كيسنجر: «داعش» سيختبر ترامب باكراً

نشر في 15-11-2016
آخر تحديث 15-11-2016 | 00:00
غلاف عدد «ذي أتلانتيك» الذي ضم مقابلة كسينجر
غلاف عدد «ذي أتلانتيك» الذي ضم مقابلة كسينجر
توقع وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية الأسبق، الدبلوماسي والسياسي المخضرم، هنري كيسنجر، أن تأخذ القوى العظمى وقتها لدراسة وتقييم نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية التي أسفرت عن فوز دونالد ترامب، لكن تنظيم "داعش" والجماعات الجهادية" الأخرى تعمدت اختبار ترامب باكراً، من خلال شن هجمات، لتقديرها أن ردّة فعله تتناسب مع أهدافها.

كيسنجر الذي كان يتوقّع هو الآخر فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، قال إنه يجب التعامل مع حقيقة أن ترامب هو الرئيس، داعياً إلى منحه فرصة لتطوير فلسفته.

وقال وزير الخارجية الأميركي الأسبق، إن "أغلبية السياسات الخارجية في العالم كانت معلّقة مدة تتراوح بين 6 و9 أشهر بانتظار نتائج الانتخابات"، مشيراً إلى أن القوى العظمى "ستقيّم ما يجري لفترة من الوقت، ولكن في لحظة ما ستستدعي الأحداث منها اتخاذ قرار ما"، لكن الاستثناء بحسب كيسنجر "هي الجماعات غير النظامية التي قد يكون لديها حافز لإثارة ردة فعل أميركية من شأنها تقويض موقفنا عالمياً".

روسيا

وتوقع كيسنجر أن تدرس الصين وروسيا خياراتهما، قائلاً إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سينتظر لمعرفة كيف سيتطور الوضع. وأضاف "ان روسيا والولايات المتحدة تتفاعلان في مناطق لا تسيطر أي منهما على كل العناصر كما هو حاصل في أوكرانيا وسورية. ومن المحتمل أن يشعر بعض المشاركين في هذه الصراعات بحرية أكبر لاتخاذ إجراءات معينة، وعندها سينتظر بوتين ليرى ما خياراته".

واستبعد أن يكون ترامب في موقع الدفاع عن بوتين، معتبراً أن ترامب وجد نفسه مضطراً إلى الرد على الكلام الجيد الذي قاله الرئيس الروسي بحقه.

إيران

ورداً على سؤال حول الموقف الإيراني من ترامب، قال الدبلوماسي الأميركي المخضرم "إن إيران ربما ستستنتج على نحو صحيح أن الاتفاق النووي هو أكثر هشاشة مما كان عليه، لكنها ستثبت عزماً هائلاً حتى في مواجهة الضغوط بالتزامن مع دراسة ترامب، لأنه لا أحد يعرف الكثير عن سياسته الخارجية".

وأشار كيسنجر إلى أن الاستمرارية في السياسة الخارجية الأميركية ممكنة في حال كان الرئيس الأميركي واضحاً مع الجمهور، بشأن فلسفته لهذه السياسة التي "قد لا تكون مطابقة لسياساتنا السابقة، لكنها تتشارك معها في الأهداف الأساسية".

وأضاف ان أمام الرئيس الأميركي فرصة لتحقيق المصالحة بين الجمهور والنخبة اللذين لديهما تصورات مختلف للسياسة الخارجية الأميركية وعليه اقتناصها.

رد فعل للطبقة الوسطى

ورأى كيسنجر أن ظاهرة ترامب هي في جزء كبير منها ردة فعل للطبقة الوسطى في أميركا على الاعتداء على قيمها من قبل المجتمعات الأكاديمية والفكرية، لافتاً إلى وجود أسباب أخرى لكن هذه أبرزها.

وعن نصيحته للرئيس الأميركي الجديد قال كيسنجر إن على ترامب أن يثبت أنه قادر على مواجهة التحديات المعروفة، وأن يتصرف تبعاً لتطورها.

تصريحات كيسنجر هذه جاءت ضمن مقابلة مطوّلة مع الصحافي جيفري غولدبرغ في مجلة "ذي اتلانتيك" في سياق الردّ على المقابلة الشهيرة التي أجراها غولدبرغ مع الرئيس باراك أوباما بعنوان "عقيدة أوباما". المقابلة استمرت عدة أشهر بحسب الكاتب، وتناولت دور أميركا في العالم، ومستقبل روسيا، وصعود الصين، والفوضى في الشرق الأوسط.

back to top