نظمت الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب مؤتمر "Heading Global" (الاتجاه نحو العالمية)، برعاية وحضور وزير التربية وزير التعليم العالي، د. بدر العيسى، أمس، في فندق ريجنسي.وقال الوزير العيسى إن المؤسسات التعليمية تعد أساس النهوض في مسيرة التنمية والاستدامة، لأنها تحتضن الشريحة الأكبر من المجتمع، ممثلة بشريحة الشباب، الذين يساهمون في تحقيق الأهداف التنموية للدولة، لذا وجب تأهيلهم وتشجيع مشاركتهم في الفعاليات والمؤتمرات التي توسع آفاقهم ومداركهم، لتيسر لهم مسيرتهم العملية والعلمية لآخر ما توصل إليه العلم الحديث والتكنولوجيا المتطورة.
وذكر أن ما قامت به "التطبيقي" من خلال استثمار الفكر البشري والإبداع التكنولوجي للطلبة وإعطائهم الفرصة للتنافس الابتكاري وتشجيعهم عن طريق إقامة معارض سنوية لعرض هذه الابتكارات وتسجيل براءة الاختراع، بالتعاون مع مركز صباح الأحمد للإبداع.وبين الوزير أن "التطبيقي" خطت خطوات سباقة في إدارة المعرفة من خلال وضعها كهدف أساسي في خطتها الاستراتيجية للميكنة، والتي جاءت من خلال سعيها للاستفادة من اقتصادات المعرفة بالإعداد للعديد من المشاريع الالكترونية كنظام الأرشفة والتراسل والخبرات الالكترونية، والاستفادة من سعات التخزين السحابية iCloud والعديد من المشاريع الأخرى، وآخرها برنامج الإرشاد الأكاديمي الالكتروني e.advisor.يأتي ذلك في إطار دعم رؤية "التطبيقي" في ابتكار نماذج قادرة على استشراف وصناعة المستقبل وقيادة العمل المؤسسي في دولة الكويت، وفق رؤية طموحة مع متطلبات ومعايير النظم الحديثة.
خطوات متقدمة
وأكد العيسى أن الهيئة حققت خطوات متقدمة في تطوير المشاريع الاستراتيجية، ما مكنها من الفوز بجائزة الشرق الأوسط 21 للحكومة والمدن الذكية عن تميز أنظمة وخدمات التعليم الذكي، الذي وضع الهيئة في مصاف الهيئات التعليمية المتميزة في مجال تكنولوجيا المعلومات، "لذا أصبح لزاما علينا جميعا مواكبة التقدم في مجال اقتصاد المعرفة الناتج عن ثورة الاتصال والمعلوماتية التي شكلت عولمة عابرة للقارات، والاستفادة من خبرات الناجحين من خلال استخدام أفضل الممارسات البحثية واستراتيجيات التعزيز والتمكين، الذي يعد علما معرفيا في حد ذاته".من جانبه، أكد المدير العام للهيئة، د. أحمد الأثري، أن التجارب الإنسانية أثبتت أن الثروات المادية وحدها لا تكفي لبناء الأمم، ولا تتيح لها التقدم والارتقاء إلى مدارج التقدم والازدهار بكل أبعاده الاقتصادية والاجتماعية، إلا بقدر ما يكون لديها من استثمار حقيقي لمواردها البشرية، وإذا كانت الثروة البشرية ليست إلا نتاج غرس المؤسسات التعليمية والتدريبية، فهنا ندرك بلا شك أهمية الدور المهم الذي تلعبه "التطبيقي" في تنمية الموارد البشرية وإعداد وصقل الكوادر الوطنية لتتحمل مسؤوليات العمل الوطني في مختلف المجالات التنموية.نبراس
وأوضح أن "التطبيقي" منذ نشأتها كمؤسسة تعليمية وأكاديمية رائدة، دأبت على طرق كافة أبواب العلم والمعرفة للمشاركة في بناء تطورات العصر والتقدم التكنولوجي العالمي، ونقل كل هذه المعارف والعلوم لخدمة الوطن والارتقاء بجودة العلم والتعليم وصناعة الفكر والمعرفة وإعداد الأيدي العاملة الوطنية الماهرة والمدربة التي يمكنها خوض غمار المستقبل بكل ما يحمل من صعاب وعوائق.وقال الأثري إن التوجيهات السامية لسمو الأمير هي النبراس للارتقاء بالكويت وتنمية مواردها، حتى تستمر في دورها الريادي في المنطقة، ولكي تصبح مركزا ماليا وتجاريا إقليميا، وذلك تحقيقا لرغبة سموه كما جاء في خطابه السامي الذي ذكر فيه "أن رؤيتنا في استغلال الثروة تتمثل في تحقيق التنمية المستدامة، التي من أهم أهدافها ضمان مستقبل واعد لشعوبنا لتحقيق التنمية البشرية والاقتصادية وبناء الإنسان وتطوير قدراته". وأشار الأثري الى أن المعرفة تمثل الصفة الأساسية المميزة للمجتمع الإنساني، فمن خلالها تحققت تحولات عميقة مست وغطت تقريبا كل نواحي الحياة، فالمعرفة وبلا ريب هي إحدى المكتسبات المهمة للاقتصاد والمجتمع على حد سواء، حيث أضحت في هذا الاقتصاد الصاعد الجديد المحرك الأساسي للمنافسة الاقتصادية بإضافتها قيما هائلة للمنتجات الاقتصادية من خلال زيادة الإنتاجية والطلب على التقنيات والأفكار الجديدة، وقد واكبت هذه المنتجات فعليا التغيرات الثورية في كل الأسواق والقطاعات.من جهتها، قالت المنسقة العامة للمؤتمر، د. نجلاء الفرج، إن مواضيع المؤتمر تدور حول دور الاقتصاد المعرفي في تنمية القطاعات العلمية والهندسية والتكنولوجية والصناعية والصحية، لتحقيق الريادة في قطاعات الاقتصاد الوطني المالية والتجارية والصناعية، وتقدير مستويات التفاعل المتبادل بين التعليم والمؤسسات وريادة الأعمال والمجتمع، ودور الأفراد في توظيف الأدوات المعرفية لتحقيق التنمية المستدامة المجتمعية.وفي ختام الحفل، اصطحب المدير العام للهيئة، وزير التربية والحضور في جولة بالمعرض المصاحب لأعمال المؤتمر، الذي تشارك فيه العديد من الجهات والمؤسسات بالكويت.مشاركة البرنامج الإنشائي بالجامعة
شارك البرنامج الإنشائي بجامعة الكويت في مؤتمر "HEADING GLOBAL 2016"، الذي تقيمه الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بفندق ريجنسي.وتأتي المشاركة، بهدف التعريف بمشروع مدينة صباح السالم الجامعية، كأحد أبرز المشاريع الإنمائية الاستراتيجية الوطنية التي ستمثل إضافة للحقل التعليمي، بما سيقدمه من خدمات تعليمية وبحثية واجتماعية للكويت والمنطقة بصورة أشمل.وتم افتتاح ركن خاص بالمدينة الجامعية في المعرض المصاحب للمؤتمر، حيث وفر فريق العمل في الركن جميع الخدمات التي تسهم في إيصال المعلومات التي يحتاجها الجمهور عن المدينة، كما يجيب عن جميع التساؤلات التي يطرحها زوار المعرض حول هذا المشروع الأكاديمي الرائد.وزار وزير التربية وزير التعليم العالي د. بدر العيسى، ركن مشروع المدينة الجامعية، برفقة مدير الجامعة د. حسين الأنصاري، ومدير الهيئة د. أحمد الأثري.