قوات الأسد لم تقتحم حلب... واقتتال بين الفصائل في ريفها

تحطّم مقاتلة روسية أثناء الهبوط على الـ «أدميرال كوزنيستوف» في «المتوسط» قبالة سورية

نشر في 15-11-2016
آخر تحديث 15-11-2016 | 00:05
فتية سوريون في دوما أمس الأول  (أ ف ب)
فتية سوريون في دوما أمس الأول (أ ف ب)
لم ينفذ النظام السوري تهديداته باقتحام حلب الشرقية، مستفيداً من الفراغ الانتقالي في واشنطن، في وقت بدا أنه يستعد لحسم المرحلة الأخيرة من معركة خان الشيخ بريف دمشق، تمهيداً لإخلائها من سكانها وتأمين سوار العاصمة.
رغم انتهاء مهلة الـ 24 ساعة لإخلاء حلب الشرقية من المدنيين والمقاتلين، لم ينفذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد تهديداته بهجوم شامل على حلب الشرقية، وتحديدا أحيائها الشرقية.

وبانتظار أي تطور ميداني قد يطرأ في آخر معقل كبير للمعارضة، ارتكبت قوات النظام السوري مجزرة في حي الصالحين المحاصر في مدينة حلب، مساء أمس الأول راح ضحيتها 11 مدنيا معظمهم نساء وأطفال.

كما قضى 5 مدنيين، وأصيب آخرون بجروح جراء قصف جوي بصاروخ ارتجاجي روسي، استهدف منازل في مدينة عندان بريف حلب.

وشن طيران النظام غارات جوية على مركز التدريب والتأهيل التابع للدفاع المدني في مدينة الأتارب، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة بشكل كامل.

واتهم النظام فصائل المعارضة باستهداف قواته بمنطقة النيرب ومحيطها بقذائف هاون تحتوي على مادة الكلور، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات في صفوفهم.

اقتتال

وفي تطور سلبي، اندلعت اشتباكات فجر أمس بين فصائل عسكرية عدة على رأسها حركة "أحرار الشام" من جهة و"الجبهة الشامية" في مدينة إعزاز شمال حلب، على خلفية اتهامات لقياديين في الأخيرة بالعمالة لمصلحة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).

وأكد المركز الإعلامي لمدينة إعزاز أن حركة "أحرار الشام" سيطرت على معظم الحواجز التابعة للجبهة الشامية في المدينة. بالتزامن مع تحرك الفصائل المشاركة في مجلس مارع العسكري لفض النزاع بين الطرفين.

بدوره، أكد حاكم إقليم كلس التركي، إسماعيل جطاكلي، أمس، إغلاق بوابة أونجو بينار الحدودية، التي تقع على الجانب الآخر من الحدود مع باب السلام الواقع تحت سيطرة فصائل المعارضة، بعد اندلاع اشتباكات عبر الحدود.

وفي عملية "درع الفرات"، أعلن الجيش التركي، أمس، عن قصف طائراته 15 هدفاً لـ "داعش" في مدينة الباب شملت 10 مواقع دفاعية ومراكز قيادة ومخزنا للذخيرة، مؤكدا مقتل 9 من مقاتلي المعارضة خلال اشتباكات عنيفة اندلعت على بعد كيلومترين من آخر معقل للتنظيم في محافظة حلب.

سوار العاصمة

وفي إطار سعيه لإفراغ ما بقي من مساحات تسيطر عليها فصائل المعارضة في الريف الغربي لدمشق، وبغية الضغط على الجنوب السوري بالكامل، وتأمين سوار العاصمة من كل الجهات، سيطر النظام على المزيد من المناطق في محيط خان الشيخ، أبرزها خربة خان الشيخ والمدجنة الشرقية غرب زاكية.

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن مصدر عسكري برتبة عقيد، أن العملية العسكرية حققت أهدافها من خلال تضييق الخناق على خان الشيخ ولدفعهم للاستسلام عبر قصف مكثف براجمات الصواريخ والمدفعية سلسلة ضربات جوية روسية، أكدت المعارضة أنها استهدفت أمس مركز الدفاع المدني بشكل مباشر، وأخرجته عن الخدمة وقبله مسجد الهدى.

ووسط تحذيرات أميركية من اقتراب البحرية الروسية إلى مسافة مناسبة لتقديم الدعم اللازم لعمليات قتالية في أجواء سورية، امتنع المتحدث باسم "الكرملين" دميتري بيسكوف عن التعليق على التقارير الإعلامية حول هذه الضربات، واصفا مناورات حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف" ومجموعة السفن المرافقة لها أمام الساحل المقابل لحلب، بأنها تكتيكية.

وقال بيسكوف، في معرض تعليقه على تقارير أوردتها مصادر بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تحدثت عن تجهيز القاذفات بعيدة المدى، في قاعدة انجلز بمقاطعة ساراتوف الروسية بصواريخ مجنحة عالية الدقة، وعن مناورات تقوم بها مجموعة السفن الروسية على سواحل سورية: "يمكنني أن أقول لكم إن عمليات القوات المسلحة الروسية لدعم الجيش السوري في الحرب ضد الإرهاب، مستمرة"، مضيفا: "وفيما يخص المسائل التكتيكية لهذه العملية، أنصحكم بالتوجه إلى وزارة الدفاع للحصول على تعليق".

ومع توقع "البنتاغون" أن تنضم الطائرات الموجودة على متن "كوزنيتسوف" إلى الطيران الروسي بعيد المدى وسفن مزودة بصواريخ "كاليبر" المجنحة، أكدت وسائل إعلام روسية بدء تحضير قاذفات " تو-160" و"تو-95" الاستراتيجية في قاعدة انجلز للاستخدام القتالي، بما في ذلك تسليحها بصواريخ مجنحة حديثة عالية الدقة.

سقوط مقاتلة روسية

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن إحدى مقاتلاتها من طراز ميغ-29 كاي تحطمت أثناء محاولتها الهبوط على حاملة الطائرة "أدميرال كوزنيستوف" في مياه البحر المتوسط قبالة سورية، إلا أن قائدها نجا.

وفي بيان لوكالات الأنباء الروسية قالت وزارة الدفاع، إن المقاتلة تحطمت بسبب "عطل فني" على بعد كيلومترات قليلة من حاملة الطائرات، إلا أن الطيار تمكّن من القفز وتم انتشاله ونقله إلى السفينة.

وبينما أعلن المتحدث باسم "الكرملين" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما يبحث ملف سورية مع نظيره الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما في بيرو، أضاف الاتحاد الأوروبي الى قائمة العقوبات محافظ البنك المركزي و17 وزيرا سوريا من أصل 31 عضوا في حكومة عماد خميس المشكلة في يوليو الماضي.

أوروبا تعاقب نصف الحكومة... والنظام يصعّد في خان الشيخ لتأمين «سوار دمشق»
back to top