يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيحوز مزيدا من النفوذ في أوروبا، بعد أن قلب فوز مرشح المعارضة الاشتراكية رومن راديف المقرب من موسكو في الانتخابات الرئاسية البلغارية التي جرت أمس الأول الموازين، وخطا بأحد أفقر بلدان "الاتحاد الأوروبي" نحو المجهول.

وقدم رئيس الوزراء البلغاري المؤيد لأوروبا بويكو بوريسوف، أمس، استقالته رسميا أمام البرلمان قبل عامين على انتهاء ولايته.

Ad

ويفترض أن ينظر البرلمان في الاستقالة غدا، على أن يعين الرئيس المنتهية ولايته روسي بليفنلييف حكومة انتقالية. وسيكون على الرئيس الجديد حل البرلمان، وتحديد موعد للانتخابات التشريعية التي ستتم في مارس 2017 على أقرب تقدير.

وشكل فوز راديف المريح مع قرابة 60 في المئة من الأصوات صفعة قوية لرئيس الوزراء الذي يشغل منصبه منذ أواخر 2014، والذي فشلت مرشحته رئيسة البرلمان تسيتسكا تساتشيفا في حشد تأييد كاف.

ولن يتولى راديف (53 عاما) مهامه سوى في 22 يناير المقبل، لكن برنامجه مثقل كما عليه تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة يبدو لا مفر منها.

وتشير التوقعات إلى أن حزب بوريسوف هو الأوفر حظا للفوز بالانتخابات المقبلة في مواجهة الحزب الاشتراكي الذي لا يعد معاديا لأوروبا، رغم كونه مؤيدا لروسيا.

وتراقب أوروبا الخطوات الأولى لراديف القائد السابق لسلاح الجو الذي يحظى بدعم الاشتراكيين، بعد أن أعرب خلال حملته الانتخابية عن رغبته في إجراء حوار مع روسيا التي دعت أمس إلى توثيق العلاقات مع صوفيا، ورحبت بالقيادة البلغارية الجديدة.

وقال المتحدث باسم "الكرملين" دميتري بسكوف: "نحن نعتبر هذا البلد مهما جدا بالنسبة إلينا". وأبدى أسفه "العميق" لإلغاء مشروع أنبوب غاز "ساوث ستريم" مع بلغاريا في 2014.

وأمس الأول تعهد راديف "العمل من أجل رفع العقوبات" الأوروبية المفروضة على روسيا.

وفي النظام البرلماني البلغاري، الحكومة هي من يحدد السياسة العامة على الصعيد الداخلي وعلى صعيد العلاقات الدولية، مع أن الرئيس هو قائد الجيوش ويمثل البلاد في الخارج.

ورغم أن تقاسم السلطات على هذا النحو لا يحمل العديد من خبراء السياسة على التخوف من أي ميل في بلغاريا العضو في "الاتحاد الأوروبي" و"الحلف الأطلسي" نحو روسيا، إلا أنه جاء ضمن "تحقيق لسيناريو موال لموسكو"، بعدما فاز في مولدافيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، إيغور دودون وهو أيضا مرشح مؤيد لروسيا في الانتخابات الرئاسية مساء أمس الأول.

ومثل فوز راديف فرصة مواتية لموسكو لكسب حلفاء داخل "الاتحاد الأوروبي" و"الحلف الأطلسي" لمواجهة الضغوط الغربية عليها بعدة ملفات من بينها أوكرانيا وسورية.