تنبض أعمال الفنانين المشاركين في المعرض الجماعي "قصة وطنّا" بإيقاع حياة الكويت القديمة عبر أساليب فنية منسجمة مع واقع الحياة، من خلال رصد لأنماط حياتية ومهن كانت رائجة، إضافة إلى مشاهد منتقاة بعناية تشكل إضاءات معاصرة على مراحل عاشها أهل الكويت تميزت بالبذل والعطاء والجد والاجتهاد، واتسمت بالأصالة والعراقة.

افتتحت قاعة المشرق بمقرها الجديد بمجمع الصالحية، المعرض التشكيلي الجماعي "قصة وطنّا"، مساء أمس الأول، بحضور مجموعة من الفنانين وعدد من متذوقي الفنون التشكيلية، ومنهم الفنانة مها عبدالعزيز المنصور ومحمود القطان وفاطمة دشتي وعبدالكريم العنزي.

Ad

الشغف بالماضي

وشارك في المعرض 3 فنانين اشتهروا بشغفهم بحياة الماضي، وهم خزعل القفاص وعبدالرضا باقر وعبدالعزيز آرتي، مقدمين ملامح وتفاصيل عن حياة أهل الكويت قديما ببيئتيهما البحرية والبرية، فقدم النحات والفنان التشكيلي خزعل القفاص، عبر أعماله، صورة مشرقة لتكافل أبناء المجتمع الكويتي، من خلال روح التفاؤل والانخراط في أعمال متباينة ومهن مختلفة يؤديها الرجل والمرأة على حد سواء، كل في مجاله، فيترجم رؤيته الفنية المتكئة على غرس قيم حياتية تدعو إلى العمل وعدم التقاعس، من خلال رصد ما يجري بالصحراء أو على ساحل البحر.

يذكر أن الفنان خزعل عوض القفاص ولد عام 1944، ومنح التفرغ في المرسم الحر عام 1963، درس النحت في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة 1966- 1970، وحصل على بكالوريوس فنون جميلة من كلية الفنون الجميلة بسان فرانسيسكو الولايات المتحدة عام 1977، كما درس في أميركا طرق صب البرونز بمعهد جانسون في نيو جرسي عام 1981.

ونال خزعل جوائز كثيرة، منها الشراع الذهبي في المعرض الخامس للفنانين التشكيليين العرب عام 1977. كما حصل على جوائز أخرى محلية، منها الجائزة الأولى في معرض الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية عام 1974، وشارك في معارض متنوعة باليونان وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبلغاريا ومصر والعراق والمغرب.

الانطباعية التأثيرية

ويمضي الفنان عبدالرضا باقر ضمن الاتجاه ذاته في تقديم مستوحاه من التراث، فيسترجع تفاصيل من الحياة القديمة، ويجسِّد عبر الانطباعية التأثيرية مشاهد منتقاة من الحياة، فيرصد الحركة في السوق القديم، ناقلاً مكونات المشهد بكل تفاصيله البدائية، ويستعيد عبر مفردات أعماله بعض المهن المندثرة التي لم تعد رائجة، بسبب التطور الذي طرأ على البلاد عقب اكتشاف البترول.

وجاءت أعمال باقر متضمنة الرسالة ذاتها، فكانت الحياة تدبُّ في أوصال لوحاته، فالصورة مفعمة بالعمل، والأدوار موزعة على الرجل والمرأة بشكل مناسب لكل طرف، وفقاً لإمكاناته والمعطيات الحياتية، كما رصد باقر، عبر أعماله، مشاهد منوعة لشكل الحياة القديمة، سواء في السوق أو في القهوة أو الشارع.

مشاركات متنوعة

انتسب الفنان عبدالرضا باقر -من مواليد الكويت 1948- إلى جمعيات مهنية وروابط تشكيلية، فهو عضو الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وعضو الرابطة الدولية للفنون بباريس، وعضو الاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب 1968-1990، وعضو فرقة المسرح العربي، وكذلك عضو رابطة الحرف اليدوية لقارة آسيا.

وشارك باقر في معارض جماعية وفردية متنوعة بالكويت وخارجها.

وتنوعت الجوائز التي حصل عليها الفنان خلال مشواره التشكيلي، كما عمل جداريات لبعض وزارات الدولة وبعض الشخصيات الكويتية والأجنبية.

ذاكرة الإنسان

أما الفنان عبدالعزيز آرتي، فقدم 14 لوحة في المعرض، معبرا عن رؤاه الفنية، فيستعيد أنماطا من حياة الكويت القديمة، ويتنزه في دهاليز الأزقة والفرجان الضيقة، ويغوص في أعماق البحر، راصدا ملامح من شذى الماضي.

يسبر آرتي التراث، من خلال لغة تأثيرية تستمد واقعيتها من ذاكرة الإنسان، لأنه يجتهد كثيرا في إعادة صياغة المشاهد والذكريات الكويتية القديمة، من خلال لوحاته، فيتخيل الشكل العمراني القديم للمباني والأسواق والبيوت.

لم يعش آرتي تلك الفترة بكل تفاصيلها، بل استطاع تكوين بعض التصورات لها حينما كان يصطحبه والده أثناء جولاته إلى هذه الأماكن القديمة والأزقة الضيقة والأسواق التراثية، فشكلت هذه المشاهدات في ذاكرته مخزوناً لا بأس به يستعيده أثناء مرحلة الرسم.

لمحة ذاتية

الفنان عبدالعزيز آرتي خريج كلية التربية الأساسية، وعضو في الرابطة الدولية للفنون، ورابطة الحرف اليدوية لقارة آسيا، وفي جمعية الصحافيين الكويتية. شارك في عدد من المعارض الفنية المحلية والخارجية منذ عام 1980- 2016 في بلغاريا وكوبا وروسيا والبحرين والسعودية وقطر والإمارات وغيرها من الدول.

نال الميدالية الذهبية في معرض الكاريكاتير الذي ينظمه النادي العربي ضمن معرض دورة مجلس التعاون الخليجي للرياضة عام 1994، والدرع الذهبية على مستوى الوطن العربي في المعرض السنوي في الإمارات 1995.

يشار إلى أن قاعة المشرق لصاحبها خالد العصفور افتتحت مقرها الجديد بمجمع الصالحية حديثاً.