اليوحة: النقود جزء من التراث لا مخزن للقيمة فقط
افتتح معرضاً متخصصاً للعملات النادرة والقديمة
لم يقتصر معرض العملات النادرة على القديم منها والذي يخص الكويت فحسب، بل شمل أوراقاً نقدية تعود إلى الدولة العثمانية وعدد من الدول العربية.
أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة أن العملات ليست مخزنا للقيمة الشرائية عبر العصور، أو وحدة حساب لقياس القيمة الاقتصادية للسلع والخدمات بصيغتها، أو شكلا يسهّل التبادل التجاري مقارنة بالأسلوب التبادلي القديم القائم على تبادل السلع مباشرة فحسب، بل هي جزء من التراث الثقافي، لأنها تكشف عن جوانب مهمة في حياة المجتمعات، وتحدد زمن الممالك والأقطار ونوع الحكم فيها، كما تساعد في كتابة التاريخ.جاء ذلك على هامش افتتاح اليوحة، أمس الأول، معرضا متخصصا للعملات القديمة والنادرة بمناسبة مرور 130 عاما على إصدار أول عملة كويتية في قاعة أحمد العدواني بضاحية عبدالله السالم، بالتعاون مع الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات، وبالتزامن مع احتفالية الكويت باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016.وقال اليوحة، لـ«الجريدة»، إن العملات وثائق حية وتاريخ مدون وشواهد ملموسة على حضارات الأمم والشعوب، لأنها تفصح عن هوية الأمة التي أصدرتها، وتفسر العديد من جوانبها وحضارتها وحكاياتها، ضاربا مثلا بـ«الفلاح ادريس» الذي وضع ملك مصر فؤاد صورته على الجنيه المصري، وهو الرجل الذي بشره بانه سيكون ملكا، فوعده بأن يخلده في التاريخ إن تحقق ما رآه في حلمه، وهو ما حدث ووضع صورته على العملة المصرية، وهو ما نراه في المعرض.
وأضاف أن «العملات مثل جميع وسائل الحياة مرت بمراحل متعددة من التطور والتغيير منذ مطلع فجر التاريخ وإلى يومنا هذا، فقد ظهرت ونشأت وتطورت شأنها شأن سائر الفنون الإنسانية».وأكد أن العملات أهم نظام اخترعه الإنسان لتنفيذ المبادلات عبر العصور، ولولاها لما استطاع الناس الغوص في حل المعضلات الاقتصادية والتجارية، مبينا ان المعرض ينطوي على قدرة خاصة مستمدة من العملات في فتح نوافذ زمنية قديمة وتاريخية تضفي قيمة ثقافية وفنية لجامعيها ومقتنيها، مما يجعلها هواية تثير شغف العديدين في الكويت والعالم ككل. ويضم المعرض إصدارات نقدية متنوعة من جميع أرجاء الوطن العربي، لاسيما الكويت، ولكل منها حكاية تاريخية يعود بعضها للقرن الـ19.ويقدم المعرض أقدم الإصدارات النقدية الكويتية والتي تعود إلى عام 1886، وهي «البيزة» وذلك في عهد أمير الكويت الخامس الشيخ عبدالله الثاني بن صباح، الذي حكم في الفترة من 1866 إلى 1892، تزامنا أيضا مع اصدار بنك الكويت المركزي العملة التاريخية للكويت بمناسبة مرور 130 عاما على إصدارها.ويشمل جميع إصدارات الكويت التذكارية شاملة القطع المعدنية الفريدة والنادرة إضافة الى أوراق نقدية أثناء تجريبها وقبل اعتمادها وطباعتها رسميا، مما يجعلها من العملات أو النماذج المميزة جدا مصدقة جميعا من شركات ومؤسسات عالمية متخصصة في تصديق العملات الورقية والمعدنية.ويتيح لرواده التعرف على تواريخ العديد من الدول والامبراطوريات كالدولة العثمانية من خلال ما يعرضه من ليرات عثمانية يعود أقدمها إلى منتصف القرن الـ19 وأيضا عملات ورقية للعديد من دول الوطن العربي كمصر والعراق وإيران واليمن وتونس وليبيا والجزائر والمغرب ودول مجلس التعاون الخليجي وغيرها العديد من العملات النادرة والتاريخية.ومن العملات أيضا، عملة بلاد سورية ولبنان والتي اجتمعت في اصدار واحد للدولتين من اصدار «بنك سورية ولبنان الكبير» قبل تغيير الاسم الى بنك سورية ولبنان وذلك في الفترة من 1939 إلى 1950 قبل أن يصبح لكل دولة منهما عملتها الخاصة، والتي تضمنها المعرض أيضا.وعادت إحدى المجموعات الى دولة فلسطين أصدرها البنك الإنكليزي آنذاك وبالضبط في عام 1948 حملت اللغة العبرية وكتابة مدينة «تل ابيب» عليها ربما إيذانا أو تمهيدا لإعلان قيام الكيان الصهيوني في العام نفسه.