صالة عبدالله السالم للأفراح
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
نداءات "تكفون" الموجهة للناخبين، هي دعوات للتخندق خلف السور القبلي والعائلي والطائفي، هي نداءات لأهل النخوة والشهامة من الأهل القريبين لمساندة الفرد المرشح الذي يستجير بهم الآن في معركة الوجود الكبرى للوصول لصالة عبدالله السالم. وحين ينتصر المستنجد في حرب بسوس القرن الواحد والعشرين فلا بد عندها أن يرد الدين لهم بواسطة بسيطة وبحركة محسوبية بتقديم خدمة توزع جزءاً من غنائم الانتصار على جنود الأمس الذين فزعوا للمنتصر الآن. أليست الدولة، آخر الأمر، كما علمتنا وربتنا ثقافة السلطة من عقود طويلة إلا غنائم جاهزة للمنتصرين ولمن "سبق ولبق"، واليوم بعد أن تناقصت غلة النفط فهو أفضل زمن للسباق والوصول مبكراً. المال السياسي (أي الرشا ودفتر الشيكات) الذي يمارسه المقتدرون من خيرات الوطن، هو الرسالة العامة المجردة الكبرى التي تتجاوز العائلة والقبيلة والطائفة، فالدينار يتحرك ليبعد مرشحاً ما من حلبة السباق، حتى تخلو الساحة للبطل الثري ليكون الفائز الأول في معركة الانتخابات، أو لكي يضمن الوصول لصالة أفراح عبدالله السالم عند مرشح آخر. هي بالطبع أضحت صالة أفراح، لا صالة تشريع ومراقبة، ففيها عند جماعة المقتدرين يتم زيادة قدراتهم المالية بزيادة نصيبهم من السلطة، والسلطة بدورها تعوضهم عن خسائر الأمس، وبالتالي تزيد جرعات السعادة والبهجة في صالة أفراح عبدالله السالم، وليس لأبنائنا المنكوبين بهذا التراث الاجتماعي - السياسي الفاسد غير اللطم في مجالس العزاء على غدهم الضائع.