وسط الغموض الذي يلف "سباق" تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، وتزايد الحديث عن عراقيل تظهر تباعا أمام رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، تؤكد المصادر أن الأيام التي تسبق عيد الاستقلال الذي سيحل في 22 الجاري، لاتزال موعدا ممكنا لإعلان الحكومة الجديدة.

في هذه الأجواء، شارك آلاف اللبنانيين، أمس، في ماراثون "بلوم بنك بيروت 2016" الذي نظم في بيروت، ومن بينهم رئيس الحكومة المكلف الذي حضر إلى نقطة الانطلاق في منطقة "البيال" في لباس رياضي يحمل الرقم 3، قبل أن يفتتح سباقا لذوي التحديات العقلية. وردا على سؤال عما إذا كان الماراثون أسرع أم الحكومة، قال الحريري: "في التشكيلة الحكومية أيضا ماراثون، وهم يتسابقون على الحقائب". وأضاف: "نتطلع الى الأمام، ولبنان بألف خير".

Ad

وبعد اللقاء الذي جمع مساء أمس الأول الحريري برئيس مجلس النواب نبيه بري، عاد البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ليتحدث، أمس، عن "تأليف الحكومة والبدء بممارسة صلاحياتها الإجرائية قبل عيد الاستقلال، لكي تكتمل فرحة الجميع"، بينما أشار وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية في حكومة تصريف الأعمال، نبيل دو فريج، الى أن "التسريبات تظهر قرب التشكيل".

وبينما تحدثت تقارير صحافية عن أن حزب "القوات اللبنانية" لن يحصل على حقيبة "سيادية"، أكد رئيس الحزب سمير جعجع أن "القوات ستكون موجودة في الحكومة بشكل وازن، وضمن تفاهمات مع التيار الوطني الحر وتيار المستقبل".

وتحدث جعجع في مداخلة له عبر "سكايب" مع مؤتمر قطاع الانتشار في الحزب الذي يقام في بروكسل عن ثلاثة عراقيل أمام الحكومة، هي أن "بعض الأحزاب والقيادات السياسية لم تكن معتادة منذ 25 عاما وأكثر على ممارسة رئاسية صحيحة، ففي السابق كان رئيس الجمهورية يعطى بعض الوزراء، وكانت تؤلف الحكومات في عنجر وسورية وعدد من الأمكنة الى أن تصل في النهاية الى الرئيس للتوقيع عليها، بينما في الوقت الحاضر لدينا رئيس جمهورية يريد المشاركة في تأليف الحكومة، بحكم الصلاحيات التي يمنحه إياها اتفاق الطائف"، مشيرا الى أن "العقبة الثانية هي أن البعض أيضا يرفض الاعتراف بواقع التحالف بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر الذي بات يشكل قوة سياسية لا يستهان بها، وهذا البعض يجد صعوبة في التأقلم مع هذا الواقع الجديد".

واعتبر جعجع أن "العقبة الثالثة هي أن مشاركة القوات في الحكومة تزعج بعض الفرقاء الذين يحاولون عزلها بوضع فيتوات عليها، ولكن التيار الوطني الحر وتيار المستقبل متضامنان مع القوات، ومن جهة أخرى، لن يترك رئيس الجمهورية أي مجال لهذا الأمر، وهو ملتزم معنا، ونحن لسنا في وارد فك الارتباط بيننا أبدا".

«الكتائب»

في غضون ذلك، قال رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، أمس، خلال حفل توزيع البطاقات الحزبية للمنتسبين الجدد في جبيل: "لا عدائية لنا مع احد"، مشيرا الى أن "الرئيس الجديد العماد ميشال عون معروف أنه رجل المفاجآت".

وقال الجميل: "نتمنى أن يفاجئنا عون بمواقف بطولية، منها عدم السماح لأي فريق أيا كان شأنه بأن يحتكر قرار لبنان في الخارج، وهذا القرار يجب أن يكون بيد الدولة".

في سياق متصل، أعلن حزب "الكتائب" أنه "بعدما طلبت الأمانة العامة في حزب القوات اللبنانية وقف الحملات في حق حزب الكتائب اللبنانية، يطلب حزب الكتائب من مناصريه الرد بالمثل ووقف الردود على كل وسائل التواصل الإجتماعي".

واندلعت في الأيام الأخيرة معارك طاحنة على وسائل التواصل بين مناصري الحزبين، على خلفية مواقفهما المتعارضة في موضوع التسوية السياسية التي جاءت بعون رئيسا والحريري لرئاسة الحكومة.