التقى رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد جاسم الصقر مساء أمس الأول، رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري في منزله ببيت الوسط في بيروت، على رأس وفد من المجلس ضم نائب الرئيس العراقي، رئيس الحكومة العراقية السابق اياد علاوي، ورئيس الوزراء الاردني السابق طاهر المصري، ورئيس الحكومة اللبنانية السابق، رئيس كتلة تيار «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة والسفير محمد الصلال. وجرى خلال اللقاء بحث مختلف المستجدات السياسية المحلية في لبنان، اضافة الى تطورات الأوضاع على المسرحين العربي والدولي.
وبعد الاجتماع، قال الصقر: «تشرفنا بلقاء رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والوزراء، وكان ختامها مسكا بلقاء الرئيس المكلف سعد الحريري، وقد نقلنا اليه تحياتنا وتحيات المجلس والعرب جميعا، لمناسبة انتخاب رئيس للجمهورية، وخصوصا لتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة، وتطرقنا خلال اللقاء الى المواضيع المحلية اللبنانية وإلى القضايا الامنية العربية من مختلف جوانبها».وأضاف: «كما تمنينا للرئيس الحريري ان ينجح في تشكيل الحكومة، خصوصا أن لبنان بالنسبة لنا دولة مهمة، والاستقرار فيه يساعد على الاستقرار في المنطقة، ونحن لا نبالغ حين نقول إن بيروت كانت عاصمة العرب في الستينيات والسبعينيات، والآن لديها فرصة كبيرة لتستعيد هذا الدور، وهي لا تستطيع ذلك الا من خلال ارساء الاستقرار والسلم الأهلي، فكل تمنياتنا أن يتمكن الرئيس الحريري من تشكيل الحكومة سريعاً، وأن ينعم لبنان بالاستقرار والامان والازدهار».وكان وفد مجلس العلاقات العربية والدولية برئاسة الصقر قد جال أمس الأول على القيادات اللبنانية للتهنئة بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية بعد اكثر من عامين ونصف العام من شغور منصب الرئاسة.
وفي بيان رئاسي، أكدت رئاسة الجمهورية اللبنانية أن «أعضاء الوفد أطلعوا رئيس الجمهورية على النشاطات التي يقوم بها المجلس الذي التأمت هيئته الادارية في لبنان. كذلك أطلع الوفد الرئيس عون على المؤتمر العربي الذي ينوي المجلس عقده قريباً بمشاركة ممثلين عن النخب الثقافية والفكرية العربية لمناقشة ما يجول في وجدان الانسان العربي في هذه المرحلة التي تمر بها دول المنطقة العربية».وبحسب البيان، فقد «شكر الرئيس عون الوفد على تهنئته وعلى مبادرته عقد اجتماعه في بيروت لمناسبة بدء عهد رئاسي جديد»، مؤكدا اهمية التلاقي بين الدول العربية، «لانه كلما تضامن العالم العربي ارتاح لبنان، وكلما افترقت الدول العربية عانى لبنان تداعيات هذا الفراق».وأكد رئيس الجمهورية، في البيان، ان الانسجام المسيحي- الاسلامي في المنطقة شكّل اساس النسيج المشرقي الذي ليس مسيحياً فقط، ولكنه تفاعل بين الثقافتين المسيحة والاسلامية وتراكم حضاري يجب ان نحافظ عليه».اما الصقر فقد جدد التأكيد على الأهمية التي تحتلها بيروت لدى المجلس، قائلا في تصريحات صحافية من القصر الرئاسي: «عقدنا اجتماعنا الأخير في لبنان دعماً لهذا البلد وتكريماً للشعب اللبناني الذي انتخب أخيراً رئيس جمهورية جديدا وتم تكليف رئيس وزراء جديد، اذ يسعدنا كعرب انّ الأمور تسير على المسار الصحيح، وأنّ الوضع السياسي يتعافى. وقد جئنا اليوم لنهنئ فخامة الرئيس ميشال عون على انتخابه رئيساً للجمهورية. هنيئاً لكم وللبنان ونتمنى لرئيس الجمهورية دوام الازدهار والتوفيق في قيادة لبنان نحو حقبة جديدة». وفي وقت سابق، التقى وفد المجلس رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقره بعين التينة، حيث أكد الصقر أنه «بمناسبة انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، قررنا كمجلس للعلاقات العربية والدولية، عقد اجتماعنا في بيروت، وهي المرة الأولى التي نجتمع فيها هناك، وذلك دعماً للوضع السياسي اللبناني الذي بدأ الانفراج ودعماً للمؤسسات اللبنانية، ولإعطائها زخماً، وكتشجيع من العرب للبنان من خلال مجلسنا الذي هو مؤسسة مجتمع مدني تعنى بالشؤون العربية والدولية». وأضاف الصقر: «قررنا زيارة رؤساء الجمهورية والمجلس النواب ومجلس الوزراء والرئيس المكلف لتهنئتهم بما جرى وللشد على ايديهم للاستمرار في الوحدة، وتيسير الأمور الحياتية في لبنان، وهو بلد مهم للعالم العربي، فعندما يتعافى نشعر نحن في العالم العربي بأن هناك بريق أمل للسياسة الخارجية العربية».وبعد لقائه بري، انتقل الوفد الى دارة رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام في المصيطبة وتم البحث مع الأخير في مختلف شؤون المنطقة والتطورات فيها.