في محاولة قد تكون الأخيرة لإدارة الرئيس باراك أوباما، التي تستعد لمغادرة البيت الأبيض، لإيجاد حل سياسي للصراع في اليمن، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أن جماعة الحوثي والتحالف العسكري، الذي تقوده السعودية لدعم حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، اتفقا على وقف الأعمال القتالية باليمن اعتبارا من الغد.

وأضاف كيري، في تصريحات في ختام زيارة للإمارات، أن جميع أطراف الصراع اتفقت على العمل من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية يمنية بحلول نهاية العام. وأجرى أمس الأول محادثات في عمان تمحورت حول استئناف الجهود الرامية إلى وضع حد للنزاع المستمر منذ 19 شهرا في اليمن.

Ad

وقال جون كيربي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إن كيري التقى السلطان قابوس بن سعيد لمناقشة "النزاع في اليمن والضرورة الملحة لإيجاد تسوية سياسية دائمة لتخفيف معاناة الشعب اليمني".

وأضاف انهما رحبا بخريطة الطريق للسلام التي تقدم بها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والتي رفضها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

واستخدمت عمان علاقاتها الجيدة مع إيران للتوسط في محادثات السلام بين المتمردين المدعومين من طهران والحكومة المعترف بها دوليا في اليمن.

وعقب ساعات معدودة من إعلان كيري التوصل إلى الاتفاق، قال وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، أمس، في تغريدة على «تويتر» إن حكومته غير معنية بما جاء في إعلان وزير الخارجية الأميركي، معتبرا أن إعلانه جاء من طرف واحد ودون الرجوع إلى حكومة الرئيس هادي.

وكتب المخلافي: «ما صرح به كيري لا تعلم عنه الحكومة شيء ولا يعنيها ويمثل رغبة في إفشال مساعي السلام بمحاولة الوصول لاتفاق مع الحوثيين بعيدا عن الحكومة».

إلى ذلك، تمكنت قوات الجيش والمقاومة الشعبية في اليمن، من تحرير مواقع جديدة من قبضة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، علي صالح، بمحافظة تعز.

وقالت مصادر إن رجال الجيش تمكنوا من تحرير منطقة صالة شرق مدينة تعز، بعد معارك عنيفة مع "المتمردين"، مضيفة أن قوات الحكومة أحكمت سيطرتها على مبنى البنك المركزي الجديد في محور الكنب، ومدرسة عقبة وعدد من المباني التي يتحصن فيها قناصة حوثيون في أحياء الدعوة وصالة، في حين باتوا على مقربة من السيطرة على القصر الجمهوري.

وأشارت المصادر إلى سيطرة رجال الجيش والمقاومة على عدد من المواقع في حي الجحملية وتقدمهم نحو المستشفى العسكري الواقع في قبضة المتمردين.

في هذه الأثناء، أوقفت مروحيات التحالف، مساء أمس الأول، زورقين يحملان أسلحة كانت متجهة إلى ميناء الصليف بمحافظة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، غربي اليمن، وتم إخضاعهما للتفتيش، حيث تم العثور على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر ومعدات اتصال حديثة.

وقال مركز المقاومة الموالي لحكومة هادي إنه "جرى توثيق اعترافات العناصر، الذين ضبطوا على متن الزورقين، حيث اعترفوا بالحصول على الأسلحة من عناصر تابعة للحرس الثوري الإيراني، وبالانطلاق من المياه الإقليمية الإيرانية".

في موازاة ذلك، أعلن التحالف العربي اعتراض صاروخ باليستي أطلق فجر أمس من اليمن باتجاه مدينة نجران السعودية، وتم تدميره دون أي أضرار.

من جانب آخر، أعلن المتحدث باسم قوات التحالف اللواء ركن أحمد عسيري أن غارات التحالف دمرت شحنة أسلحة للحوثيين بمدينة يريم بمحافظة إب، وقال إن "الهجوم وقع صباح أمس الأول، واستهدف إمدادات بعد تتبع شاحنات توقفت في منطقة الكتيبة 55 التابعة للحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق".