في محاولة لحلحلة مسار الحل السياسي للأزمة اليمنية، وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى عمان في ساعة مبكرة من أمس للقاء السلطان قابوس ووزير الخارجية يوسف بن علوي، لبحث الأزمة اليمنية وجهود التوصل إلى تسوية سلمية للصراع.

ومن المقرر أن يتوجه كيري إلى أبوظبي، حيث سيلتقي ولي العهد محمد بن زايد لبحث التحديات التي تواجه المنطقة.

Ad

في غضون ذلك، تجمع العشرات في مدينة عدن جنوب اليمن للتنديد بتردي الخدمات الأساسية، مطالبين بعودة الرئيس عبدربه منصور هادي لحل مشاكل المواطنين.

ودعا إعلاميون وناشطون إلى الاحتجاج الذي تحول إلى مظاهرة جابت ساحة العروض في قلب مدينة عدن، وردد المشاركون هتافات ضد الحكومة.

وتفاقمت الأوضاع في عدن في الآونة الأخيرة، وانعدمت الخدمات الأساسية للحياة من كهرباء ومياه صالحة للشرب، وظهر وباء الكوليرا، وأدى إلى وفاة تسعة أشخاص.

وكان سكان عدن يتوقعون بعد فرار الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح من عدن في يوليو 2015 أن ينعموا بتحسن الخدمات العامة، بما في ذلك إصلاح مرافق الكهرباء، باعتبارها أحد أهم احتياجاتهم، لكن توقعاتهم ذهبت أدراج الرياح، وبدت حكومة الرئيس هادي عاجزة عن إدارة الشؤون اليومية للناس.

من جهته، أكد رئيس الوزراء اليمني أحمد بن دغر أمس أن حكومته تقوم بواجبها، وتسرع الآن في توفير العملة وطباعتها، بعد أن أخفى حكام صنعاء، في إشارة إلى الحوثيين، مئات المليارات من السوق، مضيفا أنه سيتم صرف مرتبات جميع الموظفين في كل محافظات الجمهورية حتى تلك التي يسيطر عليها الحوثيون.

وقال بن دغر، في بيان من مقر إقامته في الرياض، إن "اختفاء السيولة النقدية بصورة مفاجئة من فرعي البنك المركزي في صنعاء والحديدة، وعجز فرع البنك في صنعاء عن تسديد مرتبات الموظفين، أمر مقلق لارتباطه المباشر بحياة المواطنين".

وبين أن الاحتجاجات والمسيرات والاعتصامات التي يعبر عنها الجنود والموظفون، ويمتد أثرها إلى وعي الناس وسلوكهم لا يمكن وأدها بالعنف وقوة السلاح، وعلى الحوثيين أن يدركوا أنهم لا يستطيعون منع الجماهير من التعبير عن مواقفها.

ويعاني اليمن منذ 3 أشهر أزمة تأخر صرف مرتبات موظفي الدولة وعددهم 1.2 مليون في عموم محافظات البلاد، ترصد لهم نحو 75 مليار ريال شهريا، على خلفية قرار نقل مقر البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء إلى عدن.

في سياق آخر، أعلنت منظمة التعاون الإسلامي أمس عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة في مكة المكرمة بعد غد، لبحث تداعيات "إطلاق ميليشيا الحوثي وصالح صاروخا باليستيا باتجاه مكة المكرمة".