فازت الصين بالانتخابات الأميركية
![فوراين بوليسي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1586880256579969000/1586880274000/1280x960.jpg)
وهكذا نصل إلى الانتصار الثالث: حقوق الإنسان. تنشر الولايات المتحدة كل سنة تقريراً عن انتهاكات الصين الكبيرة في مجال حقوق الإنسان، وكل سنة تردُّ الصين بنشرها تقريرها الخاص الذي يشمل خليطاً من التبجح الغاضب والانتقاد الحقيقي لنقاط الضعف الأميركية من تعامل الشرطة مع الأقليات إلى الهوة الكبيرة في الرواتب بين الجنسين، ولكن في عهد ترامب يبدو أن مخزون بكين من الذخيرة التي تستهدف رياء الولايات المتحدة في مجال حقوق الإنسان سيكبر، نظراً إلى روابطه الوثيقة مع المجموعات القومية البيضاء، انتهاكه المرجَّح للحقوق المدنية، والهجوم الذي يشنه هو وداعموه على مفهوم حرية الصحافة.أخيراً يشمل الانتصار الرابع مصداقية الإعلام، فلا شك أن إجماع معظم الصحف من مختلف الأطياف السياسية على إدانة ترامب سيعزز ادعاء وسائل الإعلام الصينية أن وسائل الإعلام الغربية متحيزة ونخبوية. ولكن ثمة مصدر قلق واحد قد يحدّ من الاحتفالات في قيادة الحزب الشيوعي الصيني. صحيح أن الصين تهاجم الولايات المتحدة باستمرار، لكن المفارقة تكمن في أن نمو هذا البلد يقوم على دولة أميركية قوية، مستقرة، ومزدهرة مستعدة للمتاجرة مع العالم، فكما أشار الكتّاب الصينيون مراراً في الأشهر القليلة الماضية، تُعتبر العولمة بالغة الأهمية في بلد يحتاج إلى أسواق الآخرين كي يواصل دفع سكانه إلى الطبقة الوسطى وتحقيق حلم التحوّل إلى دولة "مزدهرة إلى حد ما" بحلول عام 2020.إذاً، إن مضى ترامب قدماً في تطبيق خططه الحمائية، وكان لقراراته التأثير ذاته في الولايات المتحدة كما في الكثير من مشاريعه التجارية الفاشلة، فلا شك أن اقتصاد الصين المتزعزع أساساً سيهتز، فقد تنجح خطط بكين الطموحة لإنشاء شبكات تجارية عالمية أخرى من خلال مبادرة "طريق واحد، حزام واحد" في التعويض عن ذلك، أو قد يتضح أنها غير مستقرة البتة في عالم تسوده الفوضى. لطالما شُبهت الصين والولايات المتحدة بجناحَي الاقتصاد العالمي، وإذا كُسر أحدهما، فسيسقطان معاً.* «جيمس بالمر»