ترامب يوازن بين المؤسسة الجمهورية وأقصى اليمين في إدارته

• رئيس الحزب أميناً عاماً للبيت الأبيض... و«المتطرف» بانون كبير المستشارين والاستراتيجيين
• دعا إلى وقف التعديات على الأقليات وحاول طمأنة المتظاهرين وأبدى ليونة حيال المثليين وجدار المكسيك

نشر في 15-11-2016
آخر تحديث 15-11-2016 | 00:05
بعدما أجرى مشاورات مطولة على مدى أيام في ترامب تاور بنيويورك، باشر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب التعيينات في إدارته المقبلة من قلب المؤسسة الجمهورية، مستعيناً بيميني متطرف في منصب كبير.
بعد أكثر من أسبوع على انتخابه، سعى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى إحلال نوع من التوازن في أول التعيينات في إدراته، فاختار رئيس الحزب الجمهوري رينس بريباس في منصب كبير موظفي البيت الأبيض، ليتولى هذا السياسي المحنك قيادة إدارة الرئيس الجديد، وليكون الرابط مع الجمهوريين في الكونغرس، ومع الحزب الخارج منقسماً من الحملة الانتخابية.

واختار ترامب في منصب كبير المستشارين وكبير المخططين الاستراتيجيين ستيفن بانون، الذي كان مدير حملته، وهو سياسي يميني محافظ وتربطه علاقات بحركات اليمين المتطرف الأوروبية.

وقال ترامب في بيان: "يسرني أن يصبح لدي فريق ناجح جداً يواصل معي قيادة بلادنا"، وأضاف: "ستيفن ورينس قياديان مؤهلان جداً، عملا معا بشكل جيد خلال حملتنا، وقادانا إلى فوز تاريخي، الآن سيكون الاثنان معي في البيت الأبيض لنعمل على إعادة أميركا عظيمة مجدداً".

من ناحيته، قال بريباس في بيان، إنه "سيعمل على إقامة اقتصاد مجد للجميع، وضمان أمن حدودنا، وإلغاء نظام أوباماكير واستبداله، والقضاء على الإرهاب الإسلامي المتطرف".

وبذلك يتبنى كبير الموظفين المقبل في البيت الأبيض خطاً أكثر تشدداً من ترامب نفسه، بعد أن قال الرئيس المنتخب إنه قد يبقي على بعض الجوانب من نظام الضمان الصحي الذي أمن تغطية طبية لـ22 مليون أميركي إضافي لم يكونوا يحظون بأي ضمان. وأشار الى أن الرجلين سيعملان كشريكين متساويين لتحويل الحكومة الفدرالية وجعلها أكثر كفاءة وفعالية وإنتاجية.

ويعتقد بعض المحللين، أن تعيين ترامب لبريبوس يهدف إلى رأب الصدع داخل الحزب الجمهوري، وطمأنة كل الأجنحة داخل الحزب، إلى نيته مواصلة الحفاظ على بنيته بعد الجدل الكبير، الذي فجره رفض شخصيات حزبية ترشح ترامب للرئاسة، غير أن تعيين بانون الذي يوصف بأنه على يمين حركة حزب "الشاي" اليمينية، الذي سبق له أن روج لسارة بيلين نجمة هذه الحركة والمرشحة السابقة لنيابة الرئيس عام 2008، وساهم في إعادة تقديمها عام 2011 في كتاب ثم في عمل تلفزيوني توثيقي، يتوقع أن يدفع بطروحات أكثر تشدداً على أجندة ترامب الداخلية.

مقابلة ترامب

وفي أول مقابلة تلفزيونية له، والتي أجراها مع برنامج "60 دقيقة" على شبكة "سي بي أس" التلفزيونية، أبدى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب موقفاً حازماً جداً في العديد من الملفات الأساسية على جدول أعماله المحافظ، مثل الهجرة والإجهاض، ساعياً في الوقت نفسه إلى تهدئة المخاوف، التي أثارها انتخابه لدى شرائح واسعة من المجتمع الأميركي، خلال مقابلة بثها التلفزيون أمس الأول.

التظاهرات والأقليات

وقال ترامب متوجهاً إلى آلاف المتظاهرين، الذين يتحدونه يومياً في شوارع عدد من المدن الأميركية "لا تخافوا"، ساعياً إلى الطمأنة خلال المقابلة، التي أجرتها معه شبكة "سي بي إس".

ونزل آلاف المتظاهرين الى شوارع نيويورك (جنوب غرب) أمس الأول بعدما تظاهر عشرات الآلاف السبت في نيويورك ولوس أنجلس (جنوب غرب) وآلاف في شيكاغو (شمال).

وندد بأعمال العنف والمضايقات ضد أفراد الأقليات من مسلمين وسود ومتحدرين من أميركا اللاتينية، والتي تندد المعارضة الديمقراطية وعدد من الجمعيات بتزايدها منذ انتخابه الثلاثاء الماضي.

