلغ "2500 كيلومتر مربع في المنطقة الحدودية مع تركيا".

وأضاف: "لم يعد هناك مفر للجهاديين في الباب سوى الطريق المؤدية الى الرقة التي تمر عبر مدينة دير حافر جنوبا".

ويعود هذا التقدم، وفق عبد الرحمن، "الى الدعم التركي وانسحاب الجهاديين من مناطق عدة من دون خوض معارك".

وبدأت تركيا في 24 اغسطس هجوما بريا غير مسبوق في سورية دعما لفصائل معارضة لطرد "داعش" من المنطقة الحدودية في شمال حلب، كما استهدفت مقاتلين أكراداً. وتقع الباب على مسافة 30 كلم من الحدود التركية، وطالما شكلت هدفا للحملة التي اطلق عليها "درع الفرات". وكانت جرابلس تعد الى جانب مدينة الباب آخر معقلين لـ "داعش" في محافظة حلب، بعدما تمكنت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من طرد الجهاديين من مدينة منبج.