وعلق على المسألة "أقول (لمرتكبي هذه التعديات أو التهديدات) لا تفعلوا ذلك، هذا فظيع، لأنني سأعيد توحيد البلاد"، ثم نظر إلى الكاميرا متوجهاً إليهم مباشرة "توقفوا".

وكانت التقارير الإعلامية الأميركية كشفت نقلاً عن مسؤولين في الشرطة عن تسجيل حوادث اعتداء على عدد من الفتيات المسلمات في مناطق متفرقة بالولايات المتحدة.

يذكر أن ترامب هاجم خلال حملته لانتخابات الرئاسة المسلمين أكثر من مرة، ودعا في مقابلات تلفزيونية إلى فرض حظر مؤقت على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.

جدار المكسيك

وتراجع ترامب، جزئياً عن تعهده ببناء جدار على الحدود المكسيكية الأميركية، معتبراً أنه سيكون في مناطق معينة عبارة عن سياج.

المهاجرون غير الشرعيين

كما تراجع ترامب جزئياً عن وعده بترحيل 11 مليون مهاجر موجودين في الولايات المتحدة بشكل غير شرعي معظمهم من أصول لاتينية، وقال إنه سيقوم فور توليه الرئاسة بترحيل أو سجن 3 ملايين من المهاجرين غير الشرعيين المقيمين في بشكل غير قانوني ولهم سجل إجرامي وبعد "تأمين الحدود" على حد قوله سيبحث مصير الآخرين.

وظهر تباين في هذا الشأن مع الغالبية الجمهورية، بعدما كان رئيس الجمهوريين في مجلس النواب بول راين أعلن في وقت سابق، رداً على أسئلة شبكة "سي إن إن" أن دونالد ترامب لا ينوي تشكيل فرق مكلفة طرد مقيمين بصفة غير قانونية، وأن الأولوية هي لـ"ضمان أمن" الحدود.

المحكمة العليا

وتمسك الرئيس المنتخب برفض الإجهاض وتأييد حيازة السلاح، مؤكداً أنه يريد قضاة في المحكمة العليا يرفضون الإجهاض ويؤيدون حيازة الأسلحة النارية، التي وردت في التعديل الثاني للدستور الأميركي.

وأكد الرئيس المنتخب، الذي يتولى مهامه رسمياً في 20 يناير أنه سيعين في المحكمة العليا قضاة معارضين للإجهاض ومؤيدين لحيازة الأسلحة النارية.

وقال خلال المقابلة "هذا ما سيجري، إنني معارض للإجهاض، والقضاة سيكونون معارضين للإجهاض" مضيفاً أنهم "سيكونون مؤيدين كلياً للتعديل الثاني" في الدستور، الذي يقر بحق كل مواطن أميركي بحيازة أسلحة نارية.

وسيتعين على ترامب تعيين قاض في المقعد الشاغر في المحكمة العليا، لكنه قد يقوم خلال ولايته الرئاسية أيضاً بتعيينات أخرى في حال تقاعد قضاة آخرين أو وفاة أي منهم.

وهذا يعني أن المحكمة العليا التي لها كلمة الفصل في المسائل الاجتماعية، قد تتخذ منحى محافظاً جداً.

في المقابل، لا ينوي الرئيس الجمهوري المنتخب إعادة النظر في زواج مثليي الجنس. وأشار إلى أن المحكمة العليا بتت في المسألة مضيفاً "هذا هو القانون (...) وأراه مناسباً".

الراتب

وأعلن ترامب أنه يتخلى عن مرتبه الرئاسي البالغ حوالي 400 ألف دولار سنوياً، وهو الذي قدرت مجلة "فوربز" ثروته بنحو 3.7 مليارات دولار.

أوباماكير

وأبدى مرونة بشأن خطة الضمان الصحي التي أقرها باراك أوباما والمعروفة باسمه "أوباماكير" لتكون الإنجاز الرئيسي في حصيلة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، وهي تسمح لجميع الأميركيين بالحصول على تأمين صحي غير أن طريقة عملها تواجه انتقادات كثيرة.

وقال ترامب بعدما وعد طوال الحملة الانتخابية بإبطال "أوباماكير" فور وصوله إلى البيت الأبيض، إنه يمكن تعديلها بدلاً من إلغائها.

وقال رئيس مجلس النواب القيادي الجمهوري بول راين أمس إنه غير قلق من اختيار ترامب لبانون الذي اعتاد انتقاد البرلمان.

وقال راين لـ "سي إن إن": "لم ألتق به من قبل، لا اعرف ستيفن بانون، ولست قلقاً من تعيينه، أثق بحكم ترامب على الأمور، وأعتقد انه سيختار الأفضل لخدمته، وأنا على يقين بأننا سنعمل مع أي كان في هذا المنصب".

وقبل انضمام بانون إلى حملة ترامب، ترأس مؤسسة إعلامية تدعى "الت رايت" هاجم فيها راين متهماً إياه بأنه على تعاون وثيق مع المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون.

back to top